رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

أنيس منصور يكتب: الدهن في العتاقى


في جريدة الأهرام عام 1998 كتب أنيس منصور مقالًا قال فيه:

المثل الشعبي يقول "الدهن في العتاقى" أي أن الدجاجة الكبيرة هي التي لها دهن أكثر.. يوم كان الدهن لا يخيف أحدا، ويوم لم تظهر كلمة الكوليسترول.


ومثل هذه العبارة لا يقولها إلا عجوز أو شيخ.. وهو يقصد أنه وإن كان كبيرًا في السن فإن لديه ما ليس لدى الشباب والكتاكيت من التجربة والفهم والقدرة على تذوق الحياة.

ولم يكن هذا رأي العتاقى عندما كانوا صغارا شبابا، فإنك تقول للفتاة الصغيرة تزوجى ابن عمك، فتقول ياه ده أكبر منى ده لما يكون الرجال خلصوا من الدنيا... ويكون الفرق في النهاية سنتين أو ثلاثة.

وحديثا أصبح للبنات آراء أخرى وهى أن تتزوج العتاقى لأن لديهم فلوسا.. فهى تعيش معه بالعافية سنة أو سنتين، يتوكل بعدها وترث هي الفلوس وشقة على النيل.. وبفلوسه تتزوج الشاب الذي تحبه، وإن لم تتزوجه فإنها ترضى بالزواج العرفى... زواج بلا أولاد ولكنه كله فلوس.

والأمثلة على ذلك كثيرة في كل بلاد الدنيا، وربما كانت الفتاة الأمريكية أو الأوروبية أسعد حظًا.. فإذا تزوجت رجلا كبيرا وضاقت بالحياة معه فلها نصف ما يملك بالتمام والكمال.

وقد قابلت صديقا مصريا غنيا يعيش في أمريكا قال لي أنه طلق زوجته وقد أعطاها القانون نصف كل ما يملك حتى البيت الذي يعيش فيه، وأنه فكر في قتلها بسكين لحكم القاضي باقتسام السكن بينى وبينها.

قلت له والله كده أحسن بلا وجع قلب، فقال: أحسن نعم لكن وجع القلب موجود.. خمس بنات بعيد عنك لأنا عارف أتفاهم معاهم ولا عارف أربيهم، لكني عملت اللى يعمله أي راجل.

قلت له عملت إيه؟ قال تزوجت، قلت: والله راجل عاقل.. وهل صحيح أن الدهن في العتاقى؟

فقال نحن أمامك لا دهن ولا لحم ولا عظم أنا وزوجتي أكبر مقلب.
Advertisements
الجريدة الرسمية