رئيس التحرير
عصام كامل

الرئيس السوري يكشف المستور.. الأسد: علاقتنا مع مصر تتحسن ببطء.. المعزول كان يريد القطيعة.. السعودية تضع شرطا غير مقبول لمصالحتنا.. وهناك 4 نقاط أسهمت في صمود اقتصادنا


قال الرئيس السوري بشار الأسد، إن علاقات بلاده مع مصر تتحسن ببطء لكن الأفق ما زال محدودًا بالإطار الأمني.

وأضاف الأسد، في مقابلة مع صحيفة "الوطن" السورية نشرت اليوم الخميس، أن العلاقات بين دمشق والقاهرة انحدرت لمستويات متدنية خلال حكم الرئيس الإخواني محمد مرسي، لكن لم تصل لدرجة القطيعة «وليس لأن مرسي لا يرغب، أو الإخوانجية لا يرغبون، ولكن لأن المؤسسة الأمنية العسكرية لم تكن ترغب في هذه القطيعة».


وشدد الأسد على أن عملية تحرير المنطقة الشرقية من حلب مؤخرًا لا تأتي في إطار سياسي بل في سياق الأعمال العسكرية الطبيعية.

وتابع: «لكي نكون واقعيين لا تعني نهاية الحرب في سوريا، وإنما محطة كبيرة باتجاه هذه النهاية»، مشددًا على أن الحرب «لا تنتهي إلا بعد القضاء على الإرهاب تمامًا وسنتابع الحرب عليهم».

دول الخليج
وأكد الرئيس السورى أن دول الخليج ومن بينها «السعودية وقطر» أخذت مواقف معادية من السلطة السورية عبر التاريخ، لافتا إلى أن ذلك كان أحد أسباب بقاء إسرائيل وتفوقها في المنطقة.

وشدد «الأسد» على أن تصرفات السلطات في السعودية أو قطر لا يجعل الشعب في السعودية أو في قطر أو غيرها من الدول "عدوًا"، مشددًا على أن إسرائيل تبقى هي العدو.

وكشف الرئيس الأسد عن وساطة روسية مع السعودية منذ نحو عام ونصف العام لمصالحة سوريا، لكنها فشلت لأن لدى السعودية هدفًا واحدًا أن تقوم سوريا بالوقوف ضد إيران، بحسب قوله، متسائلًا: «لماذا يجب علينا أن نقف ضد إيران لكي ترضى السعودية أو لكي يرضى عقلهم المتخلف».

ورأى الأسد أن المصالحات مسار مختلف عن عملية جنيف، مؤكدًا أنها هي «الحل الوحيد المتاح بالتوازي مع ضرب الإرهابيين، وأثبت نجاحه خلال السنتين أو الثلاث سنوات الماضية وبدأ يتسارع، وأنه حل حمى المدنيين»، متابعًا: «في كل مصالحة حصلت كان موضوع المخطوفين هو الأساس».

وتابع: «هذه أولوية بالنسبة لنا لأنها مشكلة اجتماعية وإنسانية كبيرة، ولا يمكن للدولة أن تتغاضى عنها»، مبينًا أن الدولة تبحث «عن آليات للتواصل مع الإرهابيين من أجل تحرير المخطوفين»، وفقًا له.

المعارضة
وقال الرئيس السوري إن أولويات الدولة تتركز على مكافحة الإرهاب، وتوفير الحد الأدنى من سبل المعيشة للمواطنين السوريين.

واعتبر الأسد أن العملية السياسية لم تُبنَ على مفاوضات بين سوريين وطنيين، وإنما بين سوري وطني وسوري عميل، مؤكدا أن كل ما سبق جعل من العملية مولودًا ميتًا منذ البداية، موضحًا أن مشاركة سوريا في هذه العملية كانت «لكي نسد الذرائع ونثبت للجميع أن الدول التي تتحدث عن حل سياسي، والغرب تحديدًا، هي غير صادقة».

وشدد الرئيس السوري على أنه «ليست كل المعارضة في سوريا عميلة» لكنه اعتبر أن «المعارضة التي كُلفت بالحوار مع سوريا عميلة، وهذا كلام غير قابل للنقاش بالنسبة لنا»، مؤكدًا تأييده «أي حوار بين السوريين، عندما يكون حوارًا سوريًا، بين سوريين لا ينتمون لأجندات خارجية ولا يدعمون الإرهاب» في دمشق وفي أي مكان، مشددًا على عدم وجود حصانة (لأي شخص) من القانون، في إشارة منه إلى كل من يرغب من معارضي الخارج بالمشاركة في هذا الحوار.

أربع نقاط
ولفت الأسد إلى أن هناك أربع نقاط أسهمت في صمود الاقتصاد السوري، منها «إرادة الحياة لدى الشعب السوري بمختلف المهن الموجودة في القطاعيــن العام والخاص».

وأشار إلى أن «الأسس التي بُني عليها الاقتصاد السوري عبر عقود» أسهمت في صمود الاقتصاد السوري، كما أن الدولة بعد عامين أو ثلاثة أعوام عندما بدا أن الحرب ستستمر ربما لسنوات طويلة، انتقلت باتجاه حلول غير تقليدية، لم تكن مقبولة في الأوضاع الطبيعية قبل الحــرب، إضافة إلى الدعم الخارجي الذي أتانا من الأصدقاء وخاصة الإيراني والروسي.

وحول ملف إعادة الإعمار، رأى الرئيس الأسد أنها «ستقلع وخاصة عندما يكون هناك أمان»، موضحًا أن «الدول الصديقة ستكون من أول المساهمين في هذا المجال عبر شركاتها وعبر القروض»، وأضاف: «لا أعتقد أن الشعب السوري يقبل أن تأتي شركات من دول معادية لتقوم بإعادة الإعمار وتحقق مكاسب من الحرب التي أشعلتها»، واستدرك: «لكن الكثير من الدول التي نصبت العداء ستبحث عن شركات في دول صديقة لتكون واجهة لها في إعادة الإعمار في سوريا».

وشدد الأسد على أن «الفساد يجب ألا يستمر دون محاسبة»، معتبرًا أن «مشكلة الفساد ليست في عدم القدرة على محاسبته وإنما في عدم القدرة على اكتشافه خصوصًا في مثل هذا الظرف»، مشيرًا إلى ضرورة «مضاعفة الجهود على مستوى الدولة وعلى مستوى المجتمع من أجل عملية الكشف»، ومشددًا على أن «أولويات الدولة الآن تختلف، أولًا، مكافحة الإرهاب، وثانيًا، توفير الحد الأدنى من سبل العيش للمواطنين السوريين».

ورأى أن تجربة «القوات الشعبية هي ليست خيارًا للدولة ولكن هي تجربة تفرضها كل الحروب الوطنية في أي دولة من دول العالم»، مؤكدًا أن «هذه التجربة لها إيجابيات ولها سلبيات، وفي حالتنا كان لها إيجابيات كثيرة وحققت إنجازات عسكرية على الأرض، لكن السلبيات دائمًا ترتبط، كالفساد، بالحالة الفردية»، موضحًا أن «هناك حالات تم إلقاء القبض عليها وأنا أعرفها بالتفصيل ولكن هناك حالات أخرى لم تُضبط».
الجريدة الرسمية