رئيس التحرير
عصام كامل

تصريحات زائفة عن جودة التعليم الجامعي


نسب إلى السيد وزير التعليم العالى أنه صرح قائلا: "أحلف على المصحف بأن التعليم الجامعى كويس"! ولو صدق هذا التصريح لكان مبررًا كافيًا ومقنعًا لإقالة السيد الوزير لعدم صلاحيته في القيام بمهام منصبه؟


وهل يجوز حقًا لمسئول حتى لو كان من صغار المسئولين أن يحلف بالمصحف على صحة تصريحاته التافهة؟

ومن ناحية أخرى لو صدق أن وزير التعليم العالى وهو أستاذ أكاديمى يستخدم أسلوبًا "كويس" "ووحش" بدلا من الاعتماد على مؤشرات جودة التعليم الجامعى المعترف بها عالميًا لكانت المسألة تمثل كارثة فعلا!

ومن ناحية أخرى كيف يقال هذا الكلام الأجوف، وهناك إجماع على تردى مستوى التعليم من أول التعليم الأساسى حتى التعليم الجامعى؟

لقد ابتكرت الدولة في عهد الرئيس السابق "مبارك" مؤسسة قومية لقياس جودة التعليم، وخصصت لها ملايين الجنيهات ضاعت هدرًا للأسف! وذلك لأن هذه المؤسسة اعتمدت على تقارير ورقية عن الجودة يكتبها عمداء الكليات ورؤساء الجامعات وهذه التقارير لا تتمتع لا بالثبات ولا بالصدق!

وهكذا أصبحت هذه المؤسسة مصدرًا لإعطاء شهادات مزيفة عن جودة التعليم في المعاهد والكليات، مع أن الكل يعرف أن التعليم الجامعى في أزمة شديدة سواء على مستوى تأهيل المعيدين والمدرسين، أو في مجال ترقية الأساتذة والمساعدين، حيث وصل الفساد الأكاديمى إلى لجان الترقيات، كما نشر في الصحف عن واقعة تزوير ترقية أحد الأساتذة في جامعة إقليمية! وهكذا يمكن القول إن وزير التعليم العالى لو صدر عنه التصريح إياه حقًا لاستحق أن يقال بكل جدارة!
الجريدة الرسمية