رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو والصور.. «النوبيون.. سكان أرض الذهب».. ألوان المنازل ورسم الحناء فن نوبي أصيل.. سياحة أسوان انطلقت من «غرب سهيل».. وتربية التماسيح «عادة متوارثة»

فيتو

تظل بلاد النوبة أو كما يطلق عليها «أرض الذهب» بحضارتها وعادتها وتقاليدها جزءًا مميزًا من محافظة أسوان، فبيوتها ذات الألوان الخلابة يسكنها أصحاب قلوب طيبة يمتازون بالكرم وحسن الضيافة.


البيت النوبى
البيت النوبى أهم ما يميز القرى النوبية في أسوان، بالمساحة الواسعة والألوان الجذابة وطراز البناء القديم، حيث يفضل النوبى السكن في مساحات واسعة تحيطها المناظر الطبيعية الخلابة مثل قرى غرب أسوان وقرية غرب سهيل، وغرب سهيل السياحية.

غرب سهيل
تعد قرية غرب سهيل هي أشهر القرى النوبية السياحية بأسوان وتمتاز بشهرة عالمية يحرص على زيارتها زوار المحافظة من مختلف الدول العالم للاستمتاع بالطبيعة والطابع النوبى المميز، ووضعت القرية على خريطة السياحة العالمية لتصبح مزارًا سياحيًا مهمًا، صيفًا وشتاءً لما تضمه من مظاهر للحياة اليومية للنوبيين تجذب السائحين لقضاء وقت ممتع على الطريقة النوبية. 

يجد الزائر في غرب سهيل كل ما يتعلق بتراث النوبة القديمة، والتماسيح التي تربى البيوت النوبية ويعتنوا بها وهى عادة متوارثة من الأجداد، ويقدم للزائر الأكلات النوبية المميزة مثل "السناسن" و"الفتى" والملوخية والويكة وغيرها من الأكلات النوبية التي يشتهيها زوار القرية، كما تتميز النوبيات بصناعة مشغولات الخوص المميزة ومشغولات الخرز والطواقي والملابس النوبية التقليدية مثل الجرجار، وهو عبارة عن جلباب خفيف أسود من قماش مفرغ به كسرات كثيرة، ويتم ارتداؤها فوق جلباب جلباب ملون، وللنقش بالحناء الذي تقوم به نساء القرية.

البيت النوبي

ويعتمد شكل البيت النوبى بالقرية في معماره على الأقبية والأحواش السماوية المفتوحة، ويبنى بالطوب، وهو متنفس الناس في الصيف، لذلك يعد بيتا صحيا تسطع داخله الشمس ويدخله الهواء، مما يلائم الأجانب خاصة في الصيف، وأهم ما يحرص عليه أهالي القرية الحفاظ على التراث النوبي والعادات النوبية التي كانت موجودة في القرى القديمة قبل التهجير.

رسم الحناء
وأكثر ما يميز بلاد النوبة رسم الحناء والنقوش التي تحترفها النوبيات ويتم رسمها للسائحين أو العرائس أو زوار القرى النوبية ومحافظة أسوان، ويعد الفن النوبي من الفنون التي استطاعت أن تخلق لنفسها دربًا خاصًا ومميزًا في الثقافة المصرية، ومن أبرز تلك الفنون والعادات "رسم الحنة" التي تنتشر في المناسبات السعيدة، ويخصص لهذا الفن محترفات لديهن خبرة في الرسم.

يعد فن رسم الحناء من أهم طقوس الزواج في مصر، في ليلة الزفاف، والتي تستخدم فيها الحنة لتزيين العروس وفى أسوان يستخدمها العريس برسوم مخصصة للرجال.

وتقبل الفتيات على رسم الحناء في جميع المناسبات السارة، بديلًا لــ"التاتو" نظرًا لصعوبة إزالته، وبالرغم من وجود "كوافيرات" ترسم الحنة للعرائس، فإن هناك "حنانات" معروفات تطلبهن العرائس بالاسم بعد أن اشتهرن برسومات مميزة، وأصبح رسم الحنة في الفترة الأخيرة لا يقتصر على العروس النوبية فقط، ولكن تقبل عليه جميع الفتيات في أسوان، كما تفضله بعض الفتيات في وجه بحرى ويكون على أيدى "حنانة" أسوانية تعمل في المحافظات الأخرى لتزيين العروس في ليلة زفافها.

غرب سهيل السياحية
وتتميز أغلب القرى النوبية في محافظة أسوان بوجود العديد من السيدات اللاتي يحترفن رسم الحناء، ومن أشهر تلك القرى "غرب سهيل السياحية، وتبدأ احتراف رسم الحناء من لديها هواية الرسم ثم استغلتها في تعلم فن الحنة لتصبح مهنتها، والرسومات تتنوع على حسب ذوق العروس أو التي تطلب الرسم وتقدم لها "كتالوج" لاختيار الرسم المناسب لها ثم تصممه لها كما هو، وتعد طريقة الرسم سهلة وبسيطة فهى عبارة عن عجينة مستخدمة في رسم الحنة عبارة عن ورق حنة تضاف إليه صبغة سوداء ويتم عجنها جيدًا ويتم وضعها في كيس بلاستيك على شكل قمع ويتم الرسم من خلاله.

تربية التماسيح
ويحرص النوبيـون على تربية التماسيح في أحواض مخصصة لها داخل بيوتهم النوبية الواسعة والعناية بهم؛ لأنها عادة متوارثة من الأجداد، كما يفضل الزائر الاستمتاع برؤية التماسيح المصرية، فقاموا بتربيتها في منازلهم لتكون مزارًا سياحيًا، متحدين توحشها ومستغلين إياها أيضًا في إبعاد الحسد والعين عن منازلهم.

ويعد التمساح في قرية غرب سهيل السياحية وقرى غرب أسوان عمومًا، عامل جذب للسائح الأجنبى أو الزائر المصرى سواء من المحافظة أو خارجها، ومداعبتها داخل الحوض الخرسانى التي تربى فيه بالبيوت النوبية، وتعد أحد أهم عوامل جذب السائحين لحرصهم على زيارتها ومشاهدتها مما يجعلها مصدر رزق لأصحاب البيوت النوبية في القرى السياحية.

تبدأ عملية تربية التماسيح باصطياد الأحجام الصغيرة منها من نهر النيل ويتم وضعها داخل أحواض خرسانية، وتقدم للتمساح الأسماك وبقايا الدجاج المذبوح، وعندما يكبر التمساح يتم التخلص منه وتحنيطه وتعليقه على واجهات البيوت، وهناك اعتقاد بأنه سيكون حرزًا من الشيطان والحسد، وتتوافد عليها الأفواج السياحية والزوار المصريون لمشاهدتها والتقاط الصور معها.

ويوضع التمساح في حوض خرسانى داخل البيت، ويتم توصل خرطوم مياه من أقرب حوض بالمنزل لتوصيل مياه الشرب إلى التمساح وكذلك مياه لتنظيفه، وتكرر تلك العملية يوميًا في الصباح الباكر، ويشرف على تربيته أصحاب البيت النوبى ولا يشترط أن يكون لها متخصص لأنهم اعتادوا على تربيتها ورعايتها منذ سنوات طويلة، ويتغذى التمساح على أكل الأسماك، والكبدة المستوردة، وأنواع مختلفة من اللحوم ولا تخل البيوت النوبية من تربيته. 

وعندما يصل التمساح إلى مرحلة خطيرة يلجأ مربــوه إلى تحنيطه من خلال المتخصصين في ذلك ثم بيعه أو استخدامه كزينة في المنزل، وهناك مقولة شهيرة ترددها النوبيات المسنات حول تربية التماسيح، "اعطى للتمساح ولا تعطى للفلاح" والمقصود منها أن تربية التمساح في المنزل رزق لصاحبه لأنه كائن يستحق.
الجريدة الرسمية