رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

قبل انضمام بريطانيا لمجلس التعاون الخليجي!


بريطانيا تحضر قمة مجلس التعاون الخليجي! نعم.. ليس في الأمر نكتة ولا مزحة ولا سخرية ولا قصص لتخويف الأطفال أو حتى لتشويقهم وتسليتهم لإقناعهم بالذهاب للنوم.. إنما هي حقيقة لولا أن نقلتها الأقمار الصناعية ورأيناها رأي العين ما صدقناها.. ها هي رئيسة وزراء البلد شريكة الاتفاق الودي تتعهــد بحماية الخليج!


ها هي رئيسة حكومة الدولة صاحبة وعد بلفور وتسببت قبل مائة عام في كل مآسي ومصائب وحروب ومعارك ودمار ومشردين المنطقة كلها تتعهد بحماية الخليج !! رئيسة وزراء البلد الذي ينتمي إليه اللورد اللنبي صاحب مقولة "ها قد عدنا يا صلاح الدين" جاءت من بلادها لتحمي بلاد العرب والمسلمين وواقعة اللنبي هي التي وصفها وزير الخارجة البريطاني "لويد جورج" بأن اللنبي نجح في الحرب الصليبية الثامنة "لأنه أحب القدس الشريف أولى القبلتين وثالث الحرمين!

وها هي رئيسة حكومة الدولة التي ينتمي إليها المستشرق البريطاني "مونتجمري وات"، أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة لندن الذي كتب في التايمز البريطانية في مارس 1968 أن "الخوف من العرب واهتمامنا بالأمة العربية ليس ناتجًا عن وجود البترول بغزارة عند العرب بل بسبب الإسلام.. فيجب محاربة الإسلام للحيلولة دون وحدة العرب التي تؤدي إلى قوة العرب؛ لأن قوتهم تكون دائمًا مع قوة الإسلام".. انتهى كلام "لويد جورج" ولكنهم بالفعل استطاعوا أن يجعلوا الدين سببًا في تمزيق العرب وليس وحدتهم.. لكن رئيسة الحكومة التي تسيــر على أفكار هذا الرجل وخططه جاءت -قال إيه- لتحمي بلاد العرب ! بل ها هي رئيسة حكومة الدولة التي كانت تحتل الخليج تحن إلى الماضي المجيد وتعود لتتعهد بحماية المستعمرات القديمة!!

ورغم أن التساؤلات -وكلها مدهش- حول الموضوع لا تتوقف ورغم أن الإجابات عنها جميعها معروفة فإن أكثرها دهشة وغرابة هو القدرة على شراء الوهم والوقوع في فخاخ شريرة تنصب كل حين هي قدرة دائمة ومستمرة حتى كادت أن تتحول إلى جين عربي خالص يقبل أن يقع فريسة للمخططات الخارجية ويقع دائمًا فريسة للنصب الدولي ويقبل الابتزاز على الدوام!

وبعيد عن التساؤل المشروع عن مكاسب بريطانيا ولا قدرتها أصلا للتصدي لإيران ولا لأي شيء ستتصدى لإيران.. هل لتحمي سوريا وليبيا واليمن من التمزق الذي تم بأيادٍ عربية وليست إيرانية.. لكن.. هناك للأسف من يختلق الوهم ويصدقه!

على كل حال.. لا علاقة للسطور السابقة بالخوف على الدور المصري في حماية الأمن القومي العربي حتى لو انضمت بريطانيا لمجلس التعاون نفسه وصار لها به مقعد وصوت.. فمصر الكبيرة العظيمة التي تعهد رب العزة بحفظها في كتبه السماوية تعرف واجباتها جيدًا وقد حددتها بحماية الأمن العربي وليس تهديده.. بدفع الأذى والعدوان وليس المشاركة فيه.. لكن ما يعنينا ويعني كل قومي عربي هو حقه لأن يحزن وبعض بني وطنه يكررون الخطأ نفسه مرات ومرات وعلى حساب مستقبل وأبناء شعوبنا الشقيقة الحبيبة.. ولا حول ولا قوة إلا بالله!
Advertisements
الجريدة الرسمية