رئيس التحرير
عصام كامل

نحو تجربة أفضل لـ(القرموطي)!


مساء الثلاثاء تابعت بالمُصادفة برنامج الزميل (جابر القرموطي) على شاشة العاصمـة، من سـوء الحظ أو حُسنة -لا أدرى- كانت الحلقة تناقش قضية زراعة قصب السُكر، وارتفاع سعر السُكر، ومشكلات المُزارعين ومطالبهم، الزميل (القرموطى) كالعادة حوَّل الاستوديو لغيط قصب، وحمل عودين تلاتة على كتفيه أثناء تقديم الحلقة، ناهيك عن الأعواد التي شرَّفت فوق مكتبه، والتي يكفى نصفها لحل أزمة السُكر في البلد، ومعاها أزمة بتوع العصير كمان!


لا أدري كيف الحال عند مُناقشة قضايا الذرة مثلًا في الصيف، وهل يُمكن استضافة شوية بقر وجواميس وفراخ وأرانب علشان ياكلوا الذرة في الاستوديو، ناهيك عن شوى كام كوز لزوم إبراز الجدوى الاقتصادية الآدمية كمان لهذا المحصول، وكيف يُمكن للزميل الذي أعلن انتهاء حلقات البرنامج على العاصمة -بإدارتها الجديدة- مساء الأربعاء أن يلاحق على كُل هذا، ولكن الواضح من تلميحات (القرموطى) التي لم تصل لحد التصريح أبدًا، ربما حفاظًا على شعرة (معاوية) مع الإدارة، أو مع إدارات أخرى لقنوات أخرى قد تزعجها الحقائق أو المُصارحات أو التطاول الذي قد يكون من نصيبها لاحقًا، المُهم تحِس كدة على سيرة الذرة أن الإدارة الجديدة كانت لابدة لـ(القرموطى) في الدُرة، فهبدته عيار وضع كلمة الختام للبرنامج هناك!

وفى الواقع فإن (جابر القرموطى) باجتهاده الشديد لدرجة الشذوذ في ترجمة أفكاره ورسائله الإعلامية لمشاهد مرئية، أصبح يثير الرثاء في نفسى بسبب كونه مُحاصرًا في الأول والآخر داخل ستوديو له حدود وإمكانيات، مهما زادت أو تضاعفت فهى في النهاية مُرتبطة بظروف مكانية ومادية بل أخلاقية، فماذا لو أراد الرجُل طرح قضية خاصة بالقبض على شبكة دعارة مثلًا، فكيف سيخرُج على الهواء؟!

أرجوك تلاحظ معى أن الإعلامي -الفريد من نوعه- يعنى بتقديم الحوادث المُثيرة للجدل واللافتة للانتباه، لدرجة أنه كلِّف نفسه، أو بالأحرى كلِّف إنتاج القناة تقديم كام دَكَر بط ليقوم بحشوهم بمبالغ نقدية، ليشرح لمُشاهديه المساكين حادث محاولة تهريب الأموال من مطار أسيوط مثلًا، المُشكلة أن قناة العاصمة لا تمتلك قناة طبخ مثل (سى. بى. سى) مثلًا المالكة لقناة (سفرة)، وإلا كان البط تم الاستفادة منه بعدين في صينية بط محشى وجنبها شوية رقاق مثلًا من عمايل الشيف (شربينى)، ما يعنى أن البط تم إهداره فيما لا يفيد عمليًا، وما أغضب الإدارة السابقة للقناة فقررت بيعها للإدارة الحالية الغاضبة بدورها لأسباب كثيرة من ضمنها البط المُهدَر، وكذلك القصب لو لم يكُن (القرموطى) وفريقه قد قاموا بمصُّه بعد انتهاء الهواء!

المُهم أننا في أشد الحاجة لنقل برنامج مانشيت (القرموطى) ليتحوَّل لبرنامج تفاعُلى حقيقى، لا مُجرَّد تمثيل هزلى بين جدران الاستوديو، يعنى لازم نشوف (القرموطى) وهو يُعالج المشكلات المُجتمعية على أرض الواقع، مُمكن مثلًا يناقش تهديدات (لميس الحديدى) باعتزال تقديم البرامج وإعدادها لخطاب التنحى المشمول باستعدادها لشغل التريكو وغسيل الصحون كما قالت تقريبًا، المُهم أن (القرموطى) مُمكن يقعد يخيَّط ويشتغل تريكو بدلًا من (الحديدى) مثلًا، والموضوع سهل، بكرتين صوف، وإبرتين تريكو، ونضارة، وباروكة بيضاء، وكُرسى هزَّاز، وقُطة تلعب في الكُرات الصوفية أثناء العمل، ونطلع بفائدتين؛ الأولى تقديم محتوى إعلامي مُميَّز وذي جدوى، والثانية تشغيل عجلة الإنتاج والاستفادة من كُل هذا ببلوڤر أو كوفية أو مفرش للكومدينو!

ومُمكن كمان أن يخرج (القرموطى) بعيدًا عن كُل الحدود والقيود، يسافر تركيا مثلًا، يقوم بتقديم حلقات إعلامية من هناك، وبشرط طبعًا تكون مليئة بالحَزق والحَمق والزعل والكذب على طريقة اللى بيطلعوا من عندهم، وبالتأكيد لن ينقص البلاتوه ما يلزم من الخرفان فهُم كُثر هناك في القنوات التي تهاجم مصر، وبالمرَّة مُمكن يصطاد اتنين تلاتة يعمل عليهم كباب على الطريقة المصرية لا التُركية، وهكذا تكون رسالة الإعلام أكثر نُضجًا وواقعية.. وإفادة!
الجريدة الرسمية