رئيس التحرير
عصام كامل

مرحلة جديدة للعلاقات المصرية الأمريكية.. واشنطن تشيد بجهود الإصلاح.. السيسي يعرض رؤية القاهرة لمرشحي رئاسة الولايات المتحدة.. تعزيز التعاون لحل الأزمة السورية.. وموقف واحد ضد الإرهاب

فيتو

شهدت الفترة الأخيرة عودة الدفء للعلاقات المصرية الأمريكية التي بدأت مع استئناف الحوار الاستراتيجي المصرى الأمريكى على مستوى وزراء الخارجية بين مصر والولايات المتحدة، لأول مرة منذ عام 2009، بالإضافة إلى زيارات وفود الكونجرس الأمريكى الأخير لمصر خلال العام الجاري كما رحبت واشنطن بجهود مصر لتبنى حزمة إصلاحات اقتصادية مهمة بدعم من صندوق النقد الدولى.


خصوصية العلاقات

وترتكز السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية على عدد من الدول المحورية بمختلف أنحاء العالم، والتي تعد مصر واحدة منها فتحاول الولايات المتحدة الاستفادة من موقعها وتاريخ شعبها العريق الممتد لأكثر من سبعة آلاف سنة.

جون كيري
وعقد الرئيس السيسي عدة لقاءات داخل مصر وخارجها مع جون كيري، وزير الخارجية الأمريكي، وأعرب الرئيس خلال اللقاءات عن تطلع مصر لتعزيز العلاقات الاستراتيجية التي تجمعها بالولايات المتحدة منذ عقود وتطوير التعاون الثنائي على كل الأصعدة بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين.

وأكد الرئيس أهمية مواصلة التنسيق والتشاور القائم بشأن القضايا والتطورات الإقليمية بما يُمكّن البلدين من مواجهة مختلف التحديات التي تتعرض لها منطقة الشرق الأوسط في الوقت الراهن.

أزمات المنطقة
وتناول اللقاءات آخر التطورات بالنسبة للأزمات التي تمر بها بعض دول منطقة الشرق الأوسط ولا سيما في سوريا وليبيا والجهود الدولية المبذولة للتوصل إلى حلول سياسية تؤدي إلى استعادة السلام والاستقرار بما يسهم في الحفاظ على وحدة وسيادة هذه الدول وسلامتها الإقليمية وصون مؤسساتها الوطنية ومقدرات شعوبها.

لقاءات مكثفة

وفي نفس السياق عقد الرئيس السيسي خلال الفترة الماضية لقاءات مع وفود أمريكية واستقبل وفدًا من أعضاء الكونجرس الأمريكي برئاسة السيناتور ليندسي جراهام، رئيس اللجنة الفرعية لاعتمادات العمليات الخارجية وعضو لجنة الخدمات العسكرية بمجلس الشيوخ.

والتقى السيسي رئيس مجلس النواب الأمريكي بول رايان على رأس وفد من أعضاء المجلس، كما التقى الفريق أول جوزيف فوتيل، قائد القيادة المركزية الأمريكية، وعقد جلسة مباحثـات بمقر رئاسة الجمهورية مع الفريق أول جوزيف دانفورد، رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية.

الكونجرس الأمريكي
والتقى الرئيس السيسي وفدًا من الكونجرس الأمريكي برئاسة السيناتور مايكل ماكول، رئيس لجنة الأمن القومي بمجلس النواب الأمريكي بمقر رئاسة الجمهورية في مصر الجديدة.

كما التقى السيسي النائب الأمريكي جيف فورتنبيري، عضو اللجنة الفرعية لاعتمادات العمليات الخارجية بمجلس النواب الأمريكي، ووفدا من رجال الأعمال الأمريكيين.

الوفود الأمريكية
وأكدت الوفود الأمريكية أهمية العلاقات الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة، لافتة إلى أن مصر ركيزة الأمن والاستقــرار في منطقة الشرق الأوسط، فضلًا عن كونها شريكًا محوريًا للولايات المتحدة في المنطقة.

وأشادت بدور مصر وقيادتها السياسية في مكافحة الإرهاب والجهود المصرية المبذولة في هذا الإطار والتي تكللت بالنجاح، كما أثنى أعضاء الوفود على حكمة القيادة السياسية المصرية في دفع مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في مصر والعمل على ترسيخ دولة القانون.

مكافحة الإرهاب
وأعربت الوفود عن توافقها مع الرؤية المصرية لمكافحة الإرهاب وتقديرها لها، مؤكدة أن مصر تعد إحدى أكثر الدول جدية والتزامًا في إطار مكافحة هذه الآفة الخطيرة.

وشدد أعضاء الوفود خلال اللقاءات على أهمية الارتقاء بالعلاقات الثنائية على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والعسكرية، بما يصب في صالح البلدين، منوهين إلى جهودهم لتشجيع مجتمع الأعمال الأمريكي على زيادة العمل والاستثمار في مصر لدفع عملية التنمية الاقتصادية، فضلًا عن مساعيهم الدءوبة لاستئناف المساعدات الأمريكية لمصر بشقيها «العسكري والاقتصادي».

وأكدت الوفود متانة وقوة العلاقات بين البلدين وأهمية تنشيطها في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والبرلمانية ومنحها قوة دفع جديدة، والبناء على ما يتوافر لدى البلدين من تعاون مشترك في تلك المجالات، مشيدة بما حققته مصر من إنجازات سياسية ومشروعات تنموية خلال العامين الماضيين بما أسهم في استعادة مصر لدورها الحيوي على الساحتين الإقليمية والدولية، وعزز من الشعــور بالكبرياء الوطني.

وأثنت الوفود على الجهود المصرية المبذولة لترسيخ قيم الوحدة الوطنية والمساواة بين كل أبناء الشعب المصري، فضلًا عن المساعي المصرية لتحقيق الإصلاح السياسي والاقتصادي.

العلاقات الاستراتيجية

ورحب الرئيس بالوفود مؤكدًا العلاقات الاستراتيجية التي تجمع بين مصر والولايات المتحدة، وحرص القاهرة على تنمية تلك العلاقات وتطويرها في مختلف المجالات.

وأكد الرئيس ترحيب مصر بالتواصل والحوار المستمر مع الولايات المتحدة وتبادل وجهات النظر إزاء العديد من القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك أخذًا في الاعتبار دقة الظروف التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط على الأصعدة السياسية والاقتصادية والأمنية وما تواجهه من خطر الإرهاب ومحاولات نشر الفكر المتطرف.

واستعرض الرئيس مجمل تطورات الأوضاع التي شهدتها مصر خلال السنوات القليلة الماضية، منوهًا إلى جهود الدولة للحيلولة دون انتشار الفوضى والانزلاق إلى منعطف خطير.

قيمة المواطنة
وأكد الرئيس أن مصر حريصة على إعلاء قيمة المواطنة وعدم التمييز بين أبنائها لأي سبب، وعرض جهود الدولة لتوفير الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للمواطنين جنبًا إلى جنب مع الحريات والحقوق المدنية والسياسية التي يتعين تنميتها وازدهارها، منوهًا إلى المشروعات التي يتم تنفيذها والجهود التي يتم بذلها لتوفير المسكن اللائق والتعليم الجيد والرعاية الصحية المناسبة للمواطنين، والعمل على الارتقاء بجودة مختلف الخدمات المقدمة إليهم.

وتطرقت اللقاءات إلى سبل مكافحة الإرهاب حيث أكد الرئيس أهمية التصدي للإرهاب والفكر المتطرف من خلال منظور شامل لا يقف عند حدود المواجهات العسكرية والتعاون الأمني، ولكن يشمل أيضًا الجوانب الفكرية والثقافية.

الخطاب الديني
وأكد الرئيس أهمية تصويب الخطاب الديني وتنقية صورة الإسلام مما علق بها من شوائب منافية تمامًا لجوهر الإسلام الحقيقي ولصحيح الدين.

كما تطرقت اللقاءات إلى أهمية تضافر الجهود الدولية لوقف مصادر تمويل التنظيمات الإرهابية والجماعات المتطرفة، فضلًا عن محاربتها جميعًا دون انتقائية، لا سيما أنها جميعًا تعتنق ذات الفكر المتطرف وتستقيه من مصدر واحد.

وعلى الصعيد الإقليمي أكد الرئيس أهمية التوصل إلى تسويات سياسية للأزمات في المنطقة بما يحافظ على وحدة أراضي دولها ويصون مقدرات شعوبها، ويعزز من تماسك مؤسساتها وكياناتها الوطنية.

التفاهم "الأمريكي - الروسي"
وفي سياق متصل أكد الرئيس أهمية استمرار وتعزيز التفاهم الأمريكي – الروسي بشأن الأزمة السورية، مؤكدًا أهمية إبداء الأطراف الإقليمية المعنية المرونة اللازمة لتوفير البيئة المواتية لتسوية الأزمة.

مرشحــو الرئاسة الأمريكية
كما استقبل الرئيس السيسي بمقر إقامته في مدينة "نيويورك" على هامش مشاركته في فعاليات الجمعية العامة للأمم المتحدة في شهر سبتمبر الماضي هيلاري كلينتون المرشحة الرئاسية عن الحزب الديمقراطي.

وأشار الرئيس خلال اللقاء إلى العلاقات التاريخية والاستراتيجية التي تجمع بين مصر والولايات المتحدة، مؤكدًا أهمية العمل على إعطاء دفعة جديدة للعلاقات بين البلدين بما يخدم مصالح الشعبين المصري والأمريكي ويعزز أمن واستقرار الشرق الأوسط.

التطورات السياسية
واستعرض الرئيس بشكل شامل التطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها مصر، وإتمام استحقاقات خارطة الطريق بنجاح وإرساء المبادئ الورادة بالدستور بشأن الفصل بين السلطات وتشكيل مجلس نواب جديد يعد من أكثر المجالس النيابية تنوعًا على مدى تاريخ مصر البرلماني، فضلًا عن تبني "رؤية 2030" لتحقيق التنمية المستدامة.

حقوق الإنسان
كما أشار الرئيس إلى جهود مصر لضمان وحماية حقوق الإنسان والحفاظ على الأمن والاستقرار، فضلًا عن إعلاء سيادة القانون ودولة المؤسسات بالإضافة إلى تبني أجندة واسعة من الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

مكافحة الإرهاب

وأكد الرئيس خلال اللقاء أن مكافحة الإرهاب بفعالية تتطلب تبني منهج شامل لمكافحة الإرهاب لا يقتصر على التدابير الأمنية فقط، بل يشمل تبني خطاب يدحض حجج الإرهابيين، فضلًا عن تصويب الخطاب الديني، مستعرضًا في هذا السياق الجهود التي تقوم بها مصر في هذا المجال وما حققته من نتائج.

تعزيز العلاقات
وشهد اللقاء تأكيد أهمية تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين بما يمكنهما من مواجهة مختلف التحديات، فضلًا عن تأكيد الدور المهم الذي يمكن أن تقوم به مصــر والولايات المتحدة معًا بوصفهما ركيــزة أساسية للاستقرار والسلام بمنطقة الشرق الأوسط.

وتناول اللقاء العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، وتطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وعلى الساحة الدولية، بجانب بحث الرئيس السيسي مع هيلاري كلينتون رؤيتها لمستقبل العلاقات المصرية الأمريكية، وأكدت أهمية دور مصر في منطقة الشرق الأوسط وحل أزمات المنطقة ومكافحة الإرهاب.

دونالد ترامب
كما استقبل الرئيس السيسي أيضًا دونالد ترامب المرشح الرئاسي عن الحزب الجمهوري.

وقد تباحث خلال اللقاء الرئيس وترامب حول العلاقات الثنائية الاستراتيجية التي تجمع بين مصر والولايات المتحدة، ولا سيما ما يتعلق بالتعاون على الأصعدة السياسية والعسكرية والاقتصادية بين البلدين.

وأعرب دونالد ترامب خلال اللقاء عن تقديره للرئيس وللشعب المصري على ما قاموا به دفاعًا عن بلادهم بما حقق مصلحة العالم بأكمله.

تاريخ مصر
كما أكد "ترامب" ما يكنه لتاريخ مصر من احترام كبير، مشيدًا بالدور الريادي والمهم الذي تقوم به في الشرق الأوسط.

حليف مصـر
كما عبر مرشح الحزب الجمهوري عن دعمه الكامل جهود مصر في مكافحة الإرهاب، مؤكدًا أن الولايات المتحدة ستكون تحت إدارته –حال فوزه في الانتخابات الرئاسية– صديقًا وحليفًا قويًا يمكن لمصر الاعتماد عليه خلال السنوات القادمة.

كما أشار دونالد ترامب، إلى علاقات الشراكة القوية والممتدة التي جمعت بين البلدين على مدى العقود الماضية، مؤكدًا حيوية هذه الشراكة بالنسبة لأمن واستقرار الشرق الأوسط.

وأوضح "ترامب" أن لدى مصر والولايات المتحدة عدوًا مشتركًا، مؤكدًا أهمية العمل معًا من أجل التغلب على الإرهاب والتطرف.
الجريدة الرسمية