رئيس التحرير
عصام كامل

تساؤلات حول السياسة الخارجية الأمريكية


يثير نجاح "ترامب" في انتخابات الرئاسة الأمريكية بعد الإعلان الرسمي عن نجاحه تساؤلات بالغة الأهمية عن اتجاهات السياسة الأمريكية في فترة حكمه.


وعلينا أن نلاحظ أولا أن الولايات المتحدة الأمريكية –نتيجة عوامل شتى- تتحول بالتدريج من إمبراطورية كبرى -أعلن قيامها الرئيس الأمريكى السابق "بوش" الابن عقب الأحداث الإرهابية في 11 سبتمبر 2001 حين أعلن حرية ضد الإرهاب- إلى جمهورية عادية لا تدعي حقها في احتكار إصدار القرارات الدولية بمفردها بغض النظر عن معارضة الدول دائمة العضوية في مجل الأمن، كما حدث في غزوها العسكري الإجرامي على دولة العراق.

وقد كشفت عن حالة التدهور النسبي لنفوذ وهيمنة الولايات المتحدة الأمريكية فترة حكم الرئيس "أوباما"، والتي اتسمت بالسلبية في التعامل مع الأحداث الدولية والإقليمية الكبرى كما هو الحال في سوريا، حيث تمدد النفوذ الروسى على حساب النفوذ الأمريكى، وليس المراقبون السياسيون الأجانب هم فقط الذين تحدثوا عن انحسار الهيمنة المطلقة للولايات المتحدة الأمريكية على القرار الدولي، بل إن عددًا من أكبر المفكرين الإستراتيجيين الأمريكيين وفى مقدمتهم "جورج فريدمان" هو الذي يقرر هذه الحقيقة بكل وضوح وبلا مواربة في كتابه المهم الذي صدر مؤخرًا وعنوانه من الإمبراطورية إلى الجمهورية".. غير أنه يمكن القول إن هناك ثوابت في السياسة الخارجية الأمريكية لا يستطيع –لأسباب شتى- أي رئيس أمريكى وسواء كان جمهوريًا أو ديمقراطيًا أن يتجاهلها.

وأهم هذه الثوابت قاطبة التأييد الأمريكى الرسمى المطلق لدولة إسرائيل.. ويكشف عن ذلك أنه من الطقوس المتبعة للمرشحين لمنصب رئاسة الجمهورية الأمريكية زيارة لدولة إسرائيل لتؤكد التزامه وضمان أمنها ليس ذلك فقط، بل مناصرتها في مجال الصراع الإسرائيلى الفلسطينى.

ويلفت النظر إلى أن "ترامب" في رسالة وجهها للعالم بعد فوزه أكد فيها أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تدخل في صراعات دولية وأنها ستحرص في ظل رئاسته على تطبيق "سياسة السلام العامة" مع دول العالم.

ولدينا أمل في أن يطبق "ترامب" سياسة متوازنة مع الدول العربية وخصوصًا أن "هيلارى كلينتون" كانت متحالفة موضوعيًا مع جماعة الإخوان الإرهابية بزعم أن اتجاههم الإسلامى وسطى مع أنه –كما أثبتت الأحداث بعد 30 يونيو- أنها جماعة متطرفة تعتمد على الإرهاب كوسيلة للوصول بأي طريقة للسلطة مع أن ذلك في الواقع وهم من الأوهام!
eyassin@ahram.org.eg
الجريدة الرسمية