رئيس التحرير
عصام كامل

الحُقنة يا (منى)!


لا أثق أبدًا في الدكتورة (منى مينا) ومَن على شاكلتها، هذا ليس سبًا ولا لا مؤاخذة قذفًا؛ فمهما كانت نفسى أمَّارة بالسوء فلن تصل أبدًا لحَد قذف المذكورة بالذات، لكنه رأى ناتج عن تجربة ومتابعة طويلة؛ الست تقول إن طبيبًا شابًا ـ لا تذكُر اسمه ـ أخبرها أن تعليمات شفهية وصلته مع زملائه بالتحرُر باختصار من مسئولية الحفاظ على سلامة المرضى في المستشفيات الحكومية، كلام فاضى لا يستحق عناء تفنيده حتى؛ فهو يتشابه مع مصدر رفض ذكر اسمه صرَّح بما لا يُمكن نشره لذلك خلينا ساكتين!


وأصل الحكاية في مُعظم المستشفيات الحكومية أنها من زمان بتطلُب من المرضى يشتروا السرنجات على نفقتهم الخاصة، يعنى المستشفى معندوش مُشكلة في أن يكون سعر السرنجة لا مؤاخذة بريزة أو حتى عشرين جنيها؛ فالمريض يدفع في الصيدلية "اللى فاتحة فريح المستشفى" وينتهى الأمر، فلا ضرر إذن على المستشفى أو الحكومة، فما بالك بخدعة حمقاء تؤكد أن طبيبا شابا مجهول الاسم عنده تعليمات شفهية، شفهية إيه ومهلبية ماذا يا ست (منى)، وهى الجهات الحكومية بتشتغل بالشفهية؟!

في الجهات الحكومية سواء مستشفى أو سلخانة الورق هو سيد الموقف، التوقيع والختم والسركى والمركى لا حكيم ولا تمرجى هو الأهم، يعنى التعليمات الشفهية زيها زى عبث الريح بشعر امرأة سابقة طار وطار معه عقلها، شفهية جلال، شفهية يا راجل، إنما شفهية في مكان حكومى الإيصال فيه يغلب الكارنيه فهذا كلام فاضى لا يدخُل إلا في عقل فاضى، يعنى التعليمات الشفهية باختصار لا يُمكن تنفيذها لأن المُنفذ وقتها هيروح في ستين داهية لوحده وهذا لا يعقل مثلما لا تُعقل باقى التصريحات في تاريخ (منى مينا) التي أطلقتها مُنذ أيام الملك (مينا) وحتى يومنا هذا!

والحقيقة أن الخلافات السياسية وتصفية الحسابات الثورية ودتنا في داهية، وأصبح العبث بأرواح المواطنين الغلابة باللعب في مصائرهم وإدخال القلق لهم ولذويهم عن طريق تلاتة إلا تلت مثل هذا، بالإضافة إلى ضرب الوطن في مقتل عن طريق إشاعة أخبار هبلة الغرض من ورائها دفع الناس دفعًا للغضب والثورة وهو ما لم يفلح فيه مُدمنو هيروين الثورة وكوكايين الاعتصامات وآخرها كان يوم 11-11 الشهير الذي لم ينزل فيه أحد، رغم أن (معتز مطر) يصرُخ عبر قناته التي تليق به والمُسماة بمتنيين بأن الناس نزلت في شنوان وسنتريس وكفر البطيخ وشبين الكوم، والله قال إنهم نزلوا في شبين الكوم، وهو هنا عبيط لأن مَن نزلوا في شبين الكوم كانوا نازلين يغنوا تسلم الأيادى!

المُهم أن الأمر لو كان جديًا ويمس صحة المواطنين، لكان التحرُّك الإيجابى فيه ضروريًا جدًا، لكن يا (منى) ـ بصوت (البرادعى) ـ واضح إن كُل شيء مضروب، والغرض من ورائه إعادة (منى) للأضواء بعدما انحسرت عنها لمَّا الأطباء بطَّلوا يعملوا إضرابات مع (حمدين) و(خالد على) و(زكى جمعة)، إذن الحل اختراع يضرب كُرسى في كلوب قضاء مصر على فيروس سى تقريبًا، ومحاولات صناعة سياحة علاجية في البلد لا سيما عن طريق استضافة النجم العالمى الأفضل (ليونيل ميسى) للترويج لهذا الأمر، يعنى بالبلدى الضرب دايمًا جاى لنا من جوَّة ولا مؤاخذة!

طيب خُدى عندِك يا (منى) ـ بطريقة (البرادعى) برضو اللى هو البوب اللى هو الأب الروحى وربما أكثر بالنسبة لمثل هذا التيار اللى فعلًا بيدى حُقن من غير ما يغيَّر السرنجة علشان كده صار مفقوسًا جدًا وقرَّب يطلَّع كتاكيت كمان ـ خُدى: أحد المُهندسين جاله تعليمات شفهية ببناء الدور الخامس في المساكن الشعبية الجديدة فوق الدور الثالث على طول من أجل ضغط النفقات وتوفير الأسمنت والطوب والرمل، مُمكن نفتح الملف ده مع بعض الله يكرمِك؟!

وعلى سيرة طريقة (البرادعى) فأرجوكم انتظروا تويتة منه، إن لم يكُن سبقنى بنشرها قبل موعد نشر المقال، يقول فيها: الديمقراطية المسننة للمشروعية المعمولة لا تتفق مع حقنة الأيديولوجيات المنتقاة في الدول القمعية بسبب صراعات التبات والنبات ونخلِّف صبيان وبنات.. وسيكون ردي على حضرته كالعادة كُلما وقعت تحت إيدي تويتة له: يحمُّوك في كنكة!
الجريدة الرسمية