رئيس التحرير
عصام كامل

تكلم يا رئيس الوزراء!


كنا ننتظر من رئيس الوزراء وحكومته أن يخرج علينا بإجراءات وآليات قادرة على ضبط السوق وحماية الفقراء من جشع التجار والمحتكرين ومواجهة الفساد والقضاء على الإهمال.. وتطمئن المستثمرين، وتجذب رأس المال الجبان بتوفير بيئة محفزة للعمل والاستثمار.. فلا استقرار دون تنمية حقيقية والعكس صحيح تمامًا.. ولا وجود للاثنين معًا دون أمن وعدالة وديمقراطية متكاملة قائمة على الوعي الجماهيري والحوكمة والشفافية والقدرة على الفرز والاختيار والمشاركة في صنع القرار من أسفل لأعلى، والقدرة على الإنتاج وتوليد الثروة، وخلق فرص العمل والحض على الادخار والاعتدال وترشيد الإنفاق الحكومي وميكنة الإجراءات.


كان على رئيس الوزراء أن يطرح رؤية حكومته للنهوض بالصحة والتعليم والبحث العلمي والإصلاح الثقافي والديني والتدريب المتواصل في كل مجال.. فالإنجاز وحده قادر على إسكات الألسنة وجمع الشمل ووحدة الصف ولجم الشائعات ورفع الروح المعنوية للناس وتحسين مزاجهم العكر.

غياب التواصل المقنع آفة حقيقية لحكومتنا، وكل الحكومات السابقة..وكذلك إغفال رأي المواطن فيما يحدث، فالدعم والتأييد الشعبي رافعة لأزمة للأنظمة الديمقراطية وركيزة لنهضة واستقرار الدول الحديثة ولا تأييد شعبيًا دون وعي وتوعية وإيمان وقناعة بمواقف الدولة وثوابتها ومعاركها.. أما غياب تلك المقومات فيجعل مهمة الحكومة-أي حكومة- صعبة، وتزداد الصعوبة إذا توفرت عوامل أخرى مضادة كبث الشائعات وتوهين العزائم وتثبيط الهمم، وهو ما تمارسه جماعات الشر بكفاءة في ظل غياب أي دور فعال للحكومة والأحزاب والمجتمع المدني في صفوف الجماهير.
يا رئيس الوزراء أخرج إلى الشعب وتكلم.
الجريدة الرسمية