رئيس التحرير
عصام كامل

برهامي هو «القاتل»!


لا يتوقف ياسر برهامي في كل درس من دروسه عن التحريض ضد المجتمع كله.. مرة ضد المرأة ومرة ضد العلمانيين والملحدين إلخ إلخ.. حتى بات الجمع بينهما مقصودا ومتعمدا، وكأنهم حزمة واحدة، وبات المصطلح نفسه كأنهما شئ واحد فعلا، رغم أن هذا غير صحيح وضد المنطق ومخالف للحقيقة.. بينما ينول الأشقاء المسيحيين النصيب الأكبر من فتاوي برهامي، ورغم ما تحدثه من جدل يصل إلى حد الصدام معها ومعه، إلا أنه لا يتوقف ابدا.. وحجته هي أنه لا يكتم الحق.. وبهذا فقد وضع فتاويه بأنها هي الحق رغم أنها رؤاه الخاصة وتفسيراته هو للنصوص والأحكام أو تفسيرات ورؤي من ينقل عنهم.. رغم أنها وبمجرد النظر وبوضعها علي ميزان القرآن والإسلام الحقيقي فهي باطلة بغير جدال.. ولا نعرف كيف يمكن أن تنطلق الشكاوى والبلاغات ضد بعض الكتاب والمفكرين، بحجة هدم الدين ولا تنطلق ضد من يسيئون للدين، ويهدمون الوطن فعليا، رغم أن تهم التحريض أيضا ثابتة عليهم وهي في القانون الجنائي كالجاني تماما!


ومنذ عامين والحديث جديا ومن أكبر سلطة في البلاد لا يتوقف عن تطوير الخطاب الديني، وعن تنقية التراث أو شرحه وتوضيحه أو وضعه علميا ودراسيا في إطاره التاريخي، ومنذ عامين أيضا لا يتوقف الجدل عن أهل المنابر وعن ضرورة منع غير المتخصصين أو غير الأزهريين أو غير المؤهلين من الخطابة والتدريس في المساجد، ومنذ عامين لا يتوقف الحديث عن الفتاوي المثيرة التي تتعارض مع نصوص صريحة في القرآن الكريم، وعن كونها تستند إلى مرويات ضعيفة ضعفها أهل الحديث، ولكن ولمدة عامين لا شيء يتم لا في الخطاب الديني ولا في خطباء المساجد، ولا في الفتاوي المثيرة المخالفة لظاهر النصوص الدينية ولروحها!

متي إذن سيتم ذلك؟ وإن كانت جرائم ترتكب بناء على تحريض البعض، فكيف نترك المحرض ونحاكم الفاعل وحده؟ إن كنتم تريدون العدل فحاكموا أيضا ياسر برهامي بتهمة القتل، واسألوا الجاني عن تأثير فتاوى برهامي-وكل برهامي في مصر-عليه وعلي سلوكه فربما تأكدنا أن برهامي بالتحريض هو القاتل الفعلي لتاجر الإسكندرية.. ومن أجل ذلك-فتاوي برهامي وغيره- قال لنا ربنا في كتابه الحكيم "والفتنة أشد من القتل" ولكن من يفهم: ومن يعمل بما فهم؟ بل الإساءة لدين عظيم أمر اتباعه بعدم العدوان على الشيوخ والنساء والأطفال بل والحجر والشجر والنخل في الحروب وغيرها من مئات التعاليم الرائعة.. فما بالنا بكل ذلك في غير الحروب؟ فما بالنا بها إذن بين أبناء الشعب الواحد في الوطن الواحد؟!
الجريدة الرسمية