رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

اعتراف بفضل صاحب كتاب «اعترافات صحفية»


شرفت بدعوتي لحضور حفل توقيع كتاب الزميل الراحل الأستاذ صلاح قبضايا «اعترافات صحفية» الذي أصدرته جريدة فيتو، وأشرف على إصداره الزميل الصحفي الكبير الأستاذ عصام كامل وأعتز كل الاعتزاز بأنني عضو أسرة الجريدة المحترمة.. هناك جوانب كثيرة لا يعرفها الكثيرون.. جوانب إنسانية.. مواقف رجولية.. حكايات إنسانية كانت معي وكان بطلها الراحل العظيم صلاح قبضايا أذكر بعضا منها:


عندما قامت حرب ٦ أكتوبر ١٩٧٣ كان قد صدر قرار بتعييني محررا بجريدة الجمهورية قبل أقل من شهرين فقط.. وطلبت إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة من الجريدة ترشيح خمسة محررين من الشباب للذهاب إلى خط النار كمحررين عسكريين ومراسلين حربيين وقع اختيار مجلس التحرير عليّ ومعي الزملاء محمد أبو الحديد وعبدالوهاب اليرقاني ورياض سيف النصر والسيد المعبدي وعبدالعال الباقوري.. كنت أصغر من وقع عليه الاختيار من كل الصحف، ولم يكن عندي أية خبرة بالشئون العسكرية وعمل المحرر العسكري والمراسل الحربي.

أخذنا دورة سريعة مكثفة خمسة أيام بإدارة الشئون المعنوية وتولى الإشراف عليها الشاعر الغنائي العقيد صلاح فايز.. واختارني للسفر إلى منطقة الجيش الثاني الميداني وركبت سيارة الجريدة التي يقودها المرحوم عم محمد هيكل ومعي الزملاء والمصور المرحوم إبراهيم عمر. وعلي خط النار التقيت بالزميل الصحفي الكبير صلاح قبضايا وأعطاني الكثير من النصائح، وقال لي تعال معنا إلى منطقة اسمها المزرعة الصينية، وهناك عرفني بضابط اسمه المقدم محمد حسين طنطاوي، وقال لي إن هذا الضابط أبلي بلاء حسنا في حرب اليمن وأنقذ كتيبة كاملة بفدائية عظيمة، وإنه سيكون له شأن عظيم في المستقبل لو كان هناك عدل..

ثم أخذنا إلى موقع آخر يقوده المقدم عبدالجابر أحمد على وهي الكتيبة التي دمرت للعدو ٣٨ دبابة وعرفني المقدم عبدالجابر على والمقاتل محمد عبدالعاطي صائد الدبابات، وكنت أول من قدمه للعالم واللواء عبدالجابر أحمد على حي رزق يشهد على صحة كلامي متعه الله بالصحة والعافية.

تحققت نبوءة صلاح قبضايا وصار المقدم محمد حسين طنطاوي واحدا من أعظم رجال القوات المسلحة وهو المشير محمد حسين طنطاوي متعه الله بالصحة والعافية..

موقف آخر للراحل صلاح قبضايا كان أكثر نبلا وشهامة:

في عام ١٩٨٨ عندما قامت الدولة بانقلاب على أصحاب شركات توظيف الأموال ومنهم شركة الريان بالطبع وقتها انتخبت عضوا بمجلس إدارة نقابة الصحفيين وحصلت على أعلي الأصوات.

كان لي في شركة الريان ٣٥ ألف جنيه هي كل ميراثي من المرحوم والدي.. حاولت الحصول عليها بشتي الطرق ولم أعرف، وقال لي مدير شركة الريان اذهب إلى مزرعة الريان أول الطريق الصحراوي ومعك الأوراق الدالة على أموالك ويمكنني أن آخذ بأموالي بعض الخيول أو الأبقار أو الأغنام أو العجول..

في المزرعة قابلت مشرفا زراعيا كان لاعبا سابقا بالترسانة وحذرني من أخذ الأغنام بأموالي وقال إنها مريضة بمرض الباساريللا.. سألته يعني إيه باساريللا فقال من يأكل لحمها لا ينجب أبدا!
قلت يانهار أسود..أخذ خيول إذن فقال: أخذ الخيول والأبقار بعض الشخصيات المهمة وليس أمامك إلا العجول البتلو لكن هناك مشكلة.. قلت: إيه تاني؟!
قال: تأخذها كلها مدبوحة 
قلت يا نهار أسود.. أخذ أربعين أو خمسين عجلا مذبوحا؟ كيف!

قلت بل أريدها حية حتى يمكن أن أبيعها.. فقال:
الوحيد الذي يملك هذا القرار رجل واحد في مصر هو الدكتور محمد حسن فج النور رئيس هيئة سوق المال.
قلت: عظيم أنه بلدياتي من قرية الدير مركز طوخ محافظة القليوبية
ذهبت إليه في قريته فضحك وقال: وتاخد عجول ليه خد فلوسك من نقابة الصحفيين.
قلت: يا محمد بلاش هزار مالها نقابة الصحفيين ومال فلوسي.

قال: والله العظيم لا أمزح.. عندي في أوارق الريان أن نقابة الصحفيين أخذت مبلع ٢ مليون جنيه من الريان قرض حسن للصحفيين المتعثرين بدون فوائد..

فرحت وذهبت لحضور اجتماع مجلس إدارة نقابة الصحفيين وكنت عضوا بمجلس الإدارة ومعنا المرحوم صلاح قبضايا عضوا .
شرحت لهم ما سمعت وهنا هب أحد أعضاء في مجلس النقابة وصرخ بأعلي صوته: انت بتتهمنا إننا حرامية.. أنت لازم تتحول للجنة تحقيق ولازم تفصل من المجلس.. بل تفصل من عضوية النقابة نفسها..

قلت له: اتكلم بأدب.. أنا أحكي لكم ما حدث معي شخصيا وهو مستعد لاستقبال وفد من مجلس النقابة ويقول لكم بنفسه هذه الحكاية بالمستندات..

هنا أكمل العضو الثائر ثورته ضدي بقيادة من أخذ المبلغ بيده من أحمد الريان وسانده بعض أعضاء المجلس وأصحبت أنا متهما مع أنني الذي كشف عن هذه الواقعة التي عرفتها بالصدفة، وأنا أبحث عن كيفية استرداد أموالي.

هنا ظهرت شهامة وجدعنة ورجولة صلاح قبضايا وثار ضد أعضاء المجلس وقال بدلا من هذه الغوغائية والبلطجة شكلوا وفدا يذهب إلى محمد حسن فج النور رئيس هيئة سوق المال وتأكدوا من صحة هذا الكلام من عدمه ثم حاكموه أو اعتذروا له.

ساندني في موقفي من مجلس النقابة السيدة الفاضلة سناء البيسي والأستاذة أمينة شفيق والصحفي المحترم سعيد سنيل والمرحوم مجدي مهنا.. وظل صلاح قبضايا يدافع عني وعن الحق وعن أموال الصحفيين بأعلي صوت.

ووقف بجانبي أيضا المرحوم الأستاذ مصطفى شردي وجريدة الوفد والأستاذ عباس الطرابيلي وانتهت الجلسة وانتهت دورة مجلس النقابة ومرت الأيام دون أن أعرف ماذا حدث بعد ذلك!
Advertisements
الجريدة الرسمية