رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

أول جريمة آثار في 2017.. سرقة 5 مشكاوات أثرية من مسجد الرفاعي.. مصادر: أحد العاملين بالمنطقة ساعد الجاني.. محمد رمضان كان يصور فيلما بجوارها.. ووزارتا الآثار والأوقاف تحققان في الواقعة


مع دقات عقارب الساعة بأولى دقائق العام الجديد، استقبلت وزارة الآثار 2017 بكارثة كبرى بعد اكتشاف سرقة 6 مشكاوات أثرية من مسجد الرفاعي، ليكون عاما حزينا على الآثار والأثريين، بدأ بسرقة الحضارة وتاريخ الأجداد، وتؤكد كل المؤشرات أن هذا التاريخ سينتهي به المطاف في النهاية داخل قطر وبعض دول الخليج.


ولم تكن هذه هي الواقعة الأولى من نوعها ولكن سرقة المشكاوات الأثرية أمر معتاد عليه بالمساجد التي تقع تحت ولاية وزارة الأوقاف بالاشتراك مع وزارة الآثار.

التحقيق في الواقعة
وأكد الدكتور مصطفى أمين، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أنه تم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة للتحقيق في واقعة اختفاء ستة مشكاوات من مسجد الرفاعي بميدان القلعة، والتي تبين اختفاؤها أمس الأحد.

وأوضح الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أنه فور إبلاغ وزارة الآثار بالواقعة، أحال الدكتور خالد العناني وزير الآثار الأمر للنيابة العامة للوقوف على جميع ملابسات اختفاء المشكاوات، كما قام بمخاطبة شرطة السياحة والآثار ووزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة باعتبار وزارة الأوقاف هي المسئولة عن قاعات المسجد، للتحقيق واتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة من جانبهما.

كما أمر وزير الآثار بتشكيل لجنة لحصر جميع المقتنيات والمنقولات الموجودة بالمسجد.

وأضاف السعيد حلمي، رئيس قطاع الآثار الإسلامية بالوزارة، أنه بعد معاينته للمسجد تبين بالفعل اختفاء ستة مشكاوات من أصل خمسة عشر مشكاة كانت موجودة بحجرة الملك فؤاد والأميرة فريـال.

وأوضح أن المشكاوات المختفية تعود لعام 1328 هـ وهي مصنوعة من الزجاج المموه بالمينا عليها "رنك" باسم الخديو عباس حلمي الثاني وكتابات بخط الثلث المملوكي لآية من سورة النور: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ}.

الوزير يزور المسجد
وتفقد الدكتور خالد العناني، وزير الآثار اليوم الإثنين، المسجد لمعاينته ورفع مذكرة تفصيلية للدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف؛ لبحث سبل التعاون بين الوزارتين واتخاذ مزيد من خطوات نحو معرفة حقيقة الأمر والوقوف على جميع ملابسات الحادث.

وكانت وزارة الآثار قد شكلت لجنة للتحقيق في سرقة أربع من أروع المشكاوات الإسلامية الأثرية المصرية النادرة بعضها منسوب إلى كل من السلطان حسن والسلحدار، والتي تم تهريبها إلى الإمارات، لعرضها للبيع على الأثرياء الخليجيين من هواة اقتناء التحف الأثرية.

تلك المشكاوات النادرة كانت موجودة في مخازن تل البندارية، ثم نقلت إلى مخزن رشيد ثم تم تسليمها لمخزن متحف الحضارة بالفسطاط.

كما تم اكتشاف عرض 5 مشكاوات أخرى بصالة المزادات كريستي في لندن، من بينهما مشكاة تحمل اسم الخديو عباس حلمي الثاني، ويعتقد أن هذه المشكاة تمت سرقتها من مسجد الرفاعي بالقاهرة، وهي ليست الوحيدة لأن الخديو عباس حلمي كان مهتما جدا بتقديم إضافات هائلة للمساجد المصرية خاصة المشكاوات الرائعة المتفردة، والكثير من الأضافات الأخرى التي قدمها الخديو اختفى أيضا، ليس في مسجد واحد بل الكثير من المساجد، فالرواق العباسي بالأزهر الذي ينسب للخديو عباس حلمي كان زاخرا بالمشكاوات، ومسجد الرفاعي الذي يُعتقد أن المشكاة التي عرضت للبيع بصالة كريستي كانت موجودة به ووقفيته بها 300 مشكاة، ولكن ما تم تسليمه لهيئة الآثار من هيئة الأوقاف 117 مشكاة فقط، ولا نعلم شيئا عن باقي المشكاوات البالغ عددها 183.

وقدم الخديو عباس الكثير من الإضافات الأخرى في المساجد إلا أن الكثير منها اختفى أيضا، ولا تدري وزارة الآثار شيئا عن مصير باقي المشكاوات وتلك الإضافات الخديوية المتفردة، والأوقاف كانت تتعامل مع القطع الأثرية على أنها «عهدة» توضع في المخازن، ولا أحد يدري شيئا عن طريقة تخزينها.

الحجرة مغلقة أمام الزائرين
وقالت مصادر مطلعة بوزارة الآثار، إن حجرة الملك فؤاد والأميرة فريـال التي اختفت منها المشكاوات مغلقة، وليست مفتوحة للزيارة ضمن المسجد، وهذه الحجرة تضم 15 مشكاة.

وأكدت المصادر، أن هذه المشكاوات تحتاج إلى وقت طويل لإنزال 6 منها، مما يدل على مساعدة أحد العاملين بالمنطقة لمرتكب جريمة السرقة، حيث لا يمكنه بمجرد الوقوف على كرسي إنزال المشكاوات، لأن ارتفاع كل مشكاة 4 أمتار، وأوضحت المصادر أن المشكاوات المسروقة تعد الأفضل، حيث إنها مكتملة وزخارفها واضحة جدًّا، ولا توجد بها أي كسور أو حتى خدوش، وهي صناعة مصرية يدوية.

وأكد جمال الهواري مدير عام منطقة آثار السلطان حسن والرفاعي، أن الغرفة الموجودة بها المشكاوات في عهدة الأوقاف، وهم من لديهم مفاتيحها، ومفتشو آثار المنطقة يمرون عليها من الخارج فقط.

وأوضح "الهواري" أن الخميس الماضي كان هناك تصوير في القاعة الملكية بالمسجد لمشاهد من فيلم "الكنز" للفنان محمد رمضان، والتصوير بدأ من 8 صباح الخميس حتى الساعة 2 صباح الجمعة، وهذه القاعة قريبة من الحجرة التي سرقت منها المشكاوات، مشيرا إلى أن الباب لم يكن مكسورا والقفل في مكانه، وعندما نظر مفتشو الآثار من النافذة لم يجدوا المشكاوات مكانها.

ومن جانبه أكد أحمد الراوي، مدير الإدارة المركزية للمنافذ الأثرية، أن المخطوطات التراثية والإسلامية والعملات تهرب بكثرة لدول الخليج، وأوروبا تهتم بالآثار المصرية واليونانية الرومانية والفرعونية، وبروكسل تهتم بالآثار اليهودية.

وأضاف الراوي، في تصريحات خاصة لـ"فيتو"، أن قطر من أكثر الدول شغفا بالمخطوطات والمشكاوات الإسلامية.
Advertisements
الجريدة الرسمية