رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

روح انتصار أكتوبر.. وثغرة الدفرسوار !


ما إن تحدثنا عن انتصار 6 أكتوبر العظيم إلا وفى أثناء الحوار يطرح علينا سؤال عن الثغرة في الدفرسوار، والحقيقة قد يغيب عن البعض واقع المعارك الحربية، هناك من يتصور أن الجيوش المنتصرة يجب أن تخسر أفرادا أو معدات أو أجزاء من أرض المعركة، هذا أمر غير صحيح، في معركة 5 من يونيو 67، وبالرغم من هول ما حدث لنا إلا  أن هناك مواجهات كان للجيش المصرى اليد العليا، يروى لنا الجندى محمود القبلاوى، عندما انقطع التواصل مع القيادة في سيناء أنه واثنين من الجنود في سيناء، تعاملوا مع العدو ودمروا له 7دبابات، وأسروا جنديا صهيونيا، وكانت مشكلتهم أين يذهبون به، وحافظوا عليه وعبروا به إلى بورسعيد، معركة رأس العش وبطولة أبطال الصاعقة وتدمير قول كامل للصهاينة وإفشال دخولهم بور فؤاد، وكثير من البطولات التي حدثت في معركة من جانب واحد، ولم يشارك وظلم فيها الجيش المصرى.


حقيقة أن الثغرة التي حدثت في الدفرسوار، حاول العدو تصويرها أنها المعركة الحقيقية في أكتوبر 73، وهذا غير صحيح على الإطلاق، ولكن ما يؤلم البعض منا، خاصة، من كان يتابع الموقف العسكري منذ نكسة يونيو 67، وبالعودة إلى وثائق هذه الفترة، سنعرف أن جميع الدراسات والتقارير الميدانية أثبتت أن المنطقة الوحيدة التي قد يحاول العدو الصهيونى العبور إلى الإسماعيلية أو السويس، ستكون منطقة البحيرات المرة المواجهة لمنطقة الدفرسوار، وبناء عليه تم الإعداد والاستعداد لمواجهة هذا الاحتمال، وتم إعداد قوة متخصصة للتعامل مع طبيعة الأرض، وهذه المنطقة هي التي تقع بين الجيشين الثالث والرابع، والتي تعتبر أضعف نقطة في خطوط المواجهة، وبعد عبور الجيش المصرى القناة، حدث اندفاع للقوات، ووسط نجاحات قواتنا تسللت قوات العدو إلى منطقة البحيرات المرة، وكان الهدف دخول الإسماعيلية، ولكن واجهت مقاومة شديدة من قوات الصاعقة، بقيادة النقيب اجلال باشا الذي أوقف تقدمها فاتجهت نحو السويس، وحدث ما حدث..

بداية المعالجة لم تكن غير حاسمة من البداية، فالرئيس أنور السادات لم يدرك خطورة ما حدث، برغم أنه علم بها بطريقة توحى بأنها أمر غير عادى، علم بها ليس من قادة الجيش ولكن من عدد من الضباط الشباب، ذهب إلى الرئيس السادات في منتصف الليل، وتم إبلاغه بانقسام القيادة والأمر خطير، وبناء عليه اجتمع في التاسعة صباحا الرئيس بدون نوم بالقيادة، وحتى لا نتوه في التفاصيل، كان هناك رؤيتان الأولى التعامل مع الثغرة بالقوات القريبة وعدم سحب أي جندى من سيناء، وهذه الرؤية كان يتزعمها الفريق أول أحمد إسماعيل على وزير الحربية، والرؤية الثانية التي كان يراها الفريق سعد الدين الشاذلى رئيس الأركان التي تطالب بعودة جزء من القوات التي سبق وأعدت وجهزت لمثل هذا الموقف، واتخذ السادات القرار بعدم سحب جندى من سيناء بدعوى... أنه اتخذ القرار بعد مطالبة سعدالدين الشاذلى وانهياره تماما، ولكن الذي يرد على السادات الفريق أول أحمد إسماعيل على وزير الحربية الذي اعترف للشاذلى وهو على فراش الموت بصحة رؤيته للقضاء على الثغرة، وشهد الفريق أول محمد عبدالغنى الجمسى وزير الدفاع الأسبق أن الشاذلى لم ينهار مطلقا، بل كان بين جنوده في سيناء، وحتى يوم 20 من أكتوبر كان في سيناء ورأيته عائدا في كامل لياقته، وأخيرا رأى اللواء حاتم عبداللطيف أن اتخاذ القرار مسئولية السادات، ولكن سعدالدين الشاذلى هو مهندس الحرب وكان لابد من الموافقة على رؤيته!

نخلص إلى أن المعركة ليست اكتساحا والأمر من طرف واحد، خاصة وأنت تقاتل جيشا وراءه قوى الشر الغربية كلها وعلى رأسها الولايات المتحدة الصهيونية الأمريكية، والمؤكد أن انتصار 6 من أكتوبر 73 المجيد لا يقلل منه تلك الثغرة التي حاول بها العدو إيهام العالم بعكس الواقع، وتحية للأبطال في شهر أكتوبر المجيد.. وما أحوجنا إلى روح أكتوبر لانتشال مصر من الواقع الذي تمر به، والذي يحتم علينا التكاتف وليس الاختلاف.. وتحيا مصر

Advertisements
الجريدة الرسمية