رئيس التحرير
عصام كامل

«من ضهر راجل»


في الحقيقة الكلام عن الرجولة صعب يتحكي أو يتوصف، لأن زي ما كُلنا عارفين الرجولة أفعال واضحة، وشيء كامن داخلي، بيطلع من جوه الشخص في المواقف اللي تبين، مش مُجرد كلام وخلاص.


تبان رجولة الشخص في مواقفه، وفي تعامله مع الأمور، وفي رؤيته لكل حاجة نحوه، ويبان أكتر لو الموضوع فيه "أنثى".

الشخص الحُر الجدع، اللي ما يقبلش أبدًا على نفسه تشويه سُمعة واحدة مهما كان، ومهما شاف، ومهما حصل، وده راجع لأسباب كتير، منها إنه في قانون في الدنيا اسمه "داين تدان".. يعني راجع لك راجع لك يا معلم، فبلاش منها أحسن.

وتبان برضه رجولة الشخص في تحمُل المسئولية في الأوقات الصعبة، لأن ببساطة طول ما الحياة بمبي والدباديب مالية المكان، ومصروفك بيجيلك وزيادة حبتين، طول مانت مش مسئول ومش تحت ضغط، فبالتالي مش هتكون باينة أوي رجولتك، لكن أول ما كل الحلو اللي حواليك ده يبهت، وتفضل لوحدك.. هنا يظهر المعدن الحقيقي.

ناس كتير خلطت بين الرجولة والبلطجة، بين الرجولة والجدعنة، بين الرجولة والفضفضة، لكن للأسف ده كوم والرجولة دي كوم تاني خالص، علشان أنا لما أجيب ناس وانزل اقف معاك في خناقة دي مش رجولة دي بلطجة، أو لما أبوك يتعب وأجيلك المستشفي دي مش رجولة دي مُجرد جدعنة، ولما أفضل أسمعك أنا كدة بس بريحك، ولما أحب واحدة وأوصلّها وأجيبلها هدايا وأطمن عليها دي كدة "چنتَلة"، لكن لما نتفارق وأفضل بحترِمها هي دي الرجولة.

الرجولة مواقف، الرجولة رد فعل في الأزمة، الرجولة تحمُل حاجات كتير صعبة، الرجولة مش زعيق، وسُلطة، وفلوس وغموض..

وعلي فكرة طول ما اللي قبلك كان راجل.. طول ما أنت يتقال عليك "من ضهر راجل".
الجريدة الرسمية