رئيس التحرير
عصام كامل

"بالفيديو".. رحلة داخل مسجد وضريح محمد بن أبى بكر الصديق بالدقهلية.. القبر اكتشف 1950 والفن الإسلامى تحفظ على محتوياته الأثرية.. زواره من كافة دول العالم

فيتو

يعد ضريح محمد بن أبى بكر الصديق بمسجد محمد بن أبى بكر الصديق بقرية "ميت دمسيس" التابعة لمركز أجا بمحافظة الدقهلية -والذى يقع على بعد أمتار من كنيسة مار جرجس- أحد الأعتاب والمزارات الخاصة بالشيعة من مختلف دول العالم، وذلك كان واضحا قبل الثورة، ولكن جاءت الثورة ولم يعد أى من تلك الوفود تزوره.

ويعد مسجد محمد بن أبى بكر الصديق من الداخل ذو طراز معمارى متميز، ويقع الضريح فى مكانه أسفل المسجد على بعد 6 أمتار من سطح الأرض، ومساحة الضريح لا تتجاوز المتر، وعرضه نصف متر، وحوله مكان واسع حوالى 150 مترا محيطا بالضريح أسفل صحن المسجد، وبجوار الضريح توجد صخرة بطول وعرض الضريح كما أن القبر الأساسى للضريح موجود، والذى تم اكتشافه عام 1950، ولكن لم يقم أحد بفتح المقبرة ولكن تم بناء هيكل خشبى فوقها، وتوجد للمقبرة عين صغيرة تطل على المقبرة من داخل المقبرة.
ويقول أحد الشيوخ المترددين على المسجد إن الضريح يعود إلى الإمام محمد بن أبى بكر الصديق، والذى كان واليا على مصر فى عهد على بن أبى طالب، واستشهد على يد معاوية بن خديج، الذى قتله بأوامر من من معاوية بن أبى سفيان، مضيفا: تتردد الأقوال أن الجسد موجود بالضريح والبعض يقول الرأس فقط .
وأضاف الشيخ أن القبر تم اكتشافه عام 1950، عندما كان يتم تجديد المسجد والحفر لإقامة المأذنة فكلما قام البنائون ببناء متر من المأذنة تتهدم اليوم الثانى، فقاموا بالحفر لمسافة كبيرة حتى وجدوا صخرة كبيرة، اكتشف قبر محمد بن أبى بكر الصديق عام 1950، وهو يزار ويقام له مولد كل عام، والبعض يقول إن الجسد دفن قرب جامع الإمام الحسين والأزهر بالقاهرة، وإن خادمه قام بالحفر وأخذ الرأس ودفنه بالمسجد بميت دمسيس، كما اكتشف بجوار القبر لوحة خشبية عليها اسم محمد بن أبى بكر الصديق بالخط الكوفى، وحصلت عليها هيئة الآثار الإسلامية.

يضيف عامل المسجد أنه يقام مولد كل عام لسيدى محمد بن بكر الصديق، وكان يزوره الكثير من خارج مصر من باكستان والسعودية والعراق وتركيا والكويت، وكان أكثرهم من الكويت، كانو يأتون كل عام فى غير ميعاد المولد حتى جاءت الثورة وانقطع الوفود، ولم يعد يأتى سوى عدد بسيط من الباكستانيين، كما قام أحد العراقيين ويدعى عبد الخالق ناصر العامرى بإحضار لوحة تشرح تاريخ مولد واستشهاد صاحب الضريح، وتم وضعها بجوار الضريح، وأنه استشهد سنة 38 هجرية فى ميت دمسيس.

وأضاف أحد أهالى القرية – رفض ذكر اسمه – أن هناك مجموعة الأغراب، من دول غير مصر، كانو يزورون الضريح منذ سنين وكان لهم طقوس غريبة حيث إن بعضهم كان يدخل فى بكاء هستيرى لساعات بجوار الضريح، ويظل يقبل البلاط والأرضية المجاورة للضريح .
وتابع بأن الحجر المجاور للضريح كان له عجائب فى حلقات الذكر، فكان يتحرك خلال تلك الحلقات.
وأضاف أحد أساتذة الأزهر، من أبناء القرية، أن هناك عددا من المسلمين من مختلف دول العالم يأتون سنويا فى ذكرى ميلاده ويقومون بتغيير الكسوة الخاصة بالضريح، كذلك يحضرون بين الحين والآخر لتعطير المكان بأفخر أنواع العطور الواردة من خارج مصر، ومن أبرزهم الدكتور محمد برهان الدين، المعروف إعلاميا باسم السلطان، زعيم الإسماعيلية "البهرة"، بزيارة الضريح ما بين الحين والآخر هو وعدد من أتباعه، ووقتها يهتم المسئولون بالمسجد ويتم غسل الشارع الذى يقع فيه ويحضر العديد من القيادات التنفيذية إلى المسجد، حيث يكونون فى استقبال السلطان ورجاله، حيث يزورون الضريح ويقرءون الفاتحة لصاحبه، وكل ذلك انقطع قبل الثورة بسنوات ولم يعد يتم .

وأوضح أحد عمال المسجد أن هناك عددا من المواطنين والسيدات يأتون ويشعلون الشموع والبخور أمام الضريح تبركا به، وبعضهم يخبر العامل أنه حدث له كرامات بعد زيارته للضريح، وبالأخص السيدات اللاتى لم يستطعن الإنجاب.

الجدير بالذكر أن قرية ميت دمسيس إحدى القرى التى تجسد حقيقة الحب والتعاون بين المسيحيين والمسلمين باعتبارها من أقدم القرى التى جمعت بين دير وكنيسة الشهيد مارجرجس ومسجد محمد بن أبى بكر الصديق، حيث يقام مولد سيدى محمد بن أبى بكر الصديق فى الأول من أغسطس وأيضا فى نفس الشهر هناك احتفالية كل عام فى 22 أغسطس حتى 29 أغسطس فى دير وكنيسة الشهيد "مار جرجس"، فهناك أيضا تشابه فى الاحتفالات الدينية بين المسجد والكنيسة، وهذا من المفارقات التى تؤكد الوحدة الوطنية.
الجريدة الرسمية