رئيس التحرير
عصام كامل

نص آخر كلمة لرئيس البرلمان العربي قبل ترك منصبه


أكد أحمد بن محمد الجروان رئيس البرلمان العربي أن الوقت الراهن الذي تواجه فيه أمتنا العربية، أخطارا محدقة تهدد أمنها القومي، وتحديات جسيمة محلية وإقليمية ودولية تسعى للعبث بمقدرات الشعب العربي، والتحكم في مصيره، يحتم علينا كممثلين لهذا الشعب،أن نبذل قصارى جهدنا في عمل عربي مشترك يرقى إلى مستوى الحدث.


وركز على أن التعاون والتكامل العربي، في مجابهة هذه التحديات هما السبيل الأوحد للخروج بأمتنا العربية من أزماتها الداخلية، أو ما يحاك ضدها من مخططات خارجية، مؤكدا أن صوت الشعب العربي وضميره،وتاريخه المشترك،وحاضره المتضامن، ومصيره ومستقبله الواحد، لا بد أن يعبر عنه عمل عربي مشترك قويٌ يكون فاعل وإيجابي، تجاه كافة القضايا العربية، ولذلك فإنني أعهد اليكم جميعا، كممثلين للشعب العربي، بالتمسك بكل قوة بأهمية هذا العمل العربي المشترك، وتوسيع نطاقاته، لتشمل كافة الجوانب الممكنة تحقيقا لتطلعات الشعب العربي الواحد، ولما فيه خير ومصلحة أمتنا العربية جمعاء.

وقال الجروان في كلمته بالجلسة الثانية لدور الانعقاد الأول من الفصل التشريعي الثاني بالقاهرة اليوم (آخر كلمة له خلال رئاسته للبرلمان العربى ): إن القضية الفلسطينية ستبقى القضية المحورية للأمة العربية، وإننا إذ نجدد مطالبتنا للمجتمع الدولي والأمم المتحدة، بتطبيق القوانيين الدولية بشأن القضية الفلسطينية، وإقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف، وردع سياسات الكيان الصهيوني العنصرية تجاه الفلسطينين، والمنافية لكل القوانين الدولية، من قتل واعتقال وتمييز ومصادرة الأراضي واستمرار الاستيطان.

وجدد الدعوة لكافة برلمانات العالم إلى الضغط من أجل الاعتراف بالدولة الفلسطينية، بما يحقق العدل ويخدم مساعي السلام في المنطقة والعالم أجمع، كما نطالبهم بسن القوانين اللازمة لمقاطعة المنتجات الإسرائيلية في الأراضي العربية المحتلة، مؤكدين على دعمنا لمساعي توحيد الصف الفلسطيني بين كافة الفصائل الفلسطينية،دعما لمصالح الشعب الفلسطيني الأبي.

وأشار رئيس البرلمان العربي إلى أن الوضع المزري الذي وصل إليه حال الشعب السوري الشقيق، في العديد من مدن الداخل السوري، والقصف المستمر عليها، لابد له أن يتوقف فورا، وأن يسمع العالم أخيرا صوت العقل، وينهي هذه المسرحية من التجاذبات السياسية العقيمة، الذي يذهب ضحيتها ضمير الإنسانية جمعاء، وليس دماء الشعب السوري فحسب.

كما طالب بفرض وقف إطلاق نار شامل وكامل في سوريا، حقنا لدماء أشقائنا السوريين، وطالب المجتمع الدولي، بتحمل مسئولياته الإنسانية والأخلاقية تجاه الأزمة السورية، وإيجاد حل جاد وفعال ينهي هذه الأزمة التي تستمر للعام السادس على التوالي، وطالب كافة المنظمات الإغاثية الدولية ومنظمات حقوق الإنسان والمرأة والطفل،وإغاثة اللاجئين، بالتدخل من أجل إغاثة الشعب السوري في الداخل، مطالبين بالسماح لهم جميعا بالمرور الآمن من أجل توفير الخدمات الإنسانية، وفي مخيمات اللجوء في دول الجوار خاصة الأردن ولبنان والعراق، وبالأخص مع دخول فصل الشتاء وما يواجهونه من برد القارس، مجددا الدعوة لكافة الجهات المعنية للتجاوب مع مبادرة البرلمان العربي لإغاثة اللاجئين السوريين.

وأضاف الجروان مطالبته للنظام الإيراني باحترام مبدأ حسن الجوار، والكف عن التدخل في شئون الدول العربية، ووقف سياساته الهادفة إلى نشر بذور الطائفية البغيضة، واثارت البلبلات في مناطق مختلفة من الوطن العربي.

وجدد الدعوة لإيران، من أجل التجاوب مع مطلب دولة الإمارات العربية المتحدة، في حل قضية الجزر الإماراتية المحتلة، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، بالتفاوض المباشر، أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية.

وقال إننا إذ نقف مع الشعب العراقي في حربه ضد الإرهاب بكافة أشكاله، فإننا نؤكد على أهمية وحدة العراق وشعبه بكل مكوناته وأطيافه المحترمة، واحترام سيادته وعدم المساس بوحدة أراضيه، وهويته ومكانته العربية الأصيلة، مدينين كل أشكال الإرهاب والتدخلات الخارجية التي تتعرض لها جمهورية العراق، كما نشدد على ضرورة حل مشكلة النازحين الذين يتزادد عددهم يوما بعد يوم، والعمل على عودتهم إلى ديارهم في أقرب فرصة ممكنة، كما نأمل أن يعود للعراق دوره الأساسي والفاعل ضمن حاضنة العمل العربي المشترك.

وأكد على وقوف البرلمان خلف شرعية الشعب اليمني الشقيق، وإرادته الملزمة ضد كل من يطمح إلى العبث بمقدرات اليمن، أو فرض أجندات خارجية على شعبه العربي الأبي، وإننا إذ نقف خلف التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية، فإننا نأمل أن تثمر مساعي الحوار إلى ما فيه دعم إرادة الشعب اليمني الشقيق، وتحقيق الأمن والسلام والحرية لكافة أبناء اليمن.

وأكد رئيس البرلمان العربي وقوفه خلف الشعب الليبي، في مساعيه للتسامح والإصلاح والتنمية والازدهار، أمالا أن تعود ليبيا بسواعد كافة أبنائها، منبرا عربيا للعلم والكوادر القيادية، وتساهم بفاعلية في نهضة الأمة العربية عبر العمل العربي المشترك، وجدد الدعوة إلى دعم الدول العربية الأفريقية الأقل نماء، كجزر القمر وجيبوتي والصومال، وبالأخص في مجالات الصحة والتعليم والخدمات العامة، لما فيه خير ومصلحة شعوب هذه البلدان العربية الأصيلة.

ودعا إلى التأكيد على هويتها العربية التي تعتز بها، حمايةً لها من أطماع الدول الساعية إلى عزلها عن محيطها وانتمائها العربي.

وأوضح الجروان أن الجلسة الأخيرة للبرلمان العربي في شرم الشيخ كانت خير دليل على مدى اهتمامه بتقوية العلاقات العربية الأفريقية، مؤكدا على مخرجات الجلسة المشتركة مع البرلمان الأفريقي، وعلى البعد الإستراتيجي، السياسي والاقتصادي والاجتماعي للعلاقات العربية الأفريقية، داعيا للحفاظ على هذا التقارب، والدفع نحو المزيد من العمل المشترك لما فيه خير الشعبين الأفريقي والعربي، ومؤكدا على أهمية العلاقات الدولية مع كافة دول وشعوب العالم، القائمة على تحقيق الأمن والسلام، ودفع عجلة التنمية في الألفية الجديد، ومحاربة الفقر وحماية البيئة وتحقيق كافة التطلعات الشعبية لجميع شعوب العالم.

وإليكم نص كلمة رئيس البرلمان العربي:

«أصحاب السعادة أعضاء البرلمان العربي

السيدات والسادة.. الحضور الكريم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد، نفتتح بعونِ اللهِ وتوفيقهِ أعمالَ الجلسة الثانية من دورِ الانعقادِ الأول للفصلِ التشريعي الثاني، مرحبًا بكم جميعاُ ومهنئكم والامتين العربية والإسلامية بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف راجيا من المولى عز وجل أن يعيدها علينا جميعا بالخير والبركات، ومتمنيًا لكم التوفيقَ والنجاحْ من أجل عمل برلماني متميز يسعى من أجل تخطي الظروف والتحدايت التي تواجه أمتنا العربية، وتحقيق ما يصبوا إليه شعبنا العربي من نهضة ونمو وازدهار.

كما أعزيكم ونفسي لفراق الأخ العزيز سعادة النائب طاهر جيلة الذي فارقنا اثر نوبة قلبية راجيا من المولى أن يتغمده بواسع رحمته ويلهمنا وأهل الفقيد الصبر والسلوان.

ونجدد شكرنا لمصر العروبة، حاضنة العمل العربي المشترك، قيادة وحكومة وشعبًا، على استضافتها لأعمال البرلمان العربي وجلساته، مؤكدين على حرصنا الدائم للعمل نحو كل ما فيه خير واستقرار ونماء جمهورية مصر العربية القلب النابض للأمة العربية، معلنيين عن تأيدنا الكامل لها في حربها على الإرهاب، ومعزيها في ابنائها الذين لحقوا بالامس بركب الشهداء الأبطال، نتيجة العمل الإرهابي الجبان الذي استهدف رجال الأمن في الجيزة.

أصحاب السعادة.. أخواتي وإخواني أعضاء البرلمان العربي

لقد عملت جاهدًا معكم جميعًا من أجل تقديم كل ما يخدم الشعب العربي الكبير في ظل التحديات الجسيمة التي واجهتها الأمة العربية خلال الفصل التشريعي الأول للبرلمان العربي، الذي شرفت بترأس البرلمان العربي خلاله وعلى مدى فترتين متتاليتين، وتمكنا سويًا ولله الحمد وبفضل تعاونكم المخلص ومجهوداتكم الجبارة، سواء على صعيد اجتماعات اللجان الدائمة أو الفرعية، أو على صعيد الجلسات العامة، أو من خلال التمثيل الرسمي، في الأنشطة والمشاركات الخارجية للبرلمان العربي، من تخطي هذه التحديات بسلام، والحفاظ على لحمة ووحدة البرلمان العربي، وتوجيه دفته سويًا بعيداَ عن الصراعات والنزاعات نحو كل ما يخدم مصلحة الشعب العربي الكبير، والعمل العربي المشترك، ما أثمر خلال الفصل التشريعي الأول عن إنجازات مهمة من خلال التشريعات والوثائق والأوراق التي وضعتموها في مختلف المجالات، كالأمن القومي العربي، وحقوق الإنسان، والمرأة، والشباب، والطفل، والتمثيل المشرف للشعب العربي، ما ساهم في وضع البرلمان العربي على خارطة العمل البرلماني الدولي كأداة دعم فاعلة ومؤثرة للمواقف العربية في كافة المؤتمرات والمحافل والتجمعات العربية والإقليمية والدولية.

وإنني إذ أفتخر وأعتز بعملنا الناجح وانجازاتنا المشرفة خلال الفصل التشريعي الأول، فإنني أشد على أياديكم جميعًا، وأدعوكم للاستمرار على هذا النهج العظيم في القادم من السنين والتفاني في العمل، من خلال مسؤوليتكم الكبيرة تجاه أمتكم العربية المجيدة، من أجل المزيد من التقدم والتنمية والإزدهار، تحقيقًا لتطلعات شعبنا العربي الكبير لما فيه خير ومصلحة الأمة العربية جمعاء.

أصحاب السعادة..
الحضور الكريم لا يسعني اليوم وأنا أترأس الجلسة الأخيرة لي في البرلمان العربي، فخورًا بانجازاتنا، وما تحقق على أيدينا جميعًا، إلا أن أذكر فضل الله أولا ثم دولتي الحبيبة دولة الإمارات العربية المتحدة على مسيرة العمل العربي المشترك، وعلي شخصيًا كرئيس للبرلمان العربي، من خلال تسخير كل ما من شأنه تسهيل مهمتي وتذليل الصعاب، وتقديم الدعم اللا محدود، لرئيس للبرلمان العربي لما فيه خير ومصلحة العمل العربي المشترك غيرَ غافلٍ عن فضل الإمارات العظيم، وقيادتها الحكيمة في ما وصلت إليه من مناصب وإنجازات من خلال التأهيل السياسي والدبلوماسي، والإعداد العلمي والعملي والنفسي، وأثر توجهات قيادتها الحكيمة وسياساتها التسامحية، والدبلوماسية الإماراتية الوسطية،ومكانتها المرموقة، في كافة الأوساط العربية والإقليمية والدولية،على مسيرتي في رئاسة البرلمان العربي، وكلي ثقة أن دولة الإمارات العربية المتحدة لن تدخر جهدًا في تقديم الدعم المستمرللبرلمان العربي وكافة أعضائه ورئيسه الجديد، خدمةً لمصالح الأمة العربية، ودعمًا للعمل العربي المشترك.

وفي هذا السياق فاننا نتقدم بالشكر الجزيل للمبادرة الكريمة لسمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة، حفظه الله، باستضافة برلمان الطفل العربي.

كما أتوجه بعظيم الشكر والامتنان لأصحاب الجلالة والفخامة والسمو قادة الأمة العربية على دعمهم الكبير لمسيرة البرلمان العربي، خلال فترة رئاستي للبرلمان العربي، إيمانًا منهم بأهمية البعد الشعبي للسياسة العربية، ودور البرلمان العربي في كافة المحافل المحلية والإقليمية والدولية، من خلال الربط بين التوجهات الحكيمة للقيادة العربية، وصوت الشعب العربي الداعم والمؤازر لها.

وللأمانة العامة لجامعة الدول العربية، ومعالي الدكتور نبيل العربي الأمين العام السابق، ومعالي أحمد أبو الغيط الأمين العام الحالي لجامعة الدول العربية، وسعادة السفير أحمد بن حلي نائب الأمين العام على تعاونهم المثمر مع البرلمان العربي وحرصهم على دعم العمل العربي المشترك، خلال الفصل التشريعي الأول، آملين بالمزيد من مثل هذا التعاون والتكامل لما فيه خير ومصلحة الأمة العربية.

كما أشيد بمجهودات ودعم كافة أصحاب المعالي رؤساء المجالس الوطنية، وما قدمته مجالسهم الموقرة،،، خلال الفصل التشريعي الأول، خدمة للعمل العربي المشترك.

وأتوجه بالشكر للأمانة العامة للبرلمان العربي وكافة موظفيها على جهودهم الكبيرة، وما قدمته من مجهودات مهمة لتسهيل مهمتنا كممثلين للشعب العربي، وأشكر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروئة، لتغطيتها لفعاليات البرلمان العربي، لما فيه مصلحة وخير الشعب العربي الكبير والأمة العربية جمعاء.

أصحاب السعادة.. الحضور الكريم إن الوقت الراهن الذي تواجه فيه أمتنا العربية أخطارًا محدقة تهدد أمنها القومي، وتحديات جسيمة محلية وإقليمية ودولية، تسعى للعبث بمقدرات الشعب العربي، والتحكم في مصيره.

يحتم علينا كممثلين لهذا الشعب، أن نبذل قصارى جهدنا في عمل عربي مشترك يرقى إلى مستوى الحدث، وإنني إذ أؤمن أن التعاون والتكامل العربي في مجابهة هذه التحديات هما السبيل الأوحد للخروج بأمتنا العربية من أزماتها الداخلية، أو ما يحاك ضدها من مخططات خارجية، فإنني أأكد أن صوت الشعب العربي وضميره، وتاريخه المشترك، وحاضره المتضامن، ومصيره ومستقبله الواحد، لا بد أن يعبر عنه عمل عربي مشترك قويٌ يكون فاعل وإيجابي تجاه كافة القضايا العربية،

ولذلك فإنني أعهد اليكم جميعًا كممثلين للشعب العربي بالتمسك بكل قوة بأهمية هذا العمل العربي المشترك، وتوسيع نطاقاته، لتشمل كافة الجوانب الممكنة تحقيقًا لتطلعات الشعب العربي الواحد، ولما فيه خير ومصلحة أمتنا العربية جمعاء.

السيدات والسادة.. الحضور الكريم

ستبقى القضية الفلسطينية القضية المحورية للأمة العربية، وإننا إذ نجدد مطالبتنا للمجتمع الدولي والأمم المتحدة بتطبيق القوانيين الدولية بشأن القضية الفلسطينية، وإقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف، وردع سياسات الكيان الصهيوني العنصرية تجاه الفلسطينين، والمنافية لكل القوانين الدولية، من قتل واعتقال وتمييز، ومصادرة الأراضي، واستمرار الاستيطان، فإننا نجدد الدعوة لكافة برلمانات العالم إلى الضغط من أجل الاعتراف بالدولة الفلسطينية بما يحقق العدل ويخدم مساعي السلام في المنطقة والعالم أجمع، كما نطالبهم بسن القوانين اللازمة لمقاطعة المنتجات الإسرائيلية في الأراضي العربية المحتلة، مؤكدين على دعمنا لمساعي توحيد الصف الفلسطيني بين كافة الفصائل الفلسطينية، دعمًا لمصالح الشعب الفلسطيني الأبي.

أصحاب السعادة.. الحضور الكريم

إن الوضع المزري الذي وصل إليه حال الشعب السوري الشقيق، في العديد من مدن الداخل السوري، والقصف المستمر عليها،،، لا بد له أن يتوقف فورًا، وأن يسمع العالم أخيرًا صوت العقل، وينهي هذه المسرحية من التجاذبات السياسية العقيمة، الذي يذهب ضحيتها، ضمير الإنسانية جمعاء، وليس دماء الشعب السوري فحسب.

إنني أطالب بفرض وقف إطلاق نار شامل وكامل في سوريا حقنا لدماء اشقائنا السوريين، كما نطالب المجتمع الدولي،،، بتحمل مسؤولياته الإنسانية والأخلاقية تجاه الأزمة السورية وإيجاد حل جاد وفعال ينهي هذه الأزمة التي تستمر للعام السادس على التوالي.

كما نطالب كافة المنظمات الإغاثية الدولية، ومنظمات حقوق الإنسان والمرأة والطفل، وإغاثة اللاجئين، بالتدخل من أجل إغاثة الشعب السوري في الداخل، مطالبين بالسماح لهم جميعًا بالمرور الآمن من أجل توفير الخدمات الإنسانية، وفي مخيمات اللجوء في دول الجوار خاصة الأردن ولبنان والعراق، وبالأخص مع دخول فصل الشتاء وما يواجهونه من برد القارس، مجددين الدعوة لكافة الجهات المعنية للتجاوب مع مبادرة البرلمان العربي لإغاثة اللاجئين السورين.

السيدات والسادة.. الحضور الكريم

إننا نطالب النظام الإيراني باحترام مبدأ حسن الجوار، والكف عن التدخل في شئون الدول العربية، ووقف سياساته الهادفة إلى نشر بذور الطائفية البغيضة، واثارت البلبلات في مناطق مختلفة من الوطن العربي.

كما إننا نجدد الدعوة لإيران من أجل التجاوب مع مطلب دولة الإمارات العربية المتحدة، في حل قضية الجزر الإماراتية المحتلة، طنب الكبرى، وطنب الصغرى، وأبو موسى بالتفاوض المباشر أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية.

وإننا إذ نقف مع الشعب العراقي في حربه ضد الإرهاب بكافة اشكاله، فإننا نؤكد على أهمية وحدة العراق وشعبه بكل مكوناته وأطيافه المحترمة، واحترام سيادته وعدم المساس بوحدة أراضيه،وهويته ومكانته العربية الأصيلة، مدينين كل اشكال الإرهاب والتدخلات الخارجية التي تتعرض لها جمهورية العراق.

كما نشدد على ضرورة حل مشكلة النازحين الذين يتزادد عددهم يوما بعد يوم،،،، والعمل على عودتهم إلى ديارهم في أقرب فرصة ممكنة،،، كما نأمل أن يعود للعراق دوره الأساسي والفاعل ضمن حاضنة العمل العربي المشترك.

كما نقف خلف شرعية الشعب اليمني الشقيق وارادته الملزمة ضد كل من يطمح إلى العبث بمقدرات اليمن، أو فرض أجندات خارجية على شعبه العربي الأبي، وإننا اذ نقف خلف التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية فإننا نأمل أن تثمر مساعي الحوار إلى ما فيه دعم إرادة الشعب اليمني الشقيق، وتحقيق الأمن والسلام والحرية لكافة أبناء اليمن.

السيدات والسادة..

الحضور الكريم إننا نقف خلف الشعب الليبي في مساعيه للتسامح والإصلاح والتنمية والازدهار، أملين أن تعود ليبيا بسواعد كافة أبناءها منبرا عربيا للعلم والكوادر القيادية، وتساهم بفاعلية في نهضة الأمة العربية عبر العمل العربي المشترك.

وإذ نجدد الدعوة إلى دعم الدول العربية الأفريقية الأقل نماءاَ كجزر القمر وجيبوتي والصومال، وبالأخص في مجالات الصحة، والتعليم، والخدمات العامة، لما فيه خير ومصلحة شعوب هذه البلدان العربية الأصيلة، وندعو إلى التأكيد على هويتها العربية التي تعتز بها،،، حمايةً لها من أطماع الدول الساعية إلى عزلها عن محيطها وانتماءها العربي.

السيدات والسادة.. الحضور الكريم

لقد كانت الجلسة الأخيرة للبرلمان العربي في شرم الشيخ، خير دليل على مدى اهتمامنا بتقوية العلاقات العربية الأفريقية،،، وإننا إذ نؤكد على مخرجات الجلسة المشتركة مع البرلمان الأفريقي،فإننا نؤكد على البعد الإستراتيجي، السياسي والاقتصادي والاجتماعي للعلاقات العربية الأفريقية، داعيين للحفاظ على هذا التقارب، والدفع نحو المزيد من العمل المشترك لما فيه خير الشعبين الأفريقي والعربي.

كما نؤكد على أهمية العلاقات الدولية مع كافة دول وشعوب العالم القائمة على تحقيق الأمن والسلام، ودفع عجلة التنمية في الألفية الجديد،،، ومحاربة الفقر، وحماية البيئة، وتحقيق كافة التطلعات الشعبية لجميع شعوب العالم.

وختامًا.. أجدد شكري وتقديري لكم إخواني وأخواتي أعضاء البرلمان العربي على مجوهداتكم المشكورة في خدمة شعبكم العربي الكبير، ىوكلي ثقة أنكم ستكملون مسيرة العمل والإنجازات المتميزة ضمن منظموة العمل العربي المشترك وعلى كافة المستويات وفي كافة المحافل، مؤكدًا دومًا أن دعمكم لي ومؤازتكم ومساندكم،كان لهم الدور الأهم، فيما وصلنا اليه سويًا من نجاح في العمل البرلماني العربي،،، راجيا من المولى عز وجل أن يوفقكم ويسدد خطاكم لما فيه خير ومصلحة الشعب العربي الكبير، والأمة العربية جمعاء، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الجريدة الرسمية