رئيس التحرير
عصام كامل

من صفر المونديال لـ«Cairo ICT».. حتى لا يتكرر الخطأ


على الرغم من النجاح الباهر لمعرض ومؤتمر Cairo ICT في دورته الـ"20" في تعزيز فرص التجارة والتسوق لدى زواره وترويج مبادرات الأعمال وإبرام الصفقات لدى قطاعات الأعمال المشاركة فيه، إلا أن الجوانب التنظيمية لنطاق انعقاد هذه الفعالية الضخمة قد شابها العديد من التحديات ونقاط الضعف التي شكلت عائقًا بالغًا أمام فرص الحدث في تعزيز الصورة الذهنية للدولة وترويج هذه الصورة كبلد يمتلك مقومات البنية التحتية المؤهلة لاستضافة وتنظيم كبرى الفعاليات الإقليمية والعالمية.


وتأتي هذه المعوقات متمثلة في الازدحام المروري بالغ التعقيد بالمنطقة المحيطة بمركز القاهرة الدولي للمؤتمرات "مستضيف الحدث" نتيجة لإنشاء كوبري بهذه المنطقة، وهو ما شكل حجر عثرة أمام إجراءات دخول وخروج الجمهور واصطفاف السيارات وأعمال النقل والشحن للشركات المتخصصة في أعمال الصيانة وتقديم الخدمات اللوجيستية بالمعرض من يفط ومواد إعلانية وإستاندات عرض، فضلا عن ضعف مستوى إضاءة أعمدة الإنارة بالشوارع المحيطة بمركز المؤتمرات على الرغم من مجاورتها لهيئة استاد القاهرة.

هذه الأمور السابقة إنما تشير لسوء مستوى التخطيط الإداري لصناعة الفعاليات والأحداث الخاصة في مصر كمورد بارز لتنمية الاقتصاد القومي للدولة،نظرا لما تقوم عليه هذه الصناعة من مجالات إنتاجية وثيقة الصلة كالسياحة والضيافة والفندقة وإنتاج المواد الإعلامية، فعلى الرغم من الأهمية المتنامية لبناء كوبري بهذه المنطقة لحل الأزمة المرورية بها إلا أن إصرار الهيئة على غلق أبوابها الجانبية المطلة على طريق "الأتوستراد" تسبب في تضاعف معدلات تدافع الجمهور والسيارات، والشلل التام لطرق السير لفترات زمنية طويلة، وتتضاعف خطورة هذه الجوانب التنظيمية في ظل الصبغة الدولية للمعرض وكثافته الجماهيرية التي تصل لنحو 100 ألف زائر من المصريين والأجانب، وبلوغ عدد المنظمات العارضة فيه لنحو 400 شركة محلية وإقليمية ومتعددة الجنسيات.

وستظل مصر عاجزة عن استضافة الفعاليات العالمية الكبري Mega Special Events، وسيظل صفر مونديال 2010 عالقا في أذهان المصريين طالما أنها لم تنتبه لضرورة تحويل منطقة قاعة المؤتمرات لمزار سياحي تجتمع فيه مراكز التسوق، ووحدات الصرافة والبنوك وتحويل العملات والمطاعم، وكذلك الفنادق ومراكز الضيافة والمبيت لزوار المركز من المصريين والأجانب، بالإضافة لتخصيص منطقة لوجيستية تضم أعمال الصيانة وإنتاج وحدات العرض وتقديم خدمات الطباعة والدعاية والإعلان للشركات العارضة.

الحل بسيط وليتنا نأخذ من حريق مركز المؤتمرات في 2015 عبرة في ضرورة صيانتها والعمل على تطويرها، وإعداد مراكز للطوارئ وإدارة الأزمات بها، لتظل دومًا صرحًا ضخمًا مؤهلا لترويج سياحة المؤتمرات والمعارض بمصر.
Advertisements
الجريدة الرسمية