رئيس التحرير
عصام كامل

خناقة حرس الرئيس!


جاء حادث اغتيال السفير الروسى بأنقرة أندريه كارلوف مفزعًا مرعبًا مخالفًا لكل الاعتبارات الدبلوماسية وممثلا خرقًا لأعراف حماية الآمنين والتي نصت عليها الديانات السماوية خاصة أن الدبلوماسيين هم رُسل بلادهم الذين يتوجب حمايتهم، ومع إدانتنا الكاملة لأحداث أي جماعات متطرفة تهلك الحرث والنسل وتعاطفنا الكامل مع أطفال وشيوخ وأهالي حلب فإننا ندين أن نلجأ لقانون الغابة لنحكم ونقتل ونُشرع.


اغتيال السفير الروسى دعا جميع الرؤساء وكبار الشخصيات لمراجعة إجراءات تأمينهم خاصة حال وجودهم خارج البلاد وعدم إعطاء الأمان الكافي لحراسات الدولة المضيفة.

وقد تزامنت أحداث تركيا مع زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي لأوغندا والتي شهدت مشاجرة بين حرس الرئيس السيسي وحرس الرئيس الأوغندى يورى موسيفينى، وذلك بسبب رفض حرس الرئيس الأوغندى دخول حرس الرئيس السيسي لقاعة اجتماع الرئيسين في قصر الرئاسة بـ"عنتيبى" وهو ما رفضه حرس الرئيس السيسي وانتهت المشكلة بدخول بعض حراس الرئيس السيسي كإجراء احترازي مطلوب في ظل الظروف الراهنة.

في الوقت ذاته، تداول رواد فيس بوك صورًا للحارس الشخصى لوزير الخارجية الإيرانى وهو يراقب بحذر الحرس الشخصى لوزير الخارجية التركي، وذلك على هامش اجتماع ثلاثي استضافته موسكو بشأن الأزمة السورية.

حماية الرؤساء والمسئولين حال زياراتهم الرسمية خارج البلاد لم يعد ترفًا، وإعطاء الأمان الكامل لحراسات الدول المضيفة لم يعد فريضة في ظل تصاعد وتيرة الإرهاب الدولي لذا على المسئولين اتخاذ الإجراءات الاحترازية التي تكفل سلامتهم.

ولعلنا نتذكر ما قام به الصحفى العراقى منتظر الزيدى في ديسمبر 2008 في مؤتمر الرئيس الأمريكى جورج بوش ونور المالكى رئيس وزراء العراق، الزيدى أنذاك لم يوجه مسدسه صوب بوش ولكنه وجه حذاءه الذي تفاده بوش وهو الأمر الذي تداولته وسائل الإعلام العالمية على نطاق واسع.

والمتابع للوضع والظروف الراهنة يدرك أن خطر الإرهاب يواجه الجميع فليس هناك دولة في العالم بمنأى عنه والأمر يتطلب تعاونا دوليا لدحره وعلى الدول تأمين حدودها بقوة وتجفيف مصادر التمويل الخارجية للجمعيات والمنظمات المشبوهة.
الجريدة الرسمية