رئيس التحرير
عصام كامل

الشيخ الشعراوي.. وأخطاء الداخلية


سألونى عن رأيي في فترة حكم الرئيس الأسبق حسنى مبارك، قلت: رأيي كتبته على مدى خمسة وعشرين عاما وهو يعتلي السلطة، وليس كما هو الآن في سجن طرة، وإذا تكلمت لن أقول إلا ما قلته وهو في عزه وسلطانه.. هذا الموقف مستمد من مقولة للفاروق عمر بن الخطاب عندما سئل عن الرجل قال: الرجل من قال لا والسيف على رقبته!


لهذا لا أدري لماذا ارتدى الصحفى العجوز مفيد فوزي ثوب البطولة وهو الذي عاش على جميع موائد السلطة، على ما يقرب من ستين عاما؟ خرج متهما الشيخ محمد متولي الشعراوي، بأنه هو الذي مهد الأرض للإرهاب، وانتقد ترحيبه بحجاب الفنانات! بكل روح مصريتي التي لا تفرق بين مصرى وآخر على أي أسس عنصرية سأتحدث، أقول للسيد مفيد فوزى، إن الشيخ الشعراوى ليس ملاكا أو نبيا معصوما، ولكنه عالم ومجتهد لأقصى ما أوتي من علم، واجتهد ليس لإرضاء حاكم ولكن لوجه الله وتبصير الأمة الإسلامية.

وربما صاحب الغرض يفهم وهذا مستحيل ولكن سنذكر هنا عدة مواقف للشيخ الشعراوى بسيطة ولكنها توضح رؤيته للإرهاب، في السبعينيات فوجئ الناس بعدم استخدام الميكرفون في أذان صلاة الفجر وقتها كان الشيخ محمد متولى الشعراوى وزيرا للأوقاف، وعندما عرف الناس أنه قرار من الوزير- محمد متولى الشعراوى - قامت القيامة ضده ليس من بسطاء الناس فقط، ولكن تزعم الحملة مجلة الدعوة لسان حال جماعة الإخوان الإرهابية، وبقلم محمد عبد القدوس وبريشة سيد عبدالفتاح تم اتهام الشيخ الشعراوى بأنه يحارب الله، ولا يريد ارتفاع تكبيرات الصلاة!

هذا موقف لا يمكن أن يقف صاحبه في كفة بمفرده.. وكل قوى التأسلم والبسطاء في كفة أخرى، حتى الصحف الحكومية يومها لم تدافع عن الوزير محمد متولى الشعراوى، وبعد ذلك نقول إنه مع الإرهاب، موقف بسيط آخر، أنه عندما رحب بحجاب بعض الممثلات لم يطالب منهن اعتزال التمثيل، هكذا ما قالته لى الفنانة عفاف شعيب، وأكدت أنه فقط حذرها من بعض التصرفات التي تسيء للمرأة بشكل عام، والمحجبة بشكل خاص، منها القبلات والعرى وهو ما كانت بعض الفنانات لا تفعله وهن بدون حجاب، مثل فاتن حمامة، سناء جميل، أمينة رزق!

ثم تشجيع المرأة على الحجاب في بيت كل أسرة مسلمة تقريبا فهل نعتبر هذا تدعيما للإرهاب!؟ تكالبت الإخوان وجميع الجماعات الإرهابية عليه حتى موته ماذا يقول عنه الأخ مفيد فوزى!؟ أما أن كوز الذرة بدولار أو حتى يورو فإن هذا سخف، تعلمنا من أهالينا لو ذهبت عند أحد فلا تخرج تنقد ما تراه، وبالتأكيد الشيخ الشعراوى أخطأ في بعض الأمور فهو ليس معصوما ولكن قيام مفيد فوزى بتشبيه الشيخ الشعراوى في مقدمة حواره المسموم في شعبيته بشكوكو الفنان المنولوجست، فهذا غير مقبول، وبالطبع فنحن لا نقلل مطلقا من فناننا الراحل، ولكن المقارنة والتشبيه كان ينقصه الأدب، والأمانة، لأن الكاتب للأسف لم يكن أمينا بل كان يضع السم في العسل، السؤال الحائر.. لماذا الصمت كل السنوات الماضية حتى يتهم هذا الكاتب غير الأمين للشيخ الشعراوى بأنه أحد أسباب الإرهاب في مصر؟ أنه أفلس.. ومن زمن أفلس!

موضوع آخر لا يمكن تجاهله، الحادث الإرهابى في الهرم صباح الجمعة، للأسف الشديد نكرر نفس الأخطاء فالإرهاب ليس عبقريا، ولكن الأخطاء تتكرر من الشرطة، الكمين يوميا يغلب على أفراده النعاس واللامبالاة، بالإضافة أن هذا المكان عند محطة أتوبيس ومسجد السلام مصدر الإرهابيين، ومحال مزدحمة، لماذا لا توضع خطة للرقابة عليه 24ساعة بالكاميرات وخلافه؟

للمرة المائة وفى نفس المكان كتبنا لابد من إعادة النظر في الرؤية الأمنية وتطويرها،لأن قطرة دماء تنزف من أولادنا تدمى القلوب!
الجريدة الرسمية