رئيس التحرير
عصام كامل

ماذا يعني تقدم هيلاري في استطلاعات الرأي؟


أسابيع قليلة تفصل العالم عن رؤية رئيس أمريكي جديد. استطلاعات الرأي حتى يوم أمس الثلاثاء تقول إن هيلاري تتقدم على ترامب بخمس نقاط كاملة، فهلا يعني ذلك أن هيلاري ستفوز برئاسة أمريكا بعد أسبوعين، رغم دعم بعض وسائل الإعلام الأمريكية مثل سي إن إن لها؟ من الناحية النظرية، الإجابة هي نعم، لكن الانتخابات المماثلة تقول إن استطلاعات الرأي تظل مجرد استطلاعات رأي.


صحيح أن دونالد ترامب اعترف بنتيجة استطلاعات الرأي الأخيرة، لكنه قال إنه يتقدم في ولايات كثيرة. تقرير معهد جالوب عن المناظرات الثلاث بين كلينتون وترامب تقول أإ هيلاري تفوقت في الثلاث مناظرات، وأن الانتخابات السابقة تؤيد فرص فوزها، فحين فاز أوباما بانتخابات الرئاسة في 2008 كان قد فاز في مناظراته الثلاث أمام جون ماكين، وحين فاز بيل كلينتون في عام 1996 كان قد فاز بالمناظرات الثلاث. وفوز جون كيري بالمناظرات الثلاث أما جورج بوش في عام 2004 لم يمنحه فوزا على بوش.

آخر استطلاعات الرأي تقول إن كلينتون تتقدم على ترامب بخمس أو ست نقاط، ويقول موقع الـ"بي بي سي": إن هيلاري كلينتون تتقدم في ولايات كلورادو 45% مقابل 37% لترامب، وفي ولاية فريجينيا 45% لهيلاري مقابل 37% لترامب، وفي ولاية ويسكونسون 45% مقابل 38% لترامب. هيلاري كلينتون تتقدم في ولايات أخرى بفوارق بسيطة، ولكن ترامب يتقدم أيضا على هيلاري في ولايات جورجيا 45%، وولاية أيوا 42%، وأوهايو 45%. ترامب سيحسم الولايات الجنوبية الكبيرة مثل تكساس التي يتفوق فيها ترامب على كلينتون.

المشكلة تكمن الأمتار الأخيرة في سباق الرئاسة، فهناك هامش كبير من المترددين يحسمون رأيهم في الأسبوع الأخير، وأحيانا في الثلاثة أيام الأخيرة حسب الانتخابات الرئاسية السابقة. ففي انتخابات عام 2008، نشر معهد جالوب للدراسات نتائج استطلاعات الرأي في 11 سبتمبر 2008، وقال إن جون ماكين يتقدم على باراك أوباما بنسبة 48% مقابل 44% لأوباما، ومع ذلك فاز أوباما بتفوق واضح في انتخابات الرئاسة.

قناة "فوكس نيوز" الأمريكية تقول إن ترامب وقع في أخطاء شخصية، بعد ترشيح الحزب الجمهوري له، لكنه يبقى ظاهرة. وتضيف– دفاعًا عنه– إنه إذا كان هناك اتهامات لترامب بأنه شخصية خطيرة، ووصفته هيلاري بأنه يمثل تهديدًا للديمقراطية الأمريكية، فإن هيلاري تبدو غير متزنة، وأنه حتى وإن كانت نتائج استطلاعات الرأي سلبية تجاهه، فإنها– أي ترامب- من يصنع الأخبار، وأن ترامب من يقود التغطية الإعلامية.

المخرج المعروف مايكل مور– الذي يؤيد الحزب الديمقراطي– وهو مخرج فيلم فهرنهايت 911 الذي انتقد جورج بوش، صدم معجبيه قائلًا إن هناك احتمالات قوية ترجح فوز ترامب بانتخابات الرئاسة الأمريكية. يقول مايكل مور إن ترامب سيركز على بعض الولايات التي يفوز بها الديمقراطيون وسيتمكن من الفوز بها وهي ولايات بنسلفانيا، ويسكونسون، أوهايو، ومتيشجان. أما السبب الثاني فأرجعه إلى أن الرجال لن يقبلوا في النهاية بأن تقودهم سيدة. يضيف مايكل مور أنه على الأمريكيين أن يعترفوا بأن "هيلاري ليست لها شعبية"، وأن مؤيدي بيرني ساندرز وهو المرشح الديمقرطي الذي كان ينافس هيلاري سيصوتون لترامب.

شبكة "سي إن بي سي" قالت في تقرير منذ ساعات: إن دونالد ترامب أخطأ حين قال لمؤيديه إنه يشعر أن نتيجة الانتخابات قد حُسمت ضده، ولكن "سي إن بي سي" أضافت أن ترامب يتنافس مع مرشحة ليس لها أية شعبية، وتساءلت لماذا يصوت ناخبون لمرشحة لا يحبونها، وبالتالي فإن حظوظ ترامب تبقى قائمة، حتى وإن كان هناك من لايحبونه ولا يحترمونه، وأن رؤية الناخب للمرشح هي من ستتحكم في صوته في النهاية، وهو ما يعني أن نتائج استطلاعات الرأي ليست مؤثرة.

ويان الآن رووت المحلل السياسي بقناة "فوكس نيوز" كتب يقول إنه يراهن على فوز دونالد ترامب. 
الكاتب قال:"عليكم أن تنظروا لعدد المؤيدين الذين يحضرون جولات دونالد ترامب، أعدادهم تتجاوز 10.000 شخص، في حين لا يتجاوز عدد من يحضرون جولات هيلاري كلينتون 500 شخص، معظمهم من موظفي الحزب الديمقراطي". وأضاف أن هيلاري لا تستطيع أن تبيع كتابها على موقع "أمازون" الشهير للكتب، فقط أقل من 6000 نسخة تم بيعها للمرشحة لرئاسة الولايات الأمريكية، وهو دليل كا – في رأي ويان الآن – على أنها لا تحظى بأي شعبية.

أما صحيفة "النيويورك بوست" فكتبت أمس عنوانا تتوقع فيه فوز ترامب بانتخابات الرئاسة الأمريكية، رغم تقدم كلينتون في استطلاعات الرأي الأخيرة، ولكن في رأي "النيويورك بوست" العبرة في النهاية هو يوم الانتخابات.

نعود للسؤال الأول، ماذا يعني تقدم هيلاري كلينتون في استطلاعات الرأي على دونالد ترامب؟ الإجابة لا تعني شيئًا، فترامب قد يفوز في الانتخابات بفعل ما تطلق عليه وسائل الإعلام "تأثير ترامب".
الجريدة الرسمية