رئيس التحرير
عصام كامل

الحكومة والمستورد الكبير!


رغم أن المهندس شريف إسماعيل، رئيس الحكومة، خصص مركز دعم واتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء للرد فقط على الشائعات وعدم القيام بأي مهام أخرى، فإن المــركز لم يتصد في يوم من الأيام للشائعات والأقاويل الكثيرة المثارة حول أحد رجال الأعمال، وتحديدًا المستوردين الكبار، والتي طالت علاقته بالحكومة، وقبلها دوره في واحدة من أهم الأزمات التي لم تجد حلا كاملا لها حتى الآن وهي أزمة نقص السكر.


لقد تناثرت أقاويل كثيرة تتحدث عن أن هذا المستورد الكبير يقف وراء أزمة السكر، سواء من خلال التوقف المفاجئ عن استيراده، في ظل اضطراب سعر الصرف قبل تعويم الجنيه، أو من خلال تخزين كميات ضخمة من السكر، حجبها عن الأسواق مما أحدث شحًا في السكر.

والآن تتناثر أقاويل أخرى كثيرة عن أن هذا المستورد الكبير هو المستفيد الأول والأكبر من القرار المفاجئ الذي اتخذته الحكومة بإلغاء الجمارك على الدواجن المستوردة، والذي تم تطبيقه لأول مرة بأثر رجعي!

وفي كلا المرتين تناثرت أقاويل تتحدث عن دور هذا المستورد الكبير في الإنفاق على بعض الفعاليات والمؤتمرات التي نظمتها الدولة، بما يفهم منه أنه يأخذ باليد اليسري أضعاف ما يدفعه للحكومة وأجهزتها بيده اليمنى.

وكل هذه الأقاويل ترددت وتناثرت على مواقع التواصل الاجتماعي ومازالت حتى الآن، بل انتقلت من هذه المواقع إلى مواقع إعلامية وصحفية عديدة ومتنوعة.. ومع ذلك لم تلق اهتماما لا من الحكومة ولا من الجهاز التابع لها لدعم واتخاذ القرار، والذي خصصه رئيس الحكومة لمهمة واحدة فقط، وهي الرد على الشائعات، والذي صار يرد في اليوم الواحد على حفنة شائعات، وليس شائعة واحدة.

وهذا ليس له سوى معنى واحد، وهو أن جهاز دعم واتخاذ القرار لا يرى مثل هذه الأقاويل التي طالت علاقة الحكومة بهذا المستورد الكبير أنها شائعات ويتعامل معها كحقيقة، أو أنه لا يجد ما يرد به على هذه الأقاويل سواء لينفيها أو يؤكدها أو حتى ينقحها.

لذلك.. إذا كان جهاز دعم اتخاذ القرار لم يقم بدوره.. فالدور الآن على رئيس الوزراء.. عليه أن يكشف لنا مدى صحة أو عدم صحة هذه الأقاويل.
الجريدة الرسمية