رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

شرف وقنديل والببلاوي والبرادعي نماذج فرضها الشارع علينا!


لابد أن نعترف أن افتقاد النجاح والكفاءة لدى حكوماتنا المتعاقبة -ولا نبرئ الحكومة الحالية منه- دفع إلى تعميق الأزمات والاستنزاف الاقتصادي لزيارة الأجور وتوقف الإنتاج وتآكل الاحتياطي الأجنبي في مواجهة سقف عالٍ من المطالب والطموحات الشعبية التي صاحبت اندلاع ثورتين كبرتين نجحت إرادة الشعب في فرض القول الفصل فيهما، ومن ثم خُيل إليه -أي الشعب- إمكانية تحقيق الأحلام والأماني بضغطة زر دون أن يبذل الجهد المطلوب والعرق والدموع لتعويض ما فقدناه، وتفويت الفرصة على الأعداء الذين لم يكونوا بعيدين أبدًا عما يجري لمصر المحروسة في السنوات الست العجاف بعد يناير 2011.


لا يمكن لأي منصف حين يشرع في تقييم أحوالنا الاقتصادية وأسباب تدهورها أن يغفل حالة الانفلات الأمني، وإغلاق آلاف المصانع، وزيادة البطالة في أعقاب الثورة وما تلاها من غلاء في الأسعار وارتفاع معدلات التضخم بصورة غير مسبوقة.

ولعل أبرز النماذج التي فرضها الشارع لرئاسة الحكومة الدكاترة عصام شرف، وهشام قنديل، والببلاوي، والبرادعي، الذين لم يضبط واحد منهم يؤسس لمرحلة انتقالية عادلة ناجزة، بسياسات رشيدة وإجراءات قوية.. بل بالعكس أضاع "شرف" هيبة الدولة، وكرس للخروج على القانون؛ بدعوى أن الشعب في حاجة لمن يحتويه أو يطبطب عليه، بدلًا من تبصيره بحقيقة الأوضاع المرة؛ وهو ما شجع على البلطجة وتحدى سلطة الدولة، وتعطيل مرافقها واستنزافها إلى أقصى درجة..

وجاء هشام قنديل رئيس وزراء الإخوان وكان همه الشاغل تمكين الجماعة من مفاصل الدولة، وإقصاء من ليس منتميًا إليها.. وبدلًا من أن يكون الببلاوي القامة الاقتصادية والسياسية الكبيرة سببًا في الخروج من نفق التردي الذي أدخلتنا فيه حكومات ما بعد الثورة، وجدناه هو الآخر جزءًا من المشكلة وليس الحل؛ حيث جاءت قراراته متأخرة مترددة، خصوصًا في فض اعتصامات رابعة والنهضة؛ الأمر الذي سمح بتمدد الإرهاب وتوحشه حتى كاد يبتلع مصر التي وجد الخارج ذريعة سائغة للتدخل في شئونها.

أما البرادعي فقد مارس هوايته في الهروب، حتى وهو على رأس الحكومة نائبًا لرئيس الجمهورية آنذاك، جاعلًا مصر لقمة سائغة في أفواه المتربصين بها الذين ارتكزوا على موقفه المتخاذل المخزي في نقد الدولة، وممارسة هوايته في بث سموم الكراهية من خلال تويتاته الملعونة.
Advertisements
الجريدة الرسمية