رئيس التحرير
عصام كامل

عبد الغفار شكر: النظام ينظر لدور الشرطة في مواجهة الإرهاب أكثر من محاسبتها على الأخطاء


  • الشرطة عادت لأساليبها القديمة 
  • أغلب نواب البرلمان يدافعون عن مصالحهم الشخصية
  • الدعوة إلى إعادة هيكلة الشرطة تراجعت بعدما استعاد الأمن توازنه مرة أخرى 
  • انتخابات المحليات المقبلة تشكل تحديا لأحزاب اليسار 
  • مجلس النواب يمثل مشكلة للمواطنين ونشاطه غير معروف للشعب
  • الوضع الاقتصادى معقد ومعظم العائد الاقتصادى يذهب لرجال الأعمال
  • 80% من الدخل القومى يذهب لأصحاب الأعمال والباقى للعمال
  • لو أذيعت جلسات البرلمان لحصل تحالف 25 – 30 على شعبية كبيرة لدى المواطنين
  • الاقتصاد المصرى لا يشبع ولا يفى باحتياجات المواطنين
  • الحكومة اتبعت صندوق النقد الدولى في معالجة الوضع الاقتصادى
  • الدولة لا تستطيع تنفيذ خطة اقتصادية للمساعدة على حل للمشكلات
  • الحكم بحبس نقيب الصحفيين له مردود سلبى خارجيا 

رغم الظروف المرضية الصعبة التي مر بها ولا تزال آثارها عليه حتى الآن وتقدم العمر به، لكن عقله لا يزال ناضجا وقدرته على العطاء متواجدة ورؤيته واضحه، ترك رئاسة حزب التحالف الشعبى ليعطى الفرصة للشباب لتولى المناصب القيادية ولا يكون حكرا عليهم، يدلى برأيه إذا طلب منه، تولى العديد من المناصب القيادية حيث بدأ حياته السياسية مبكرا عمل نائب رئيس مركز البحوث العربية والأفريقية، وعضو المكتب السياسي لحزب التجمع سابقا ونائبا لرئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان حاليا، إنه الدكتور عبد الغفار شكر.. وإلى نص الحوار:

*بداية.. كيف ترى الحكم الأخير بحبس نقيب الصحفيين وبعض أعضاء النقابة وهل كان له مردود سلبى بالخارج؟
بالطبع له مردود سلبى بالخارج، وعندما صدر الحكم أصدرت منظمة العفو الدولية ونقابات الصحفيين في العديد من الدول عدة بيانات وأعلنت رفضها، أبضا هناك مردود سلبى على الوضع في مصر نتيجة هذا الحكم، الحكم القضائى لا يجوز التعليق عليه ومن الممكن أن يقال أن هذا الحكم هو نتيجة للطريقة التي رسمت فيها وزارة الداخلية القضية، فأصبح أمام القاضى أوراق تقول أن النقيب وأعضاء المجلس تواطئوا مع مطلوبيين للعدالة، وأخفوهم بمقر النقابة، فالحكم صدر بناءً على تقرير الداخلية، بالتالى هو ليس متعلقا بالرأى أو بالموقف الصحفى لكن له طابع جنائى، كنا في غنى عنه، ولكن كلما خرجنا من مشكلة دخلنا في الاخرى.

*لماذا اختفت أحزاب التيار الديمقراطى عن الساحة الفترة الأخيرة؟
التيار الديمقراطى متواجد والعلاقة بين أحزابه مستقره ومنتظمة، لكن دائما التحالفات تظهر أوقات الانتخابات وتتراجع بعد انتهاءها.

*لماذا تقدمت باستقالتك من رئاسة حزب التحالف الشعبى؟
تقدمت بإستقالتى من رئاسة حزب التحالف الشعبى الاشتراكى منذ عامين، لأننى أرى أن التحالف هو حزب شبابى لا يجوز أن يكون رئيسه كبير سنا، ولابد من فتح المجال أمام أجيال شابه من الحزب لتولى المسئولية، قبلت استقالتى واقترحت اسم الرئيس الحالى كقائم بعمل رئيس الحزب وهو مدحت الزاهد إلى أن يجتمع المؤتمر العام وينتخب رئيسا جديدا.

*كيف ترى القيادة الأمريكية الجديدة وهل ستكون داعمة للمجتمع المدنى؟
الانتخابات الأمريكية أسفرت عن مفاجأة، ألا وهى نجاح ترامب، نظرا لأنه رجل لم يتولى أي منصب في حياته وأراؤه فجه، وفى نفس التوقيت، لديه أفكار غير مقبولة مثل تهديده أنه سيطرد كل المسلمين من أمريكا وأنه ضد الهجرة من المكسيك لأمريكا، هدد ببناء سور بين المكسيك وأمريكا، أفكاره غريبه، لكن علينا الانتظار لكى نرى هل ستستمر الأفكار أم سيتراجع عنها بحكم مسئوليته كرئيس لأكبر دولة بالعالم، لكن نتوقع أن يكون رجعيا، لن يكون مع الشعوب الفقيرة والصغيرة، وربما يلغى أهم إنجاز لأوباما في أمريكا ألا وهو التأمين الصحى الذي طرحه أوباما، والذي كان يشمل كل الامريكيين، ترامب لغز تدور حوله الكثير من التساؤلات، سيكشف عنها اختياره لمعاونيه وممارسته لسلطاته.

*كيف ترى توتر العلاقات المصرية السعودية في الفترة الأخيرة؟
التوتر حدث بعد زيارة الملك سلمان لمصر، وتوقيع عشرات الاتفاقيات بين البلدين، لا يوجد ما يجعل أن تكون السعودية على خلاف مع مصر بعد التطور الذي حدث وبعد عشرات الاتفاقيات التي وقعت بين البلدين، لا يوجد مقدمات لهذا الخلاف.
لكن السعودية ترى استبعاد بشار ونظامه من أي تسوية قادمة، ومصر ترى أن النظام الحالى هو جزء من الحل وهو طرف أساسى في أي مفاوضات.

*كيف ترى بعض الاعتداءات المتكررة من قبل رجال الأمن في أقسام الشرطة؟
المشكلة أننا نواجه ظروفا استثنائية حاليا، هناك قوى إرهابية متواجدة، وهناك محاولات اغتيال لمسئولين، وبالتالى الاعباء متزايدة على رجال الأمن في هذه الظروف، الأمن يواجه تحديا كبيرا في ظل هذه الأوضاع وبالتالى يريد أن يكون لديه حرية الحركة لكى يحقق نجاحا في هذه المهمة، في هذا الإطار تنشأ مشكلة أن أجهزة الأمن من الممكن أن تتجاوز دون أن يكون رقيب عليها، وأن النظام ينظر إلى دورها في مواجهة الإرهاب أكثر من محاسبتها على الأخطاء، وهى مشكلة كبرى.
طرح منذ ثورة يناير إعادة هيكلة الأمن، من خلال رفع القدرة الفنية لأجهزة الأمن على القيام بدورها، وتزويدها بمعدات تمكنها من القيام بذلك، وتعيد تأهيل رجال الأمن في مختلف تخصصاتهم بخبرات حديثة، حتى يكونوا قادرين على الحصول على المعلومات أو عمل التحريات دون أن يؤذوا أي مواطن، قبلت الفكرة نسبيا، ولكن عندما إستعاد الأمن توازنه مرة أخرى وأصبح مطالبا بحماية أجهزة الدولة، تراجعت الدعوة إلى إعادة هيكلة الشرطة وعادت الشرطة لتعمل بأساليبها القديمة وهى اللجوء إلى استخدام العنف للحصول على المعلومات.

*كيف ترى المستقبل السياسي للتيار الشعبى ولماذا فشل في أن يكون معارضا قويا؟
التيار الشعبى هو تجمع تلقائى لمساندة حمدين صباحى، ولكنه لم يكن حزبا أو أي شكل من أشكال التنظيم، ولديه رؤى فكرية وسياسية واقتصادية، وعقد ندوات ومؤتمرات حول القضايا الاقتصادية لكنه لم يبنى من الأساس على أنه تنظيم، بالتالى مثل هذا النوع من التجمعات تنشط ويتسع تأثيرها ونفوذها عندما يكون الحدث الذي اجتمعت من أجله هو بؤرة الحركة في المجتمع، وعندما ينتهى الحدث يحدث بداية تفكك لهذا الشكل من أشكال النشاط السياسي أو الاجتماعى، لذلك بعد معركة الرئاسة كان لابد أن يطرح حمدين على قيادات التيار كيف يمكن أن يستمر وما هو الشكل الذي سيستمر عليه.

*هل ترى لأحزاب اليسار فرصة في انتخابات المحليات المقبلة؟
انتخابات المحليات القادمة هي تحد لأحزاب اليسار، وفرصة لإثبات وجودها، والبعض يتصور أن النجاح في المحليات أسهل من النجاح في مجلس النواب لكن الأمر عكس ذلك، نظرا لأن هناك منافسه قويه في المحليات، العصبيات العائلية يكون لها دور ووزن كبير، واليسار برامجه الفكرية ورؤية السياسية ووجوده التنظيمى ليس قويا في الريف، وإذا لم يستطيع تحقيق نتائج في المحليات سينتظر للانتخابات القادمة بعد اربع سنوات.

*كيف ترى أداء البرلمان وهل شعر المواطن بالتحسن؟
مجلس النواب وضعه الحالى يمثل مشكلة للمواطن، نظرا لأن نشاطه غير معروف للشعب، في البرلمانات السابقة كانت تذاع جلسات المجلس على الهواء هذا المجلس لاتذاع جلساته، لذلك ليس لدى المواطن فرصة لكى يتعرف عن النواب الذين يدافعون عن مصالح الشعب ومن يدافعون عن مصالحهم الشخصية، ومن هنا فإن هناك غموض حول موقف مجلس النواب من قضايا المواطنين، بسبب عدم إذاعة الجلسات.
وهناك شخصيات بالمجلس ليس لها تاريخ سياسي سابق، ولم يكن معروفا عنها مواقف، وأرى أن تحالف 25- 30 يعد تجربة جديدة ولها أهمية، لو كان هناك إذاعة للجلسات لكان هؤلاء النواب شعبية كبيرة لدى المواطنين.
النظام الانتخابى أفرز الأعضاء ذوى النفوذ العائلى ومن لديهم أموال أو نفوذ وظيفى بالتالى لم يكن هناك فرصة لمن يطرحون برامج سياسية أو اجتماعية، لذلك فإن النظام الانتخابى غير الجيد جاء بهذا المجلس، معظم أعضاءه ليس لهم خبرة سياسية وغالبا هم أصحاب أعمال يبحثوا عن مصالحهم أكثر من مصالح المواطن.

*كيف ترى الأوضاع الاقتصادية الحالية وموجة الغلاء الأخيرة وارتفاع الأسعار؟
بالطبع الاقتصاد المصرى لديه مشكلة كبرى، نظرا لأن الاقتصاد لا يشبع ولا يفى باحتياجات المواطنين، وفى نفس التوقيت لا يوجد تصدير بالحجم الكافى لكى يوازن الاستيراد، الاستيراد أكبر بكثير من قدرتنا على التصدير وهو ما جعل هناك مشكلة في سعر صرف الجنيه المصرى، التي أصبحت مشكلة رئيسية في الاقتصاد المصرى في الفترة الراهنة، ولابد من أن يتم معالجة هذا الوضع لكى يستقر الوضع الاقتصادى، بما يمكن المواطن من المعيشة دون مشكلات كبرى.
وتم معالجة الوضع الاقتصادى الذي يعانى من مشكلات بروشته صندوق النقد الدولى، عندما تركوا العلاقة حرة بين الجنيه والدولار كانت النتيجة ارتفاع الدولار، لكن هذا الوضع لا يمكن أن يحل إلا إذا نجحنا في تطوير الاقتصاد المصرى، بحيث يضمن إمكانية تصدير كبير يعادل الواردات، في هذه الحالة سيكون لدينا دولارات من التصدير تكفى تمويل الاستيراد.

*كيف ترى أداء الرئيس السيسي وهل تراجعت شعبيته عن الماضى؟
الوضع الطبيعى أن الحاكم ينظر إليه ويحدد الموقف منه على أرضية ما يقدمه من إنجاز بالنسبة لمعيشة المواطن، والخدمات المقدمة، الأوضاع الاقتصادية السيئة، وغياب رؤية اقتصادية معقولة بعد انتخاب الرئيس أدى إلى تقليل الشعبية ليست بدرجة كبرى، لكن بدرجة ملحوظة وواضحة ومن هنا شعبية الرئيس متوقفة على قدرته على حل مشكلات الاقتصاد، بأن تستطيع الدولة أن تدعم الاقتصاد لكى يكون لديه قدرة أكبر على إشباع احتياجات المواطنين الضرورية، وعلى تصدير منتجات مصرية للخارج توفر القدر الكافى من العملة الصعبة، والتراجع في الشعبية ناتج من أن الحلول التي قدمت حتى الآن للمشكلات الاقتصادية ليست كافية، وأن السلع وخاصة الضرورية ترتفع أسعارها، المشكلة أن الوضع الاقتصادى معقد ومعظم العائد الاقتصادى يذهب إلى رجال الأعمال والدولة لا تستطيع تنفيذ خطة اقتصادية للمساعدة على حلول لهذه المشكلات، بالتالى كل ذلك ينعكس على موقف المواطن من الرئيس.

الرئيس السيسي بالطبع نجح في مواجهة الإرهاب، وفى استقرار المجتمع المصرى بعيدا عن المظاهرات التي كان ينظمها تحالف الإخوان، وهذا نجاح كبير يحسب له، وخاصة أن حولنا دول إنهارت مثل ليبيا واليمن وسوريا والعراق لكن مصر نجحت في مواجهة وتصفية التنظيمات الكبرى، وما يبقى حاليا هي جيوب صغيرة، أيضا الرئيس نجح في استعادة علاقات مصر الخارجية وتطورها.
منذ أواخر عهد مبارك كانت العلاقات بالعالم الخارجى متدهورة، لكن السيسي فتح علاقات كثيرة واستعاد العلاقة مع روسيا، والصين والهند ودول أوروبا، ومع الولايات المتحدة نسبيا لكن لا تزال هناك مشكلة كبرى فيما يتعلق بالاقتصاد المصرى، والعدالة الاجتماعية نظرا لأن 80% من الدخل القومى يحصل عليه الملاك وأصحاب الأعمال، بينما يحصل العمال على 20% فقط من الدخل القومى وهو وضع اجتماعى غير جيد.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لــ "فيتو"
الجريدة الرسمية