رئيس التحرير
عصام كامل

ملاعب النجيل الصناعي.. قنبلة موقوتة


في الآونة الأخيرة انتشرت ملاعب النجيل الصناعي داخل مراكز الشباب وفى الأحياء بصورة كبيرة، وهذه الملاعب تجذب الشباب لما لها من بريق وشكل جمالي، كما أنها سهلة الصيانة ولها قوة تحمل عالية.


والمفاجأة هنا أن حذرت الأبحاث الطبية مؤخرًا من الأضرار الناجمة عن بعض أنواع ملاعب النجيل الصناعى، والتي تصل إلى حد الإصابة بالسرطان، حيث كشفت التقارير عن أن الاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا" فتح تحقيقًا موسعًا بشأن المخاطر الصحية للملاعب الحديثة وعلاقتها بالسرطان..

أكدت دراسة أمريكية نشرت مؤخرًا أن ملاعب النجيل الصناعى تحوى 49 مادة كيميائية ضارة، سبعة منها على الأقل مسرطنة، أبرزها الباريوم والزرنيخ والزئبق والكوبلت والنيكل والمنجنيز، ومن المواد المتطايرة الأسيتون والبنزين والكلورو إيثان والإيزوفرون..

ويرجع التخوف الكبير هذا بسبب استخدام فتات المطاط وإطارات السيارات المعاد تدويره في صناعة هذه الملاعب.

وكشفت التحقيقات التي أجرتها 3 وكالات فيدرالية بأمريكا، إصابة العديد من اللاعبات الإناث من فريق واشنطن للكرة بمرض السرطان بعد اصطدام أجسادهن بالأرضيات الصناعية والنجيلة بطريقة مباشرة.

وأكدت التحقيقات التي أعلنت عنها وكالة "إن بي سي" الشكوك حول العلاقة بين السرطان والمواد الكيميائية الخطيرة في النجيل الصناعى.

ومن هنا يتأكد لنا وجود علاقة مباشرة بين ملاعب النجيل الصناعى وبين الإصابة ببعض الأمراض، وخاصة أن ما لفت نظرى هو أن معظم ملاعب النجيل الصناعى التي يتم تركيبها داخل مصر يتم استيراده من الخارج، وبالأخص من دولة الصين، وكما نعلم أن الصين بها منتجات ذات جودة رديئة جدًا لرخص ثمنها، وهذه تعتبر أحد أهم الأسباب الرئيسية في الإصابة بالأمراض.

لذا وجب علينا كأفراد ومؤسسات الحفاظ على صحة أبنائنا وشبابنا الذي هو عماد هذا المجتمع وحاضره ومستقبله، والدور هنا يقع على عاتق وزارة الصحة المصرية التي من المفترض أن تقوم بفحص أي أنواع من النجيل الصناعى يتم استيراده من الخارج وتقرر إذا ما كان صالح للاستعمال أم لا؛ لأن الأنواع الرديئة من النجيل الصناعى تكون أكثر من غيرها في احتمالية الإصابة بالأمراض.

وأيضًا وجب على وزارة الشباب والرياضة التي تمتلك معظم الملاعب بالدولة، أن تطالب الشركات التي تتعامل معها في تركيب ملاعب النجيل الصناعى الحصول على موافقة وزارة الصحة على أنواع النجيل الصناعى الذي يتم استعماله، وبالتالى قد نكون أخذنا الحيطة والحذر على قدر المستطاع.
الجريدة الرسمية