رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو والصور.. مافيا القبور تنتهك حرمة الموتى في الشرقية

فيتو

 لم يكن أحد يتصور أن غياب الضمير واللهاث وراء المال قد تجاوز تهديد حياة الآمنين وممتلكهاتهم ليطال المقابر سعيًا وراء الثراء ولو كان على حساب انتهاك حرمة الموتى، وتعتبر محافظة الشرقية من أولى المحافظات التي تنتشر فيها ظاهرة الاستيلاء على المقابر التي يغيب ملاكها عنها ليعبث عديمو الضمير برفات الموتى وأخذ الأرض عنوة لبيعها لآخرين دون أن يبالوا بما ألقوه من رفات على الأرض تبعثرها الرياح مع الأتربة.


  «فيتو» انتقلت لإحدى المقابر في المحافظة لكشف أكبر عملية استيلاء على مدافن الموتى وفي سرية تامة وبعيدًا عن أعين منتهكي حرمة الموتى، تم رصد حجرة بها عدد من المدافن الفارغة ممتلئة بالحشائش الكثيفة، وعثرنا فيها على أكفان ورفات بعض جثث الموتى في مشهد تقشعر له الأبدان.

يقول محمد، أحد سكان المنطقة المحيطة بالمقابر: منذ زمن طويل يتم الاستيلاء على بعض المدافن القديمة التي تركها ملاكها، ما أعطى الفرصة لعديمي الذمم لهدمها وإخراج العظام والجماجم والأكفان منها ونقلها إلى قبور فارغة أو تعبئتها في أجولة ودفنها في أي أماكن أخرى ثم إعادة بناء القبور القديمة وبيعها مرة أخرى للمواطنين بآلاف الجنيهات بتواطؤ من مسئولين.

وأضاف: "والله دا مايرضي ربنا أبدًا.. والناس عارفة كل ده وخايفين يتكلموا لأن دى فيها نهاية أي حد فينا، لكن الأعمار بيد الله، ومحدش بياخد الروح إلا اللي خالقها".

وأضاف "إبراهيم.م" ضابط متقاعد: تعرضت بعض المقابر للانتهاك، وفوجئنا بتحطم بعض القبور ونبشها، وشاهدنا الكلاب الضالة تنهش رفات بعض جثث الموتى المتناثرة في كثير من الأماكن، وتساءل: "أين دور الدولة في التنسيق بين الأجهزة الأمنية ودور مجالس المدن المنوطة بإعطاء تراخيص القبور؟".

وأشارت "فوقية.ع" ربة منزل إلى أن بعض موظفي الأجهزة التنفيذية وآخرين متواطئون فيما يحدث للحصول على حفنة من المال.

وناشد الأهالي المسئولين في المحافظة، وعلى رأسهم اللواء خالد سعيد محافظ الإقليم ووكيل وزارة الأوقاف والأجهزة الأمنية، بالتحقيق في جرائم انتهاك حرمة الموتى وسرقة المدافن والتدخل العاجل لإنقاذ حرمة الموتى داخل المقابر، وضبط المعتدين وتطبيق أشد العقوبات عليهم.
الجريدة الرسمية