رئيس التحرير
عصام كامل

توفيق الدقن يكتب: الفقر والفلس أصدقائي


اعتادت مجلة الجيل أن تستكتب بعض الفنانين والفنانات على صفحاتها، وفي عام 1958 كتب توفيق الدقن مقالا قال فيه:

"نفسي أركب تاكسي؛ لكن من أين لي بالفلوس والأصفر الرنان، لاتتعجبوا فهناك صلة وصداقة كبيرة بيني وبين الفقر، لا أنكر نعمة الله عليّ، فالرزق وفير والخير كثير؛ لكن الأعباء أكثر وأكبر، وكلما يفتح لي باب للرزق تفتحت له أبواب للإنفاق، وكلما زدت جنيهًا زادت الأعباء جنيهين، حلقة مفرغة ولا فخر من الفقر والفلس".


وتابع: "حين كنت موظفًا بسيطًا كان يكفيني مرتبي، فقد كانت تنقلاتي بالترام بقروش زهيدة، وإن أمكن كان هناك تزويغ من الكمساري؛ لكن كان لابد من التاكسي أحيانًا بعد العمل بالفن، فقد حدث أن طلبني مخرج فيلم "عريس مراتي"، ولكي أذهب إلى الاستوديو "الأهرام" خلال نصف ساعة ولم يكن في جيبي مليمًا، كما يستحيل أن أمشي من بيتى في العباسية إلى ستوديو الأهرام في آخر الجيزة، ركبت تاكسي على أمل أن أجد مدير الإنتاج هناك يدفع له، لكني وصلت إلى الاستوديو ولم أجده ولا حتى المخرج لم أجده وناديت فراش الاستوديو لكي يعطي السائق 47 قرشًا، وبالفعل دفع ولكن لكي يحاسب مدير الإنتاج على جنيه أجرة التاكسي بدلا من 47 قرشًا".

وأضاف توفيق الدقن: "جاء المخرج وصورنا المشهد ولم يأت مدير الإنتاج وانصرف الجميع إلا أنا، بحثت عن زميل أذهب معه إلى القاهرة دون جدوى فمشيت على قدمي حتى ذاب نعل حذائي، وما أن وصلت ميدان الجيزة قابلني زميلي صلاح نظمي فركبت معه وتركته يدفع الحساب".

وواصل الفنان القدير: "ذات مرة بالإسكندرية جاءني بالفندق صديق قديم دعاني لأقضي معه سهرة، وخرجت معه أفكر من أين أحصل على المال وفجأة وجدت قطعة ذهبية تلمع على الأرض ووعدت صديقي بسهرة كبيرة على حسابي، ذهبنا إلى الصائغ وإذا به يقول فالصو، وخرجت من عند الصائغ منكسر القلب ألعن الفقر والفلس اللذان يلازماني كالأصدقاء".
الجريدة الرسمية