رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

العجب العجاب في فهم مؤتمر الشباب!


في قاعة الاستقبال بمؤتمر الشباب اقترب الصديق العزيز هيثم عواد المحترم أمين شباب الحزب الناصري، ومعه الدكتور محمد عبد المقصود الناشط والإعلامي الشاب، وعدد من أمناء شباب عدد من الأحزاب.. قال هيثم: نريد أن نجلس معك بعض الوقت، وعرفني على المجموعة الرائعة من شباب مصر المحترم، وبعد دقائق قررنا أن نذهب جميعا إلى القاعة الرئيسية لنحتل أماكننا، لأنه يتردد أن الرئيس السيسي سيحضر جلسة "الحرية والأمن" فذهبنا إلى القاعة، فوجدنا الرئيس بالداخل أصلا!


ماذا يعني ذلك؟ يعني أن الحوار ليس ذرا للرماد في العيون، وإنما هو حوار حقيقي وجاد يستهدف إنهاء الخلل الحاصل بين السلطة والشباب المستمر منذ عقود، حتى أن الرئيس يحضر بنفسه أغلب الجلسات، لدرجة أن البعض لا يعرف الاجابة عن سؤال منطقي هو: ومتي يرتاح الرئيس ومتي يذهب ومتي يجيء ؟!

سؤال: هل المؤتمر تكرار لمنظمة الشباب الاشتراكي؟ وبالرغم من عبثية السؤال إلا اننا نضطر للإجابة عنه.. فمنظمة الشباب الاشتراكي كانت في ظروف التنظيم السياسي الواحد الذي يضم أغلب التيارات، لكنهم يتوحدون تحت برنامج سياسي وطني واحد ومحدد.. فالتعدد السياسي تفرضه الاختلافات الكبيرة في الآراء، ويفرضه التباين الكبير في الأحوال الاجتماعية والفروق الكبيرة في توزيع الثروة في المجتمع، فتتعارض مصالح فئات مع فئات أخرى، فيكون الحل في وجود أحزاب تمثل كل منها.. ولذلك فهل يمكن أن تعود مصر خطوة للخلف عن التعددية الحزبية؟

لا طبعا.. وهل يمكنها أصلا أن تعود؟ لا طبعا.. هل يمكن إلغاء أمانات الشباب في الأحزاب المصرية وضمها في أمانة موحدة هي مؤتمر الشباب؟ لا طبعا فهذا كلام عبيط أصلا.. وبالتالي فليس أمامنا إلا الفرضية الأولى أن ما يجري اتصالا مشروعا ومطلوبا بين الدولة وشباب الوطن يستهدف الحوار حول مشكلاتهم ومطالبهم، دون أي شروط من الدولة.. فلا تفرض على أحد ترك حزبه، ولا تفرض على أحد الانضمام لتنظيم سياسي واحد، ولا يمكنها أصلا أن تطلب ذلك ولا يمكنها أن تفرضه، فقد دارت عجلة التعدد الحزبي في مصر ولن يوقفها إلا ظروف شديدة الاستثنائية جدا، يتوحد فيها الجميع حول أهداف ومطالب واحدة، مثلما كان الوضع في الستينيات، ولا نري هذا الظرف موجودا وهذا- حتى- ما أكده الدكتور مصطفى الفقي الذي وصف منظمة الشباب الاشتراكي بأنها قدمت جيلا مثقفا محبا للوطن!

السؤال إذن: ماذا يريد هؤلاء من محاولات تشويه المؤتمر؟ أليس الحوار كان مطلبهم الأساسي طوال الفترة الماضية؟ ونقول: هذه الهستيريا حول المؤتمر أبرز أدلة نجاحه والهجوم عليه ليس إلا العجب العجاب في فهم مؤتمر الشباب اعتدنا عليه ولن يتوقف هؤلاء أبدا !!
Advertisements
الجريدة الرسمية