رئيس التحرير
عصام كامل

كوكب المعاقين


للأسف نحن غير جادين في الحديث عن تمكين المعاقين، ودمجهم... إلخ، إلى سائر الكلام الجميل، الذي يصلح فقط للتداول عبر الفضائيات، "شو إعلامي يعني".. لكن الواقع شيء آخر مختلف تماما، عما يقال.


الواقع أن هناك إهمالا شديدا، ومستمرا، للمعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة.. بالفعل هناك محاولات من بعض مؤسسات المجتمع المدني.. والحكومة في "كوكب تاني".

سأضرب لك مثلا؛ الاحتفال باليوم العالمي للإعاقة.. أين أقيم؟! في شرم الشيخ.. ما هي نتائجه؟! لا شيء.. ماذا قدم للمعاقين؟! لا شيء..على حد وصف أصحاب الشأن: "أكلة حلوة وفسحة حلوة وخلص اليوم".

لم يفكر أحد في معاناة المعاقين للحصول على الدواء، والأجهزة التعويضية، وصيانة الأجهزة التي بحوزتهم.. لم يفكر أحد في معاناة الأهل مع ذوي الاحتياجات الخاصة.. لم يشغل أحد باله بتوفير فرص عمل للمعاقين.. لم يخطر ببال أحد أن يجري تقييما لتجارب دمج تلك الفئات المهمشة، ومدى نجاحها، والصعوبات التي تواجهها.

منذ سنوات عدة أصدر رئيس الوزراء الأسبق الدكتور كمال الجنزوري قرارا بإنشاء المجلس القومى لشئون ذوى الإعاقة.. فرح المعاقون وقتها، وحلموا بأن يصبح هذا الكيان الكبير لهم بمثابة الدرع والسيف ليحميهم ويحافظ على حقوقهم.. ولكنه، بكل أسف، تحول إلى كيان وهمى يعوق حلم الأشخاص ذيى الإعاقة، منزوع الصلاحيات في ظل هيمنة وسيطرة وزارة التضامن على الملف بالكامل.

طبعا هناك صراع خفي على الهيمنة والاستحواذ؛ من أجل "السبوبة" التي تجلب المنح والتبرعات، ومن أجل استمرار الجمعيات والمؤسسات في "التهام الكعكة".

السطور التالية مقتبسة من إحدى صفحات التواصل الاجتماعي التي تتحدث بلسان المعاقين: "عُقِدَ مؤتمرٌ لأعضاء لجان المحافظات بدعوة من قِبَل السيّد أشرف مرعى، القائم بأعمال الأمين العام للمجلس القومى للإعاقة، بأحد الفنادق الخمس نجوم بالقاهرة.. استنكر الكثيرون وقتها فكرة الفندق؛ لأن بمقر المجلس قاعة كبيرة للمؤتمرات فلماذا إهدار أموال المجلس في عقد لقاء سيكلف آلاف الجنيهات؟! لكن قيل وقتها: إن المقر في مرحلة صيانة، مع العلم بأنه قبل اللقاء بأسبوعين كانت قاعة المؤتمرات بالمجلس تستضيف مؤتمرا لتوزيع الكراسي المتحركة التي تبرعت بها هيئة الشرطة لذوي الإعاقة".

و"لم يكد يمر شهر على اجتماع أعضاء لجان المحافظات بالقائم بأعمال الأمين العام حتى فوجئنا بمؤتمر، لم نسمع عنه كلمة قبل أن ينعقد، وأيضا في أحد الفنادق الفارهة المطلة على النيل بمشاركة المجلس القومى، وأيضا في وجود ذوى إعاقة، ولكن لم يكن معروفا ما إذا كان من حضر من ذوى الإعاقة كان بصفته عضو لجنة محافظات أم ممثلا عن جمعية؟! ما هي الصفة؟!

المؤتمر كان في فندق سوفوتيل الجزيرة بعنوان "تعزيز المشاركة الانتخابية للأشخاص ذوي الإعاقة: خبرات مصرية ودولية".

والسؤال هو: "من الذي تحمل تكلفة الفندق بالإقامة لمدة يومين"؟! هل المجلس القومى لشئون الإعاقة، و"تكلفة فندق زى ده تطلع بكام".. وطالما كانت المسئولية عن المؤتمر موزعة بين المجلس القومى لشئون الإعاقة والمؤسسة الدولية، لماذا كانت الدعوة موجهة من قبل مؤسسة "ناس" التي يرأسها القائم بأعمال الأمين العام للمجلس"؟!

صور المشاركين من ذوي الإعاقة وهم سعداء داخل الفندق على النيل، يدفع للتساؤل: "مين اللي دفع الفلوس"؟! "لو كان المجلس هو اللى دفع ماقالوش لنفسهم كده يبقى حرام؟! كدة يبقى إهدار للمال العام؟! ولو كانت المؤسسة الدولية هي اللى دفعت، محدش سأل نفسه: الفلوس اتدفعت إزاى وليه ؟! وليه في الوقت ده بالذات تتسابق المؤسسات الدولية على أعمال تخص الإعاقة"؟.

وأرفق "أدمن الصفحة" بعض الصور "التي تم نشرها، بمعرفة السادة ذوى الإعاقة، وهم فرحين مهللين بالمؤتمر.. وبالفندق".. على حد تعبيره!
الجريدة الرسمية