رئيس التحرير
عصام كامل

عودة الإمبراطورية «التي لا تغيب عنها الشمس»


حضرت ندوة لنادي كبار حزب المحافظين، تحدث فيها وزير التجارة الخارجية والذي كان وزيرا للدفاع قبل ذلك، وكان أيضا مرشحا لرئاسة الوزراء، لكنه حصل على المركز الخامس والأخير، واختارته رئيسة الوزراء لكى يفض الاشتباك مع الاتحاد الأوروبي ويعيد بريطانيا لتكون الأهم اقتصاديا في العالم كما كانت في عصر الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس..


وتحدث الوزير عن خطة الحكومة لاستعادة مكانة بريطانيا الاقتصادية خصوصا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي، وركز على أن القوات المسلحة البريطانية هي رابع جيش في العالم، وهو يحمل خبرات متراكمة من الحروب في الشرق والغرب، حيث حاربت بريطانيا في آسيا وأفريقيا وجنوب أمريكا وشمالها وأوروبا والشرق الأوسط وفى كل مكان من أنحاء المعمورة.

طبعا كما هو متوقع بدأت بريطانيا بالعرب وعادت إلى الخليج في صورة صفقات تجارية وأسلحة وتدريبات وحماية عسكرية وخلافه، وأظهرت لسانها للاتحاد الأوروبي على أساس أن الشرق الأوسط ما زال مكاننا ونحن أصحاب المكانة العليا فيه، وتسعى بريطانيا لكى تكون القوة الًرقمية الأولى، فها هي تفتح مجالها التجارى والعلمى لدول الخليج وتصبح الشريك الأكثر تجارة وتعاون!

ولنا أن نذكر أن بريطانيا تتصدر وترأس الكومنولث، وهو عبارة عن تجمع ٥٢ دولة كانت تحت الاحتلال البريطاني أيام الزمن الغابر، وهذا التجمع يمثل أكثر من ملياران وربع نسمة يعنى أكثر من ثلث العالم، فتخيل النفع الإقتصادى من مثل هذا التعاون لدولة بريطانيا التي كانت عظمى وتريد أن تعود إلى ما كانت عليه.

وفي سبيل ذلك تقوم حكومة حزب المحافظين بمجهود مضنٍ من دراسات وخبراء ولجان وعلماء ومهندسين لتحقيق هذا البرنامج مع الحفاظ الكامل على الحرية والديمقراطية، وتعدد الثقافات التي تفخر بها بلاد الإنجليز.. وهذا طبعا مع دبلوماسية عريقة مؤهلة تعرف من أين تؤكل الكتف.

إلا لنا أن نتعلم منهم ونعرف خططهم لكى نفعل نفس الشىء في أفريقيا التي أهملناها كثيرًا مع أننا في أشد الحاجة اليها، خصوصا مع تفاقم مشكلات المياه التي قد تداهمنا في المستقبل القريب! ألسنا أجدر بحماية الخليج، خصوصا أنه جزء من أمننا وجيشنا قادر على ذلك؟! يجب ألا نترك بريطانيا لتعود إلى الخليجي وحدها على الأقل.. لابد أن نكون هناك.. هذه بلادنا وأمننا فلماذا لا نعترض ونفعل الدفاع العربى المشترك؟!
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيد البشر.
الجريدة الرسمية