رئيس التحرير
عصام كامل

عضو بالأطباء: الآراء الفقهية المتشددة وراء انتشار تجارة الأعضاء


قال الدكتور خالد سمير، عضو مجلس نقابة الأطباء، وأستاذ جراحة القلب بكلية الطب جامعة عين شمس: إن أهم أسباب التجارة بالأعضاء هو سد الطريق الصحيح للحصول على الأعضاء البشرية، بسبب مشكلات من بعض الآراء الفقهية المتشددة في مصر.


وأضاف في تصريحات صحفية له أن الإسلام دين يسر وصالح لكل زمان ومكان، وأن فهم وتفسير آيات الله، وما ورد في الحديث الصحيح يبنى على مقدار علم البشر، والذي قد يتغير بتغير مدى هذا العلم.

وأضاف أن الدكتور أحمد كريمة ادعى أن رأى الإسلام هو تحريم التبرع بأى عضو أو جزء من جسم الإنسان سواء من الأحياء أو الأموات، مشيرا إلى أنه لو تم تصديق الادعاء الذي يبرره بأن الحياة هي حياة كل خلية من الجسم، وأن الإسلام حرم نقل الدم مثلا لإنقاذ حياة جريح ينزف، فالدم أحد أعضاء جسم الإنسان وإذا اختلف البعض على ذلك، وادعاء أن العضو لا يكون سائلا فلا يستطيع أحد أن ينكر أنه حى يحتوى ملايين من خلايا الدم البيضاء الحية وكرات الدم الحمراء والصفائح.

وأشار إلي أن رأى الدكتور أحمد كريمة يقتل الجرحى والمرضى، ويسوق لدين قاس لا يمكن أن يكون الدين، موضحا أن علماء الطب في كل العالم وعلماء الفقه والشريعة في كل العالم عدا بعض الآراء المتشددة في مصر، قد فهموا أن الروح سر من أسرار الله لا نعرف كيف أو أين هي ومتى وكيف تغادر الجسد ولن نعرف أبدا، فكان تركيزهم على فهم نتائج مفارقتها للجسد، وعرفوه بأنه استحالة عودة الوعى والإدراك للإنسان وهو مالا يحدث إلا عند الموت التام لجميع خلايا المخ.

وأضاف أن:"الدكتور أحمد كريمة حرم التبرع بأعضاء من توفى، مبررا كلامه بأن الرسول- صلى الله عليه وسلم - يقول "كسر عظم الميت ككسره حيا" وهو فهم غريب لقول الرسول الكريم الذي يقصد به تجنب الإهمال في معاملة الميت، والتعامل مع الجسد بعناية ورفق حتى بعد الموت، لأن في النهاية فإن الجسد تأكله الدود، متسائلا هل يمكن أن نفهم أن أكل الدود لجسد الميت كأكله لجسد الشخص حيا".

وتابع: "كريمة قال إن موت المخ ليس موتا وعلل "خالد سمير" بأنه أفتي بما ليس له به علم، وهو الطب، فالموت ليس شأنا شرعيا، وإنما هو شأن طبى، والمنوط بالمحافظة على حياة الإنسان وتقرير حدوث الموت هو الطبيب وليس رجل الدين".

واستمر الشيخ أحمد كريمة في التبرير لرأيه الغريب بالقول إن دفع المفاسد أولى من جلب المصالح في قلب واضح للأمور، حيث أكد د. خالد سمير أن المرضى يموتون، والأحياء يخطفون ويقتلون ويغرر بهم ليقطع من أجسادهم في مصر دونا عن باقى دول العالم لعدم وجود أعضاء بشرية من متوفين أي مفاسد أكثر من تلك، متسائلا ما هي المصلحة التي ينشدها باستمرار موت عشرات الآلاف من المرضى سنويا في مصر، كان يمكن إنقاذ حياتهم بنقل أعضاء بشرية لهم، ومنع ذلك مثل هذه الآراء المتشددة.


وأكد أن بذل الجهد للحفاظ على حياة الإنسان لا يعنى استبقاء خلايا جسمه حية لأطول وقت ممكن، رغم تأكيد العلماء باستحالة عودة الوعى والإدراك، مشددا على ضرورة تغيير الخطاب الدينى في مصر لمواجهة المتشددين، والذين يفتون بغير علم، وإنما بناءً على فهم شخصى ضيق يسيئون به لدين سمح كريم لم يجعله الله إلا رحمة بالإنسان، والادعاء بأن هناك نصوصا شرعية تؤدى إلى قتل المرضى والأحياء.
الجريدة الرسمية