رئيس التحرير
عصام كامل

سكينة فؤاد عن العلاقات مع السعودية: الخلاف في الرأي لن يفسد للود قضية وما بيننا أكبر من الصغائر

فيتو

  • أردوغان لا يدرك أن اللعب بالنار ليس في مصلحة تركيا
  • لا يليق بالكبار أن يتحدثوا عمن أعطى وأفاض ومنح

قالت الكاتبة الصحفية سكينة فؤاد، مستشارة الرئيس السابق عدلي منصور، إن ما بين مصر والسعودية أكبر من أن تؤثر فيه وجهات النظر المختلفة، مطالبة النافخين في النار بين الدولتين بالتوقف، وأشارت «فؤاد» في حوار مع «فيتو» إلى أن تصويت مصر في مجلس الأمن بشأن الأزمة السورية كان لصالح الشعب السورى وليس ضد شقيقتها السعودية، مطالبة تركيا بعدم التلاعب بالنار، وخاصة أنه لن يحقق أهدافها، ولفتت إلى أن الجماعات الإرهابية من مصلحتها إشعال النيران، مطالبة الدول العربية بإعداد قانون "جاستا" لمحاكمة الإدارة الأمريكية على ما ارتكبته من جرائم في حق الشعوب العربية.. وإلى نص الحوار:


> بداية.. كيف ترين العلاقات المصرية السعودية والتوترات التي تشوبها حاليا؟
ما تمر به الأمة من مخططات، وإشعال النار وتدمير ما تبقى من دول، ومن قوى صامدة يجب أن ننتبه إليه جيدا، والخلاف في الرؤى ووجهات النظر لا يفسد للأشقاء وللكبار قضية على الإطلاق، وما بين مصر والسعودية أكبر من أن تؤثر فيه اختلاف في وجهات النظر، يجب أن يكون أي خلاف في وجهات النظر محل حوار بين الدولتين، وفاهم بينهما، لا أصدق أن نتحدث فيمن أعطى ومن أفاض ومن منح، نظرًا لأن ذلك لا يليق بالكبار المعايرة بـالعطاء المتبادل، والحفاظ على المصالح، نظرًا لأنه من المؤكد أن مصر حريصة على مصالح السعودية وأيضا السعودية حريصة على مصالح مصر.
والدولتان تدركان حجم المخاطر، وعلى النافخين في النار أن يتوقفوا، وأن نسعى لرأب الصدع، وعدم السماح لتعميق أي جراح أو آلام، فكل دولة لها قدرها، ومصر دولة كبيرة تعرف كيف تحترم، وكيف تقدر ومن المؤكد أن السعودية أيضًا تعرف قدر مصر، وأن الدولتين يعرفان أهمية التواصل جيدًا، وقوة الترابط بينهما، وكل وجهات النظر المختلفة في مجموعة من القضايا، يجب ألا تترك دون مناقشات وحوارات، والكبار دائمًا يعرفون أقدار بعضهم، ماذا تبقى في المنطقة بعد مصر والسعودية، ومن يريد أن يشق بينهما لينفرد المخطط الاستعمارى الأمريكى الصهيونى، لينفرد بكل دولة على حدة، بالأمس يعدون للسعودية “جاستا” ثم يريدون أن يشعلوا النيران بين مصر والسعودية، أثق أن الدولتين بكل حكمائهما وراشديهما تسعيان لرأب الصدع، لاستنهاض كل قيم الأخوة، وعدم السماح لهذا المخطط الشيطانى بأن يجتاح،، أثق في أن احترام الدولتين هو محل اعتبار بينهما، ويجب ألا نسمح بمن يريدون شق الصف؛ لأن مصر أسقطت المخطط.

> هل من الممكن أن يكون للإمارات دور في تقريب وجهات النظر بين مصر والسعودية؟
من المؤكد أن الأشقاء الذين يدركون المخاطر التي تحيط بالأمة، سيتدخلون لاحباط محاولات الإضرار أو كسر الجسور بين مصر والسعودية، من المؤكد أن الأمة تملك من الحكماء، والعارفين بأهمية أنه لا نسمح للمخطط الشيطانى دوليا وصهيونيا وأمريكيا وإقليميا وداخليا، وألا نسمح لهم سواء في مصر أو السعودية أو في أي مكان بتنفيذ مخططاتهم.

> ما تفسيرك لتصويت مصر لصالح القرار الروسى بشأن سوريا ضد السعودية وهل كان ذلك سببا في الأزمة؟
مصر صوتت لصالح الشعب السورى، وضد حماية الجماعات الإرهابية ولوحدة الأرض السورية، موقف مصر المبدئى في جميع القضايا هو احترام إرادة الشعوب، ومنع ما تتعرض له الشعوب من تدمير ومنع سيطرة القوى والجماعات الإرهابية، التي تريد الإدارة الأمريكية أن تستخدمها في مؤامراتها ضد الأمة العربية.
مصر لم تصوت ضد السعودية، لكنها صوتت لصالح الشعب السورى، ولعدم تقسيم سوريا وحماية الشعب السورى، وأن يكون صاحب القرار في اختيار ما يفيده، مصر لا يمكن أن تأخذ موقفا ضد أي دولة عربية ولكنها لصالح الحل السياسي الذي يرتضيه الشعب السورى ولعدم تقسيم الدولة السورية، ولعدم تحقيق المخطط الأمريكى الصهيونى، الإقليمى لتحطيم سوريا وتفتيتها.

> هل يمكن أن تستفيد إيران من توتر العلاقة بين الرياض والقاهرة وأين مصلحة الجانب التركى في ذلك؟
لا أريد أن نشعل مزيدا من النار في المنطقة، ما بين مصر والسعودية يجب أن يكون أكبر من أي تداخل من أي قوة، كما ينبغى على طهران أن تدرك أن اشعال النار في المنطقة لن يكون في مصلحتها أتمنى أن تدرك أيضا تركيا أن اللعب بالنار لن يحقق أي أهداف ولن يكون في النهاية إلا على حسابها وليس في صالحها، وستدفع ثمنه وأتمنى أن تدرك جميع دول المنطقة أنه ليس من مصلحتها إشعال النيران، لأن النار ستحرق الجميع.

> هل ترين لجماعة الإخوان الإرهابية دورا في توتر العلاقات بين مصر والسعودية؟
كل كاره لمصر ويراهن لإسقاط دولة 30 يونيو، ويصيبه الجنون من أن تتقدم مصر إلى الأمام، أصحاب مخططات الغدر والدم الذين أسقطهم الشعب المصرى في 30 يونيو، لا يريدون أي تقدم لمصر، وعلاقات قوية مع أشقائها واستنهاض عناصر القوة، بالطبع جماعات الإرهاب الذين نقاومهم، يريدون إشعال النار، وكل من يدعم موقف وقوة مصر وما تتقدم به مصر لمواجهة المشكلات والتحديات، والظروف الصعبة التي تعبرها مصر تريد جماعات الإرهاب هدمها وإشعال النيران فيها.

> كيف ترين دور الإعلام المصرى والسعودى في توتر العلاقات بين البلدين وهل كان سببا رئيسيا كما يقول البعض؟
أتمنى على الإعلام أن يكون شريكا في رأب الصدع وفى جمع الأمة وليس في شتاتها، الإعلام الوطنى المحترم دوره الأساسى، دعم واستنهاض عناصر القوة، وكشف النقاط الخطر، والتنبيه والتبصير بالمخاطر، وكشف مناطق القوة والتلاقى والتواصل، عبر حلقات كثيرة، وأتمنى على الإعلام في البلدين أن يكون صاحب دور بناء، في رأب الصدع، وفى إسقاط المخطط الاستعمارى وإسقاط مخطط تدمير هذه الأمة.

> ما أفضل الفترات التي عاشتها مصر والسعودية وهل تراجعت العلاقات بعد وفاة الملك عبد الله؟
رحمة الله على العاهل السعودى الكبير الملك عبد الله، وإيمانه بقيمة مصر، وعلى كل حال السلالة الطيبة أثق أنها تمتلك نفس المقومات والمبادئ، بالطبع مرحلة الملك عبد الله شهدت الكثير، لكن كلهم أبناء أصالة عربية، وأثق في إدراكهم قيمة مصر، وأهمية التواصل مع دولة بحجم وقيمة مصر.

> هل تريد أمريكا الوقيعة بين الدول العربية خاصة بعد قانون جاستا؟
أتمنى أن نرد على جاستا الأمريكى بقانون يحاكم الإدارة الأمريكية، على ما ارتكبته من جرائم في حق الأمة، أتمنى على الجامعة العربية وأمينها العام أحمد أبو الغيط، أن يقود مبادرة تشارك فيها جميع الدول العربية، بإيقاف هذا التدخل الذي دمر دولا عربية، والذي دعم جماعات إرهابية، الذي أعطى نفسه حق إدارة تدمير المنطقة، ووضع مخطط التقسيم العرقى، والدينى والطائفى، أمريكا يجب أن تحاسب، يجب أن تقوم الدول العربية بإعداد قانون جاستا لصالح الدول العربية.
أمريكا ارتكبت جرائم حرب شردت مئات الآلاف ودمرت دولا، كيف نصمت على ما فعلته هذه المخططات الأمريكية من أجل المصالح الصهيونية، من أجل أن يسود الكيان الصهيونى في المنطقة، جاستا التي تصورت أنها تحاكم وتبتز الأشقاء في السعودية يجب أن يكون هذه الادعاء الذي يستند إليه هذا القانون، نريد قانون جاستا لصالح الدول العربية، يستند إلى حقائق على الأرض، وليس إلى ادعاءات كما الجاستا الأمريكية.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لــ "فيتو"

الجريدة الرسمية