رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الدعوة لتخريب الأوطان وطرق التفاعل معها !


لم ولن تتوقف مخططات الولايات المتحدة الأمريكية والعدو الصهيونى من أجل تخريب أوطاننا بهدف تقسيمها وتفتيتها، ومنذ اندلاع موجة الربيع العربي المزعوم، والذي ثبت بما لا يدع مجال للشك أنه ربيع عبري بامتياز، وهى تحاول النيل وبأى ثمن من مصر، وبما أن إحدى أهم أدوات العدو للتخريب هي "الجماعات التكفيرية الإرهابية" التي انتشرت داخل مجتمعاتنا بشكل وبائي على مدى القرن الفائت، حيث تمكنت من التغلغل وبناء النفوذ داخل بنية المجتمعات العربية خاصة في لحظات الضعف الوطنى من قبل السلطة الحاكمة، فكلما كانت السلطة قوية وتعمل لصالح الشعب وتمتلك رصيدا اجتماعيا كلما تراجع دور هذه الجماعات وانكمش تمددها ونفوذها، وكلما كانت السلطة ضعيفة وهشة وتعمل لصالح فئة صغيرة على حساب الجماهير الشعبية كلما أتاحت الفرصة لهذه الجماعات للتمدد وبناء النفوذ وكسب التعاطف والتأييد.


وخلال الخمسة سنوات ونيف الماضية تمكن المشروع الأمريكي الصهيونى وأدواته التخريبية بالداخل من إشاعة الفوضى وتمكنت الجماعات التكفيرية الإرهابية من الصعود لسدة الحكم في لحظة فارقة كانت السلطة في أضعف حالاتها وكانت قد فقدت كل رصيدها الاجتماعي لدى جماهير الشعب المصري، لكن سرعان ما استرد الشعب المصري وعيه بعد أقل من عام وخرج ليطيح بهذه الجماعة الإرهابية من سدة الحكم، وكان الجيش المصري الوطنى هو الضمانة الوحيدة للحفاظ على الوطن من التخريب والمخربين، ونجح في إحباط المؤامرة التي كانت تحاك وبمهارة فائقة ضد مصر، وتحمل الجيش مسئولية مزدوجة، حيث الدفاع عن التراب الوطنى من القوى المعتدية من الخارج، وفى نفس الوقت الدفاع عن وحدة النسيج الاجتماعي الوطنى بالداخل والذي يتهدد بفعل الجماعات التكفيرية الإرهابية التي تعمل وكيلا عن الأمريكى والصهيونى.

ومنذ ذلك التاريخ والدعوات لتخريب الوطن مستمرة، حيث يقوم الوكيل الإرهابي بالداخل بتلقى تعليمات إشاعة الفوضى وعدم الاستقرار من الأصيل في الخارج، وخلال الثلاث سنوات ونصف السنة الماضية فشلت كل الدعوات التخريبية وتم إجهاضها، واليوم نسمع عن دعوة جديدة تحت مسمى (11 / 11 ثورة جياع)، وبالطبع المسئول الأول عن الدعوة هي "الجماعة الإرهابية" وعبر جيوشها الإلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي تقوم بتحريض الجماهير الشعبية على الخروج في وجه النظام، وتلقى هذه الدعوات التخريبية صدى لدى قطاعات لا تمت بصلة للجماعة الإرهابية، لكنها تعانى من وطأة الفقر ومن فشل السياسات الحكومية في التصدى لجشع كبار التجار ومافيا الفساد الذين يتحكمون في السوق المصريــة، ويرفعون أسعار السلع الأساسية بشكل جنونى، وتقف السلطة الحاكمة عاجزة عن تلبية احتياجات المواطن البسيط، أو اتخاذ إجراءات حاسمة في مواجهة مافيا الفساد، وبذلك يفقد النظام كثيرًا من رصيدها الاجتماعى.

وفى مواجهة الدعوات التخريبية للأوطان دائمًا تأتى ردود أفعال الحكومة ليست على المستوى المطلوب، فدائمًا تعتمد على وسائل الإعلام التقليدية التي هجرها المواطن وأصبح تفاعله الأكبر مع مواقع التواصل الاجتماعي التي يجيد العدو سواء الخارجى أو الداخلى التعامل معها، فتجد الوجوه الكالحة التي فقدت مصداقيتها لدى المواطن هي التي تعوى طوال الوقت، محذرة من الاستجابة للدعوات التخريبية، ونجد حالة من الاستنفار الأمني والقبض العشوائي على بعض الشباب الذي لا يمت بصلة للجماعة الإرهابية فيزيد ذلك من حالة الاحتقان وكسب المؤيدين للدعوة التخريبية.

إذن فالدعوات التخريبية للأوطان وطرق التفاعل معها من قبل الحكومة إما أن يؤدى إلى وأدها، وإما أن يسير في الطريق العكسي تمامًا، وهنا لابد أن تدرك الحكومة أن سياساتها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية تجاه الشعب هي المحدد الرئيسي تجاه الدعوات التخريبية، فإذا كانت تلك السياسات تعمل لصالح المواطن وتسعى بقوة للتخفيف عن كاهله والتصدى بقوة للمتاجرين بقوته اليومى والذين لا يقلون خطورة عن الإرهابيين الداعين لتخريب الوطن فإن مصير كل الدعوات التخريبية إلى زوال، إما أن تظل الحكومة عاجزة عن التصدى للمتاجرين بقوت الشعب وغير قادرة على توفير الاحتياجات الضرورية للحياة للغالبية العظمى من المواطنين، فإنها بذلك تفقد كثيرًا من رصيدها الاجتماعي الذي يمكن أن يكون فريسة سهلة لأصحاب الدعوات التخريبية فينضم إليهم ويستجيب لدعواتهم للخروج، هذه هي روشتة العلاج الناجحة لمواجهة الدعوات التخريبية للأوطان.. اللهم بلغت.. اللهم فاشهد.
Advertisements
الجريدة الرسمية