رئيس التحرير
عصام كامل

محمود السعدني يكتب: يا خسارة على السويس بعد شعراوي

محمود السعدنى
محمود السعدنى

في مجلة صباح الخير عام 1964 كتب محمود السعدنى مقالا عن مدينة السويس قال فيه:

ياميت خسارة على السويس بعد شعراوى جمعة، فقد كان للمدينة خير ابن وخير أخ وخير والد، لم يكن محافظ بشوارب وعساكر وهيلمان.. لكنه كان خادما لشعب السويس، وعساكره حراسا على مصالحهم، وموظفوه مجندون للضعيف حتى يأخذوا له الحق من القوى.


ياميت خسارة على السويس بعد شعراوى.. نموذج المثقف الثورى الاشتراكى والمحافظ الثورى الاشتراكى الذي لم ينشئ بلاجًا لكنه مد شبكة مجارى في أفقر أحياء المدينة، الرجل الذي لم ينشر إعلانا في جريدة، ولم يدع صحفيا إلى وليمة، ولم يصدر أعدادا خاصة عن أمجاده في السويس.

شعراوى جمعة الصامت الذي كان صمته أقوى من الكلام، الطيب الذي كان في الحق أقوى من عنترة، القوى الذي كان مع الضعفاء أرق من الحمامة.

لكن ياميت أهلا وسهلا بشعراوى جمعة في حقل السياسة العربية في خدمة الجمهورية وزيرا للدولة.

عرفت شعراوى محافظا للسويس فلم أحبه لأنه بجرة قلم ألغ مشروعات كثيرة منها مد بلاجات السويس وإقامة فنادق سياحية على قمة الجبل، وشاليهات تحت الإنشاء، خصص شعراوى كل الاعتمادات لمد شبكة مجارى في حى الأربعين وتوصيل الكهرباء حول سيد الغريب.

عاش ثلاث سنوات في السويس مثالا للمحافظ الثورى، وكان منصبه تكليفا لا تشريفا، وعملا متواصلا وليس بغددة ومنجهة وعربة فارهة.

دور شعراوى جمعة في السويس هو درس بليغ لكل أصحاب المناصب وأهل الريادة والقيادة في المجتمع.. تحية مخلصة له.
الجريدة الرسمية