رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

آن لهذه المهزلة أن تتوقف!


رغم خلو الساحة أمام الإعلام للتأثير في عقول الناس بعد ثورة يناير، وبدلًا من أن يلعب هذا الإعلام دورًا وطنيًا في التوعية والتنوير بالأولويات والقضايا الحقيقية للناس فقد خلت أجندته إلا قليلًا من مثل هذه الأولويات الواجبة، وفضّل المنافسة على زيادة نسب المشاهدة وجني ثمرات الإعلانات على مصلحة الوطن والمواطن، وبدلًا من أن يسد فراغ السياسة وغيبة الدولة ويزيد مساحة الوعي وينشط الذاكرة الوطنية بالأمجاد القومية والهموم العامة وجدناه غارقًا في الجدل حول توافه الأمور، عشوائيًا بلا جدول أعمال ولا بوصلة وطنية لإنقاذ سفينة الوطن التي تواجه أمواجًا عاتية وأنواء عاصفة تأتيها من كل مكان رغبة في إضعافها وإخراجها من معادلات القوة والتأثير في مستقبل إقليمها المضطرب.


لم تلتزم حمى التوك شو التي ضربت الفضائيات بميثاق شرف إعلامي ولا بتقاليد المهنة ونهشت الخصوصيات بلا رحمة وخاضت معارك التضليل والتشويه حتى آخر المدى فكانت النتيجة تشويهًا للوعي العام وانحرافًا لبوصلته أفضى إلى نتائج مأساوية في السياسة والاقتصاد..

آن لهذه المهزلة أن تتوقف، وأن تبادر الدولة بإصدار قوانين الإعلام المتوافقة مع الدستور، وأن يخرج قانون نقابة الإعلاميين المنتظر صدوره عن البرلمان قريبًا ليقول لنا بوضوح مَن هو الإعلامي، وما قواعد وشروط القبول بنقابة الإعلاميين، على أن يمنع الجمع بين عضوية نقابتين في وقت واحد، وأن يعطي الأولوية لخريجي كليات الإعلام قسم الإذاعة والتليفزيون حتى تتحقق المهنية الرصينة، ويعود للإعلام وجهه المضيء ومصداقيته المفقودة، وحتى لا يصبح إعلاميًا كل من هب ودب.
Advertisements
الجريدة الرسمية