رئيس التحرير
عصام كامل

أمين «التعاون الإسلامي» يهين مصر والسيسي في حضور وزير التعليم

فيتو

تخلى الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامى «إياد مدنى»، عن الأعراف الدبلوماسية والبروتوكولية، وسقط في فخ إهانة مصر والسخرية من أحوالها الاقتصادية، مستغلا حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي عن ثلاجثه التي ظلت لا يوجد بها سوى الماء 10 أعوام، متناسيا منصبه كأمين لمنظمة تجمع في عضويتها القاهرة إلى جانب 56 دولة أخرى.


وأخطأ وزير الحج السعودي السابق والأمين العام الحالي لمنظمة التعاون الإسلامي، أثناء قراءة كلمته الافتتاحية وهو يوجه التحية إلى الرئيس التونسي القائد السبسي، فقال القائد «السيسي» ثم تدارك الخطأ قائلا: هذا خطأ فاحش، أنا متأكد أن ثلاجتكم فيها أكثر من الماء فخامة الرئيس، في إشارة إلى حديث سابق للرئيس المصري تعمد «مدنى» استغلاله لخلق مقارنة بين الظروف الاقتصادية الحالية في مصر وتونس.

اللافت في الواقعة أيضا، صمت وزير التعليم الدكتور الهلالى الشربينى، على هذه الإهانة وعدم الانسحاب من فعاليات مؤتمر الإيسيسكو الأول، الذي تنظمه المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة «الإيسيسكو» في العاصمة التونسية بتونس في الفترة من 27/ 28 أكتوبر.

وبدأ السعودي إياد مدني رحلة مختلفة بوجه إسلامي، قادما من مناصب وزارية إدارية وإعلامية، حتى تبوأ منصب أمين عام منظمة التعاون الإسلامى أكبر منظمة على مستوى العالم بعد الأمم المتحدة.

هو ابن للمؤرخ السعودي الشهير ورئيس تحرير جريدة المدينة الأول أمين بن عبدالله مدني، الذي اقتبس إياد منه منهجية البحث ورزانة الكلمة والحزم في قضايا معينة، وفتح له مناهل التحصيل العلمي في تخصصات الندرة لا الوفرة، حتى حصل على شهادة البكالوريوس في إدارة الإنتاج من الولايات المتحدة، ليعود قائدا إداريا في مناصب حكومية عديدة، لم يطل مكوثه بها حتى انتقل إلى رئاسة تحرير صحيفة «سعودي جازيت» الصادرة باللغة الإنجليزية ليكون أول رئيس تحرير لها، ومن خلالها عرف إياد في الأوساط العامة وبمساندة مناهضيه في الأوساط المحافظة، واستمرّ في الحقل الإعلامي حتى أصبح مديرا لمؤسسة عكاظ للصحافة والنشر في عزها المتوّج حتى أوائل التسعينيات.

وخلال مسيرته الإعلامية بـ«عكاظ» أصدر مفتي السعودية السابق عبدالعزيز بن باز حكما عليه بـ«الردّة والكفر» بعد نشر إحدى كاتبات الصحيفة مقالا عن قوامة الرجل، ما حدا بمجلة الدعوة نشر نص رد المفتي ابن باز، بعد رسالته إلى أجهزة الدولة بإيقاف المسئول عن تحرير الصحيفة وتأديبه «تأديبا رادعا واستتابته عمّا حصل منه» لاعتباره أن المقال الذي سمحت الصحيفة بنشره «من نواقض الإسلام ويوجب كفرَ وردّةَ من قاله أو اعتقده أو رضي به».

اعتبر ابن باز، وهو المفتي الأشهر في تاريخ السعودية، أن «القائمين على عكاظ عُرف عنهم نشر المقالات الداعية إلى الفساد والإلحاد والضرر العظيم على المجتمع، كما عرفوا بالحقد على علماء الإسلام والاستطالة في أعراضهم والكذب عليهم» وهي كلمات تكررت ضد مؤسسات صحفية لاحقا ومنها صحيفة الوطن السعودية.

اليوم يعتلى مدنى منظمة «مشلولة» تسيطر عليها الخلافات وتوجه بوصلتها تركيا بهدف تدمير الجامعة العربية وتحويلها لممر تحقق من خلاله طموحها الإقليمى، وسعت أنقرة خلال الشهر الماضي لاستغلال المنظمة في تصنيف حركة الخدمة التركية كـ«منظمة إرهابية»، الأمر الذي قابلته مصر بالرفض.
الجريدة الرسمية