رئيس التحرير
عصام كامل

نصائح الكتاب الكبار لأولياء الأمور في عيد الطفولة

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

لم يعد بالأمر السهل أن تربي طفلًا يحب القراءة أو أن تنشىء قارئا محبا للثقافة والاطلاع وأن تساعده على أن يكون قادرا على الإنتاج والإضافة إلى المجتمع، ولكن مع توجيه الاهتمام للطفل وزيادة الاهتمام به من قبل المثقفين والأدباء قد يصبح الأمر ممكنا، وتزامنًا مع الاحتفال بعيد الطفولة في العشرين من نوفمبر الجارى تحدثنا مع عدد من المهتمين بالطفل لتوجيه كلمة للطفل في عيد الطفولة.


«ثقافة بلا تعليم»
في هذا السياق قالت المخرجة والكاتبة فاطمة المعدول، إن عملها كمديرة لثقافة الطفل ساعدها على تخريج أجيال وإقامة ورش متنوعة تساعد الأطفال، مؤكدة على حاجة الطفل المصرى لكتاب جيد ومجلة ممتعة وأفلام وبرامج مفيدة واسعة الانتشار، وأشارت إلى تقصير المسئولين في حق الطفولة حيث أصبح المجلس القومي للطفولة والأمومة تابع لوزارة الصحة وإن كان لابد من أن يتبع المجلس وزارة فلتكن وزارة التضامن الاجتماعي متسائلة هل الأسرة والطفل لا يستحقوا وزارة مستقلة؟، وأضافت «المعدول» قائلة «لا توجد ثقافة دون تعليم»، وأن الثقافة وحدها لن تفعل أي شيء.

وأعربت عن ضيقها من عدم الاهتمام بالأطفال وتقصير الدولة في حقهم بإلغاء معرض كتب الأطفال وإغلاق قناة الأسرة والطفل وإهدار الأموال على إقامة مهرجان سينما الطفل بدلًا من إنتاج أفلام جيدة للطفل.

«التشجيع على القراءة»
وعلى الصعيد الآخر أوضح نبيل فاروق صاحب السلسة القصصية الشهيرة «رجل المستحيل»، أنه أنهى رسالته وأننا بحاجة إلى جيل جديد يكتب للطفل، مشيرًا إلى أن الطفل المصرى بحاجة إلى تعلم قيم العمل فهناك دول قامت بفضل العمل كاليابان، وكذلك الالتفاف للتاريخ والاستفادة منه وليس السخرية منه كما يحدث الآن على شبكات التواصل الاجتماعي حيث أصبح المصرى هو المواطن الوحيد الذي يسخر من انتصاراته على حد قوله.

وأضاف فاروق في تصريح خاص لـ«فيتو» قائلًا: «إن تشجيع الطفل على القراءة قضية كبيرة فالطفل المصرى لا يتعلم لغته الأم بشكل صحيح وإنما تعتمد المناهج على الحفظ لا الفهم والاستيعاب، فلابد أن يحب الطفل اللغة العربية وألا يضيع عمره في أشياء لا يستفيد منها كالإعراب، فيجب تعليمه حب اللغة ونتيجة ذلك سيحب القراءة فنحن الدولة الوحيدة التي ينهى فيها الطالب الدراسة بالتخلص من الكتب الدراسية».

كما أضاف أن الكلام بالعربي أصبح عيبا والنَّاس تفضل الحديث بالإنجليزية أو الفرنسية الآن فحين لو عدنا للتاريخ سنجد أن الأوروبيين كانوا يتباهون بالحديث بالعربية.

ووجه "فاروق" كلمة لأولياء الأمور قائلا "علم طفلك أن يختار ويكون له رأى ودعه يمارس هوايته ولا تجعله تابع لك"

«التطبيق نظري»
طالب عضو ثقافة الطفل بالمجلس الأعلي للثقافة القاص والروائي "أحمد طوسون" الدولة بإعادة الاهتمام بالطفولة بما يتلاءم مع احتياجات أطفال مصر، حيث أشار إلى تراجع الاهتمام بالطفل بعد ثورة ٢٥ يناير وحتى الآن فالأطفال لا يستمتعون بحياتهم ويحملون بأعباء ومشكلات الكبار، فحينما تتطالب الطفل الآن بالحديث عن مشكلاته تجده يحدثك عن مشاكلنا نحن على حد قوله.

وقال "طوسون" إن الطفل بحاجة إلى العيش في مكان نظيف ومدرسة جيدة وأن يجد أماكن يمارس فيها أنشطة متنوعة.
 
وأضاف أن الأطفال تتعلم القيم بشكل نظرى فقيم مثل الاختلاف وقبول الآخر والنظافة لا يجدها في واقعه، فهناك تناقض بين ما يتعلمه الطفل ويراه على أرض الواقع وفي الإعلام إضافة إلى أن الإعلام لا يوجه اهتماما خاصا بالطفل.

ونصح "طوسون" أولياء الأمور بتوجيه الاهتمام إلى أطفالهم ومشاركتهم في مرحلة النمو وعدم تركهم للمربيات.

وقال الشاعر "شوقي حجاب" إن على الدولة والمسئولين وضع إستراتيجية ورؤية مستقبلية لتربية الأطفال، حيث أوضح أن القيم التي يتعلمها الأطفال في البيت لا يصح أن تخربها المدرسة والعكس صحيح، فيجب أن يكون هناك توافق وانسجام بين ما يتعلمه الطفل في المدرسة والبيت والإعلام، فالحديث عن قيم الحرية يتنافي مع ضرب الأطفال وإجبار البنات الصغيرة على الحجاب.
 
وأضاف "حجاب" أنه لابد من توجيه الإعلام والتعليم والثقافة مزيدا من الاهتمام للطفل والعمل على نشر مكتبات عامة لحث الأطفال على القراءة والاطلاع، كما أعرب عن حزنه قائلا إننا نعيش في غيبوبة وتوهان لعدم وجود وعي أو ثقافة

ووجه كلمة للأطفال في عيد الطفولة مطالبا إياهم بأن يعيشوا زمنهم ويحيوا طفولتهم وبراءتهم، مضيفًا أن الكارثة في الأطفال هي أولياء أمورهم ممن يعانون ضغوطات الحياة، فنحن في دائرة قهر مغلقة الكبير فيها يقهر الصغير والأطفال هم من يضيعوا في النهاية متأثرين بجهل الأهل والتعليم والإعلام والثقافة

جدير بالذكر أن أدب الطفل هو شكل أدبي موجه للأطفال دون سن المراهقة، وقد ظهر أول كتاب للأطفال على يد الكاتب "وليام كاكستون" ١٤٨٤م بعنوان "خرافات إيسوب"، ثم تطور في القرن السابع عشر في أوروبا.

وظهر مصطلح أدب الأطفال في القرن التاسع عشر، وازدهر في القرن العشرين، وفي الوطن العربي بدأ أدب الأطفال بالترجمة من الغرب ثم اتجه إلى التجربة الفنية على يد كل من الشاعر "محمد الهراوي" والذي عُرف بقصصه الشعرية، ورائد أدب الأطفال في العالم العربي "كامل كيلانى" بداية من كتابة "السندباد البحرى" ١٩٢٧ وحتى ترجمة أكثر من ٢٥٠ عملا موجها للطفل.
الجريدة الرسمية