رئيس التحرير
عصام كامل

«البرادعي» لـ «سطوطة الفنجري»: الناس في مصر بيحبوني بس ما بيفهمونيش صح


علاقتى بالدكتور «محمد البرادعى» معروفة للجميع.. وحكاياتى معه يعرفها كل قراء هذه المساحة.. منذ أن تعرفنا في ميدان التحرير وحتى لحظات الوداع الحزينة قبل سفره.. مرورا بالمعاكسات الرقيقة وكلمات الإعجاب التي كانت تخرج منه وسط حالة التهتهة التي يعانى منها وتعجبنى كثيرا وتدغدغ مشاعرى.


البعض يطالبنى بالتحدث إليه وإقناعه بالعودة لمصر والتوسط له لدى السلطات لرفع اسمه من قوائم الممنوعين من دخول مصر.. والبعض الآخر يطالبنى بأن أقطع علاقتى به وأوجه له الانتقادات وأرد على تغريداته التويترية.. إلا أننى لم أفعل ذلك ولا ذاك.

أمس الأول فوجئت بمكالمة هاتفية من الدكتور البرادعى يطمئن فيها على صحتى ويبدى زعله من عدم السؤال عليه وعلى أحواله.. إلا أنه قال لى أنا برضو عاذرك ياسطوطة هانم وعارف أن وضعك حساس بسبب علاقاتك بالسلطة.
فقلت له: الوضع صعب يا دكتور
قال: أنا عارف الوضع كويس يا سطوطة هانم
قلت: دا أنت بتفهم في الأوضاع أهه يا بردع
قال: بلا بلا بلاش كدا ياسطوطة.. أنتى مش مش هتبطلى تهريج خالص؟
قلت: ما أنت عارف أنى بحب أفك نفسى معاك يا دكترة.. والله وحشتنى القعدة معاك يامُز أنت يابتاع بلاد بره
قال: أنا هرجع لما الناس في مصر تفهم الفرق بين السياسة والحماسة.
قلت: إزاى يعنى.. دا الناس هنا بتحبك وأنت لك مريدين أكتر من مريدين سيدى «أبو حصيرة».
قال: أنا عارف أنهم بيحبونى لكنهم هم أنفسهم سبب شقائى.
قلت: إزاى بقى؟!
قال: الناس في مصر مابيفهمونيش.. بيفسروا كلامى غلط.
قلت: إزاى برضو يعنى.. مش فاهمة....!!!
قال: شوفى ياستى.. كان فيه ملك من الملوك.. رأى في منامه أن كل أسنانه تكسرت وسقطت.. استيقظ الملك من نومه مفزوعا وعلى الفور أرسل في طلب أحد مفسرى الأحلام وقص عليه الحلم.. فقال له المفسر: أمتأكد أنت؟!.. فقال الملك: نعم.. فقال له: تفسير رؤياك أن كل أهلك سيموتون قبلك.
وهنا تغير وجه الملك وبدا عليه القلق فأمر بسجن الرجل على الفور وطلب من حاشيته أن يأتوه بمفسر آخر وحكى له الرؤية.. إلا أن المفسر الجديد قال له نفس كلام المفسر الأول فأمر أيضا بسجنه مدى الحياة.
ثم أمر بإحضار أمهر مفسرى الأحلام في البلاد فجاءوا له به وحكى له رؤياه من جديد.. فقال له المفسر: أمتأكد أيها الملك أنك حلمت بهذا؟.. فقال له: نعم متأكد.. فقال له المفسر: إذا هنيئا لك أيها الملك.. أبشر يا سيدى!
فقال الملك مستغربا: بماذا أبشر وعلام تهنئنى؟!
فقال المفسر مسرورا: تأويل رؤياك يا مولاى أنك ستكون أطول أفراد عائلتك عمرا
فقال الملك مستغربا: أمتأكد أنت؟
قال: نعم متأكد
فسعد الملك بالبشرى وأصبح مسرورا وأمر بإعطاء المفسر هدايا كثيرة

وهنا قاطعت البرادعى وقلت له: طب ياسيدى مش برضو من الطبيعى أن أهله سيموتون قبله طالما سيكون أطولهم عمرا؟!.. يعنى المفسر الأخير قال نفس كلام المفسر الأول والتانى لكن بطريقة أخرى.
قال: بالضبط كدا يا ست سطوطة وهنا مربط الفرس.. أنا أوجه كلامى بطريقة المفسر الثالث وأتباعى يرددونه بطريقة المفسر الأول.. انا تعبت ياست سطوطة
قلت: وانا داخله آخد شاور وانام وعايزه اقفل السكة يابردع.. يلا باى.
الجريدة الرسمية