رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. العالم ينتظر تعامد الشمس على وجه «رمسيس» بـ«أبوسمبل».. الاحتفال بذكرى تتويجه ملكًا على العرش.. عروض فنية وحفلات ساهرة بالمعبد.. ومعجزة الفراعنة الفلكية تجذب أنظار العالم إ

تعامد الشمس على وجه
تعامد الشمس على وجه «رمسيس» بأبوسمبل

تستعد مدينة «أبوسمبل» السياحية بأسوان، اليوم الجمعة، لاستقبال الزائرين من مختلف دول العالم للاحتفال بتعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني الموجود في معبد أبوسمبل، وسط أجواء من البهجة واحتفالات تبدأ من اليوم وتنتهى عقب لحظة التعامد صباح غد السبت.


تعامد الشمس
غابت الشمس عن تمثال رمسيس الثاني في ذكرى ميلاده بشهر فبراير الماضي، وجلس العالم ينتظر تعامد الشمس سواء الزائرين المتواجدين داخل المعبد أو المتابعين في مختلف القنوات الفضائية المصرية والعالمية، ولم تستطع الشمس في وقتها التعامد، ما أصاب الجميع بالدهشة لأنها تلك المرة الأولى التي تغيب فيها الشمس عن تمثال رمسيس الثاني.

الاحتفالات
تنظم في مدينة «أبوسمبل» العديد من الفعاليات للاحتفال بهذا الحدث العالمي الفلكي الفريد، والذي سيتم تغطيته إعلاميًا من خلال وسائل الإعلام ووكالات الأنباء المحلية والعالمية، واستعدادًا لهذه الفعاليات تم التنسيق مع الأجهزة الأمنية والتنفيذية وممثلي وزارات الآثار والثقافة والسياحة إلى غرفة شركات السياحية ونقابة المرشدين السياحيين لخرج الحدث بشكل يليق بأهمية الظاهرة.

رحلات الطيران
واستجاب وزير الطيران شريف فتحي بالتصديق على قيام شركة مصر للطيران بتطبيق خصم على قيمة تذاكر السفر بين القاهرة وأبوسمبل لتسهيل توافد الزائرين والأفواج السياحية ووكالات الأنباء لحضور تعامد الشمس.

فرق الفنون الشعبية
وتشارك وزارة الثقافة في الاحتفالات من خلال فرق الفنون الشعبية، هي فرق سوهاج وقنا والأقصر وأسوان وتوشكى والموسيقى العربية.

خطة التأمين
ووضع مدير أمن أسوان اللواء مجدي موسى خطة أمنية محكمة للتأمين خلال الاحتفالات بالظاهرة شارك فيها جميع التخصصات الشرطية، فضلًا عن مشاركة وزارت الآثار والشباب والرياضة والتضامن الاجتماعي لخروج المهرجان بالشكل الحضاري المطلوب، وخاصة أن ذلك سيبث رسالة بأن المقاصد السياحية المصرية ومنها أسوان وأبوسمبل تفتح ذراعيها لاستقبال الأفواج السياحية في ظل توافر مناخ الأمن والأمان.

قائمة الحضور
يحضر فعاليات الاحتفال بمهرجان تعامد الشمس على معبدي رمسيس الثاني وزير الثقافة حلمى النمنم ووزير الآثار الدكتور خالد العناني، وسيتم في يومها الأول الجمعة 21 أكتوبر، وضع حجر الأساس للمسرح الفرعوني بحي منشية النوبة بمدينة أبوسمبل السياحية على مساحة 5170 م2، ثم سيتم تنظيم ديفيلة عرض لفرق الفنون الشعبية من ميدان البنوك وحتى مدخل المعبد يعقبه افتتاح معرض أبوسمبل في عيون الفنانين بقاعة عرض المعبد.

وتشمل الفعاليات عرض الصوت والضوء لضيوف المهرجان والأفواج السياحية المنتظر تدفقها على المدينة، وسيتم تكريم 4 من الشخصيات التي ساهمت في إنقاذ معبدي أبوسمبل هم الموسيقار عزيز الشوان والفنان بيكار، والمهندس كمال طلبة والأثري عابدين صيام، ثم يلى ذلك تنظيم حفل فني يضم فقرات وعروضا لفرق الفنون الشعبية داخل صحن المعبد ليكون خلفيتة شموخ وعظمة الحضارة المصرية المتمثلة في معبدي رمسيس الثاني ونفرتاري.

حفل فني
وينظم حفل فني آخر بمسرح السوق لأهالي وزائري مدينة «أبوسمبل» السياحية في نهاية اليوم الأول، وتنتهي الفعاليات صباح غد السبت 22 أكتوبر بمشاهدة ظاهرة تعامد الشمس، والذي من المتوقع أن يشهده آلاف السائحين والمصريين، وسيتزامن أثناء حدوث الظاهرة تقديم فقرات فنية للفرق المشاركة في الفعاليات بساحة المعبد.

وتعد لحظة تعامد الشمس ظاهرة فريدة وإحدى معجزات الفراعنة، حيث تأتي المعجزة الأولى عند تعامد الشمس على تمثال رمسيس الثاني في الساعة 6:24 صباحًا من يوم 22 فبراير كل عام وهى احتفالًا بميلاد رمسيس، أم الثانية في الساعة 5:55 صباحًا يوم 22 أكتوبر احتفالا بذكرى تتويجه وتوليته عرش مصر.

شعاع الشمس
ويتسلل شعاع الشمس على وجه الملك ويملؤه نورًا داخل حجرته في قدس الأقداس تعكس، ما يعكس شعورًا بالرهبة والسحر والغموض في جمال منظر شعاع الشمس، الذي يتحول إلى حزمة ضوئية تضىء وجه التماثيل الأربعة داخل المعبد.

ويعد معبد «أبوسمبل» أكبر معبد منحوت في الصخر بالعالم وهو تحفة معمارية وهندسية للقدماء المصريين، نُحت في صخرة على الضفة الغربية للنيل، وللمعبد واجهة ضخمة تضم أربعة تماثيل لرمسيس منحوتة في الصخر وتماثيل أخرى يجلس اثنان منهما على كل جانب بالمدخل، وتمثل الملك رمسيس مرتديا التاج المزدوج لمصر وبين أرجل كل تمثال نجد تماثيل للملكة نفرتارى والأطفال الملكيين، تمثال لإله الشمس «رع حور ماخيس»، الذي له رأس الصقر.

وتوصل علماء الفلك إلى أنه بالرغم من مرور آلاف السنين على بناء المعبد إلا أن المواعيد التي حددها علماء الفلك القدماء لن تتغير، موضحين أن سر تلك الظاهرة يكمن في نتيجة الحركة الحقيقية لدوران الأرض في مدى شبه دائرى حول الشمس وتتبعه حركة ظاهرية تسمى بدائرة البروج السماوية وهى دائرة تميل بمقدار 23.5 درجة ويطلق عليها الفلكيون دائرة الاستواء السماوي.

مواقيت تعامد الشمس
واختلفت مواقيت تعامد الشمس على تمثال رمسيس، حيث إنها كانت يومى 21 أكتوبر و21 فبراير قبل عام 1964، ولكن بعد نقل معبد أبوسمبل لإنقاذه من الغرق تحت مياه بحيرة السد العالى في بداية الستينات من القرن الماضى، من موقعه القديم ونحته داخل الجبل في موقعه الحالى، أصبحت الظاهرة تتكرر يومى 22 أكتوبر و22 فبراير، لتغير خطوط العرض والطول بعد نقل المعبد 120 مترًا غربًا بارتفاع 60 مترًا.

ومن ناحيته، قال الأثري حسام عبود مدير آثار «أبوسمبل» والنوبة: إن ظاهرة تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني تعد ظاهرة فريدة من نوعها حيث يبلغ عمرها 33 قرنًا من الزمان والتي جسدت التقدم العلمي الذي توصل له القدماء المصريون، وخاصة في علم الفلك والنحت والتخطيط والهندسة والتصوير والدليل على ذلك الآثار والمباني العريقة التي شيدوها في كل مكان.
الجريدة الرسمية