رئيس التحرير
عصام كامل

حكاية الشهيد عادل رجائي.. أغرق أنفاق سيناء فاغتاله الإرهاب (تقرير)

الشهيد عادل رجائي
الشهيد عادل رجائي

كان العميد عادل رجائي، قائد الفرقة التاسعة المدرعة، باحثًا عن الشهادة، وقد أخبر ضباطه والمقربين منه بذلك، حتى نالها أمس السبت، أمام منزله عندما خرج متوجهًا إلى عمله.. قصة الشهيد العميد مع أحد ضباطه يرويها الكاتب أسامة الشاذلي، فيسرد حكايته معه عندما كان يعمل ضابطًا تحت رئاسة الشهيد.


أول لقاء
يحكي أسامة الشاذلي عن أول لقاء له مع الشهيد رجائي، قائلًا: "يقترب الرائد من الضابط الصغير بهدوء، يدرك جيدًا أن تلك تجربته الأولى في مشروع ضخم بهذا الحجم في سيناء، يجلس بجواره على الأرض رغم فارق الرتب بينهما، يرتبك الضابط الصغير فيبتسم هو مطمئنًا إياه رابتًا على كتفه.. يخرج سيجارة من جيبه ويقدمها للصغير كسرًا للحواجز ثم يسأله: أنت دخلت الكلية الحربية ليه؟ يرتبك الصغير ويجيب في تلعثم واضح: حضرتك حتضحك عليا لو جاوبت.. يقول في ثقة وهو ينفث دخان سيجارته بعيدًا: يبقى عايز تموت شهيد، أنا كمان عايز أكون شهيد".

يستطرد الشاذلي في حكايته التي رواها في تدوينة على صفحته الشخصية بفيس بوك: "صار الرائد عميدًا، تكلفه قيادته بتحمل مسئولية هدم الأنفاق في سيناء، يجتمع بضباطه لتنفيذ المهمة، يشرح لهم خطورة هذه الأنفاق على الوطن يقاطعونه لأنهم يدركون جيدًا من يكون، يتسابقون للمشاركة فيبتسم كعادته ويتركهم ليطمئن على حال جندي مريض في سرية الإشارة وفي الصباح يكون في سيارته على رأس الرتل المتحرك لتنفيذ المهمة".

ضابط لا ينام
يضيف "الشاذلي" في روايته عن الشهيد رجائي: "يقولون أنه تقريبًا لا ينام، بينما كان يعرف أن تلك الغفوات القصيرة في السيارة كافية تمامًا، الأهم هو تنفيذ المهمة في أقرب وقت، يعود في النهاية لشقته الصغيرة في مدينة العبور لتستقبله زوجته تسأله عن الحال فيبتسم مجددًا ويقول بثقة: مصر لا تنهزم، مصر لن تموت، حتى وإن مرضت".

فرق مدرعة
وتابع الشاذلي: "أربعة فرق مدرعة في الجيش المصري، يصل لقيادتها أولئك المتميزون الذين أدوا مشوارًا احترافيًا يليق بتلك المهمة الصعبة، يتم تعيين العميد عادل رجائي قائدًا للفرقة التاسعة المدرعة في دهشور، ما زال الرجل يملك حلمه بالشهادة، ما زال هو نفس الضابط الحريص على تناول الوجبات بين جنوده، صار بعيدًا الآن عن ميدان العمليات في سيناء لكن قلبه أبدًا لم يبتعد".

الاستعداد للحرب
لم يكن الشهيد يشعر أنه في حالة عادية، بل كان يتأهب دائمًا لحالة حرب، حيث يقول الشاذلي عن العميد رجائي: "يواظب على حضور كل مشروعات وحداته الفرعية وإبداء الملاحظات، يشير الضباط الأقل رتبة إلى أنه يبدو دائما وكأنه في حالة حرب عند كل مشروع، بينما يبدو في أوقات التدريب العادية مثل أخ أكبر، يقولون إن صوت الطلقات يعيده دائمًا لخانة المقاتل الباحث عن الشهادة، لهذا عندما أطلق عليه الإرهابيون الرصاص ابتسم لأنه يسمع الطلقات".

وأضاف أسامة الشاذلي: "تلقى هذا الوعد من ربه بذلك الوسام الرباني - الشهادة - الذي لا يمنحه الله إلا لمن يستحق، ألقى نظرة وداع أخيرة على بيته واطمأن لأنه حقق ما يريد.. غابت الروح وغادرت الجسد لتستقر بين يدي الرحمن في ثقة العابد الزاهد العاشق الذي يعرف أن أرض الوطن تحررها وتبنيها دماء الشهداء.. كنت هذا الضابط الصغير الذي حدثه الشهيد".

ومن جانبه، نعى الكاتب والروائي إبراهيم عبد المجيد، الشهيد "عادل رجائي" في تغريدة على تويتر قائلًا: "الشهيد العميد عادل رجائي هو من قام بإغراق الأنفاق في سيناء ومن قتله ليس الإرهاب فقط، لكن معهم التجار الكبار الذين كانت الأنفاق تجارتهم القذرة".
الجريدة الرسمية