رئيس التحرير
عصام كامل

كلنا مذنبون ولا أستثني أحدا


فى أزمة مصر الآن كلنا مذنبون وإليكم القائمة:

>> شعب ثار طالبا الحرية وعندما نالها حوّلها لفوضى، شعب يريد أن يقبض ولا يعمل ويتعامل مع ميزانية الدولة المنهكة باعتبارها الكنز الذي لا ينضب أبدا.


>> وسلطة لم تستغل التفاف الشعب حولها لتحقق العدالة وتقضي على الفساد. 

>> وجهاز أمن منسحب منذ ٦ سنوات وكأنه يؤجج نيران الفوضى رافضا العودة ليمارس دوره المجتمعي في حماية أكثرية منضبطة من إرهاب أقلية منفلتة من الشعب، وقانون غائب بفعل غياب السلطة القائمة على تنفيذه وهى الشرطة.  

>> ورجال مال جرفوا ثروات البلد وهربوا أموالها لحساباتهم في سويسرا وعندما طلبتهم البلد بخلوا عليها وخذلوها.

>> وجبهة فساد عميقة تنتصر على كل محاولات اجتثاثه. 

>> وفصيل خرج عن الصف الوطني لا لينضم للمعارضة بل ليهدم في الوطن. 

>> ومسئولون يأتي معظمهم للمنصب ليتربحوا لا ليخططوا.

>> وإعلام يلطخ وجه كل أصحاب الضمائر الحاضرة ويوصم كل من يعارض بالخيانة.

>> ونخبة بعضها ترك الساحة وانسحب، والبعض الآخر تبدلت قناعاته عن الحرية والديمقراطية بفعل حالة الفوضى القائمة الآن. 
  
>> ورموز نظام ساقط لا يكتفون بما نهبوه من ثروات البلد ويحاربون من أجل العودة بتشجيع من النظام الحالي.

باختصار.. لا أحد يقدم تضحيات من أجل هذا البلد سوى أولئك الذين يقدمون أرواحهم فداء له فى المعركة الدائرة ضد الإرهابيين المجرمين أعداء الوطن، الكل ينهش فى جسده المنهك وغير مستعد لأن يتنازل ويتحمل ويصبر، مصر الآن أشبه بالرجل المريض الذى لم يصارح أحد أبنائه بحقيقة مرضه العضال، وظل يتناول المسكنات طوال سنوات طويلة ويرفض إجراء عدة جراحات مؤلمة ومكلفة فى كل أنحاء جسده قد تنهك ميزانية أبنائه وتنهى معاناته، لكن الأبناء يرفضون أن يكون حل مشاكل أبيهم الصحية على حساب معاناتهم سنوات طويلة.

لكن خطأ الأب المحب لأبنائه أنه لم يدرك أن الاستحقاقات المؤجلة والمتراكمة لا يتم سدادها مرة واحدة ، وهذا هو مربط الفرس فى حال البلد الآن.
الجريدة الرسمية