رئيس التحرير
عصام كامل

الديمقراطية بين ترامب وبارك كون


كما قلنا من قبل إن الرئيس الأمريكى المنتخب لا يستطيع أن يفعل ما يشاء ولا أن ينفذ كل ما قاله أثناء حملته الانتخابية، خصوصًا ما تعلق بالأقليات ومنهم المسلمون الأمريكان وغيرهم، وها هو بعد أن أصبح اعتماد انتخابه وشيكًا يختار نيكى ذات الأصول الهندية، وحاكمة ولاية كارولينا سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، وهذا طبعًا بعد استلامه السلطة في العشرين من يناير القادم.


لن يستطيع ترامب إلا أن يسير في طريق الديمقراطية، والسياسة العامة للولايات المتحدة الأمريكية التي وضعها الإخصائيون والمستشاريون غيره، وعليه أن ينفذها خصوصًا أنه بلا خبرة سياسية أو حتى حكومية، سيكون له بعض الحرية في التحرك والجعجعة التي لا تضر الدولة أو المواطنين، وطبعًا في السياسة الخارجية التي تحمى مصالح الدولة أولا وأخيرًا وطبعًا إسرائيل.

وبمناسبة الديمقراطية فلعلنا نذكر كوريا الجنوبية، وهى دولة كانت تصنف أقل من مصر وأصبحت من القوى الاقتصادية المؤثرة في العالم، ومن أكبر مصدرى السيارات والتكنولوجيا.. دولة صغيرة نسبيا مساحتها نحـو عشر مساحة مصر، وتعدادها نحــو خمسين مليونا، وعاشت فترة طويلة في حرب ضروس، لكنها تحولت إلى دولة ديمقراطية لها برلمان منتخب من الشعب وكذلك رئيس.. والأغرب أن برلمانها صوت أخيرًا على مشروع عزل رئيسة الجمهورية، يعرض الشهر القادم لتورطها في عملية فساد.. يا سبحان الله أصبح الشعب الكورى حرًا كريمًا قويًا ذا اقتصاد يسمح بمساعدة دول أخرى منها مصر.

وعلى "بارك كون" رئيسة الجمهورية أن تنتظر قرار ممثلى الشعب أي البرلمان المنتخب.. أليس هذا شرفًا وكرامة لشعب حر يملك ناصيته بيده.. لا تستطيع "كون" إلا أن تتمنى أن يقرر النواب لصالحها بدلا من العزلة المذلة.

هل من الممكن أن نتعلم من هذه الدولة الآسيوية الصغيرة ولنتذكر أن الله لا يصلح عمل المفسدين.
الجريدة الرسمية