رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

د. مختار غباشي: الخلاف المصري السعودي قديم وخفي وما حدث «سحابة صيف»

فيتو


  •  القضية الفلسطينية تاهت دبلوماسيًا ولا أمل في حلها والجامعة العربية انتهت 
  • أؤيد رفض مصر لعرض إيران بتزويدها بالنفط وإرسال سياح 
  •  من يتحدث عن حل دبلوماسي للقضية الفلسطينية وأهم
  • العالم العربى يعانى من حالة تيه سياسي
  •  التحالف المصري الخليجي يعبر عن القوى الثابتة في المنطقة
  •  هناك 8 محطات للخلاف المصرى السعودى غير معلنة
  •  علينا إنهاء الحرب الباردة داخل العالم العربى
  •  العرض الإيرانى بشأن السياحة مكيدة لتعميق الهوة بين مصر والسعودية
  •  يجب أن نقف ضد كل القوى الموجودة داخل الأراضى السورية
  •  علينا ترويض القوتين التركية والإيرانية لخدمة مصالحنا
أدارت الندوة: إيمان مأمون

أعدتها للنشر: منى محمود - منيرة الجمل

فتحت الأزمة التي دارت مؤخرا بين مصر والسعودية ملف الخلافات العربية العربية وما يمكن أن يطلق عليه الحرب الباردة في العالم العربى الذي أصاب جزءًا منه الضعف والوهن والشيخوخة وأصاب الجزء الآخر التفتت والنزاع القبلى، فالخلافات الخفية وغير المعلنة كان لها الدور الرئيسى في إصابة العالم العربى بالشيخوخة وأصبحت كسرطان ينهش في جسد أمتنا العربية.
من هذا المنطلق حاولنا التطرق لبعض أوجاع الوطن العربى بداية من الأزمة المصرية السعودية مرورا بالوضع السورى والليبى والعراقى والفلسطينى من خلال استضافة "صالون فيتو" للدكتور مختار غباشى نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية، ومقرر لجنة التشريعات والشئون القانونية بالاتحاد العربي وعضو الجمعية المصرية للقانون الجنائي والدولي .


*ما هي رؤيتك لطبيعة العلاقات المصرية الخليجية وعلاقات مصر بالسعودية على وجه التحديد؟
تُعد السعودية رائدًا رئيسيًا بمنطقة الخليج العربي والأب الروحى لها، وتُعتبر العلاقات المصرية الخليجية هي الأهم في ظل هذا العالم العربى الذي يعانى من حالة تيه سياسي في ظل تحكم قوى إقليمية ودولية في العالم العربي، بما يشير إلى أن هذه المنطقة في موقف خطر، لذا فإن الكثيرين يعولون على التنسيق المصري الخليجي في ظل هذه الأوضاع، وفى الحقيقة فإن التحالف المصري الخليجي هو تحالف ضرورة لأنهما يمثلان القوى الثابتة في المنطقة، وهناك أهمية قصوى للعلاقات المصرية الخليجية، وبرزت هذه الأهمية من خلال موقف دول الخليج الداعم لمصر بعد 30 يونيو.

*هل ترى أن هناك خلافات غير معلن عنها بين مصر والسعودية بخلاف الظاهر على السطح بعد تصويت مصر لصالح المشروعين الروسي والفرنسي ؟
الخلاف المصري السعودي قديم وخفى فبخلاف اختلاف كل منهما في التعاطى مع عدد من القضايا في العديد من الملفات الإقليمية خاصة في الملف اليمني والسوري والليبى، هناك محطات مهمة توقفت عندها العلاقات المصرية السعودية ومنها الموقف المصري من إيران ومن بشار والموقف السعودي من ليبيا بخلاف التقارب مع تركيا أيضا التقارب المصرى الروسي أزعج المملكة السعودية دون أن تعلن عن ذلك، بخلاف الخلاف القديم في عهد الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر عندما دخلت مصر في حرب اليمن، ومعاهدة "كامب ديفيد" وغيرهما لكن تظل هناك اتفاقية دفاع مشترك خاصة بين مصر والسعودية منذ عام 1955 ولكن تصويت مصر على القرارين الفرنسي الأسبانى والقرار الروسي أظهر هذا الخلاف إلى العلن، وأبرز اختلاف الرؤية السعودية عن الرؤية المصرية تجاه عدد من القضايا المرتبطة بالدول العربية، ومع ذلك فإننى أعتقد أن الخلاف المصري السعودي بسيط وليس عميقا، وأرى صعوبة في ابتعاد الدولتين عن بعضهما البعض في هذا التوقيت، وأتمنى ألا يصل إلى قطيعة لأن هذا من شأنه أن يؤثر على العالم العربي كله .

*وكيف تقيم موقف مصر من التصويت لقرارين متضادين؟
لقد صوتت مصر لمصلحة القرارين الفرنسي الأسبانى والروسي، وبالرغم أن الظاهر من خلال القرارين أنهما ضد بعضهما البعض إلا أن الرؤية المصرية تشير إلى أنه في كافة الأحوال كلا القرارين لن يتم تمريرهما، لذا فإن مصر سعت لإرضاء الجانبين، أي أنها اتخذت الموقف الرمادى، وهذا خطأ وكنت أفضل عدم التصويت، فمن حقنا أن نمتنع عن التصويت كما فعلت الصين، ولكن عدم استخدام هذا الحق يُسأل عنه وزير الخارجية المصري .

*كيف يمكن لإيران الاستفادة من الأزمة القائمة بين مصر والسعودية؟
لقد دخلت إيران لكى تلعب على الجانبين المصري والسعودى، كما أنها تريد استغلال هذا الخلاف لصالحها بالطبع فالخلاف بين السعودية وإيران تاريخى.

*وكيف تقيم رفض مصر عرض إيران تزويدها بالنفط وإرسال سياح إيرانيين لزيارة المزارات السياحية الشيعية على الأراضي المصرية لتنشيط السياحة المصرية؟
هذا العرض الإيرانى نقدره، ولكننى أؤيد رفض مصر لهذا العرض، لأن قبوله سيزيد هوة الخلاف بين مصر والسعودية خاصة في ظل هذا التوقيت سينظر إليه بصفته مكيدة أو وقيعة تحاك لمصر وللسعودية التي يجب ألا تتهور علاقتهما أو تتأثر لأنها علاقة مهمة وضرورية للأمن القومى المصري والخليجي.

*هل تؤيد وجود حوار بين مصر وإيران؟
أؤيد وجود حوار مع إيران وأصف هذا الحوار بأنه "حوار الضرورة والمصلحة" كما يجب أن نصل إلى آليات نتعامل بها مع بعضنا البعض بدون أن تتدخل كل دولة منا في شئون الأخرى، ودون أن نؤثر على مقدرات بعضنا البعض، ولا مانع لأن يكون هدف هذا الحوار التوصل إلى آليات لحفظ الأمن القومى للشرق الأوسط بأكمله بعيدًا عن القوى الإقليمية والدولية التي تتدخل في المنطقة لمصلحتها، فالتوافق العربي الخليجي مع القوى الإقليمية المؤثرة كتركيا وإيران أهم من العلاقات العربية مع أمريكا وروسيا.

*هل تتوقع أن يحدث تقارب مصرى تركى ؟
في ظل عمق الخلاف المصري التركى كنت أرى أننا نُخطىء بخلافنا مع هذا القطب، وكذلك خلافنا مع إيران بصفتهما قوى إقليمية مؤثرة في قضايا العالم العربي، وعلينا أن نختار آليات أخرى للتعامل معها غير آليات المقاطعة، وحاليًا هناك محاولات من الطرفين المصري والتركي للتفاوض، والسعودية تلعب دورًا في هذا، وأرى أنه إن كان هناك ضرر من تلك القوتين التركية والإيرانية علينا على الأقل أن نضمن حيادهم وأن نروضهم لخدمة مصالحنا بصورة أو أخرى خاصة إذا كانوا متعمقين في الاتفاق والعلاقات مع أطراف عربية.

*هل للتراشق الإعلامي بين مصر والسعودية دورا في تأجج الأزمة بعد قطع النفط عنا والحديث عن سحب وديعة الـ 2 مليار دولار التي منحتها لمصر لتسهيل إبرام اتفاق مع صندوق النقد الدولي ؟

اعتبر أن ما حدث مؤخرا بين مصر والسعودية هو "سحابة صيف"، لأن هناك غضبا سعوديا خاصةً وأن المملكة ترى أن مصر الأخ الأكبر وحتمًا وبالضرورة أن تكون الدولتان بجوار بعضهما، ووجهة النظر السعودية هي أيضًا لمصلحة الشعب السوري وعلى مصر أن يكون بينها وبين السعودية توافق وأتمنى ألا تُسحب تلك الوديعة وألا يتطور الخلاف المصري السعودي، لأن العلاقة بين البلدين أعمق، وأكبر وأعز من ذلك، ولكن من الممكن في لحظة غضب أن نتحدث وندلي بتصريحات، وفي تصوري أن الجانبين تمكنا من احتواء كل تلك المواقف، فالاستثمارات بيننا ضخمة والأمل في العالم العربي على مصر والسعودية، وفي رأيي أنه لا خيار ولا اختيار ما بين هاتين القوتين في العالم العربي سوى التوافق والاتفاق ولا يوجد أي بدائل أخرى لأن هذا الخلاف هو خسارة مصرىة سعودية بالتساوي.

*في رأيك هل تاهت القضية الفلسطينية في ظل الظروف الراهنة ؟
القضية الفلسطينية تاهت وانتهت دبلوماسيًا، ولا أمل في حلها من يتحدث عن حل دبلوماسي للقضية الفلسطينية وأهم، فالعالم العربى قدم كل التنازلات المتاحة وكل التنازلات رفضت بحجة أمن إسرائيل، فمنذ عام 1991 وكل المفاوضات التي عقدت بين الجانب الفلسطينى والإسرائيلى بداية من مدريد وأوسلو 1، أوسلو 2 وشرم الشيخ وغيرها وصولا لمؤتمر انابولس 2007 لم يستطع العالم العربى أن يصل إلى شىء من أجل حل القضية.

*هل يمكن اعتبار أن المناورة العسكرية بين الجيش المصري ونظيره الروسي والتي تحمل اسم "حُماة الصداقة" مقدمة لدخول مصر الأراضى السورية ؟
اختارت مصر روسيا بحكم رؤيتها للوضع السياسي بالساحة السورية وبحكم أهمية الواقع الإقليمي والدولي، وترى مصر أنها تعزز من علاقاتها بروسيا. ولكن تعميق العلاقات لا يمكن أن يكون على حساب قوة عربية أو إقليمية علاقتنا بها مهمة، وهذه المناورات في هذا التوقيت لها معنى ورسائل، ولكن إلى أين ذاهبة تلك الرسائل أو المعاني "الله أعلم" ولكن من المستحيل أن تورط مصر جيشها في حرب بسوريا أو ليبيا.

*في النهاية كيف يمكن أن نخرج من تلك الأزمة ؟
في ظل القضايا الملتهبة التي يعيشها العالم العربي، اللون الرمادي غير مطلوب ولا ينبغي أن نكون رماديين بل يجب أن تمتلك القوى العربية ومنها مصر رؤية للعالم العربي بالمجمل ورؤية موحدة حول كل قضية ونحدد مواقفنا مع سوريا، ولبنان، وفلسطين، ونحدد أيضًا علاقتنا بالقوى الإقليمية مثل تركيا وإيران والدولية مثل أمريكا وورسيا لأن المواقف الرمادية في مثل هذا الالتباس ليس مطلوبًا وواجب أن نكون أكثر قدرة ووضوحًا وصراحةً وأرى أن جامعة الدول العربية انتهت وعليها أن تعيد صياغة ميثاقها وتعيد أطر علاقاتها ويكون لها مندوبيها في كل القضايا العربية، فمن العار ألا يكون بجانب مبعوث الأمم المتحدة مندوب عربي وأرى أن الأزمة في العالم العربي هي علاقته ببعضه وكيف يمكن أن ننهي الحروب السياسية الباردة بيننا.
Advertisements
الجريدة الرسمية