رئيس التحرير
عصام كامل

كان يجب محاسبة وزير النقل أولًا!


ما إن تقع أزمة هنا أو هناك حتى يبادر المسئول-أي مسئول- إلى نفض يده منها، موزعًا اتهاماته وانتقاداته اللاذعة ذات اليمين وذات الشمال لمن هم أدنى منه في السلم الوظيفي بهذا القطاع، أو ذلك الجهاز من الأجهزة الحكومية، هربًا من تحمل مسئوليته الحقيقية عن أخطاء مرءوسيه ومساعديه.. ففاجعة القطارات غالبًا ما يتحملها عامل التحويلة أو السائق المتهور الغافل، وشيئًا فشيئًا تهدأ حدة العاصفة وتعود ريما لعادتها القديمة، وتذهب وعود الإصلاح والحساب سدي إلى أن تحدث كارثة جديدة..


هكذا عودتنا البيروقراطية المصرية العميقة والعقيمة أيضًا.. الهروب من تحمل المسئولية وغياب الشجاعة الأدبية أو السياسية لدى هذا المسئول أو ذاك.. الكل يتنصل من مقتضيات المسئولية المعلومة من المنصب-أي منصب-بالضرورة، والضحية في النهاية هو ذلك المواطن الغلبان الذي لا حول له ولا قوة.

فمثلًا كان يجب محاسبة وزير النقل وقبله محافظ أسوان بسبب تأخير إصلاحات محطة سكك حديد أسوان، والتي اشتكى منها السائحون، وأمر رئيس الجمهورية بتكليف القوات المسلحة بإصلاحها ودخولها الخدمة على أحسن ما يكون في نهاية يناير القادم.

والسؤال هنا هل لابد أن يتدخل الرئيس السيسي في كل صغير وكبيرة.. أليس ذلك دليلًا واضحًا على ضعف وتقاعس المسئولين وغياب واضح للحكومة يستلزم معها تحقيق في هذا القصور الذي يسيئ على سمعة مصر ويضرب السياحة أكثر ما هي مضروبة؟!!
الجريدة الرسمية