رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

المواطن المصري.. بين الذات وصناعة الأزمات


دعوات جديدة للاحتجاج والاعتراض، فسرها البعض على انها ظاهرة قد تكون صحية، وفسرها البعض الآخر على أنها مؤامرة جديدة للإطاحة بالبلاد، وعودة اتباع النظام السابق. دعونا نخرج من المشهد، وننظر إليه من الخارج، نظرة ثاقبة تقوم على أسس ودعائم تحليل محايدة، وتفند كافة المساعي التي يسوقها أنصار يوم 11/11.


لقد اشتدت الأزمة الاقتصادية، وارتفع سعر الدولار إلى درجة لم يسبق أن شهدتها البلاد، وظهرت العديد من الأزمات في العديد من السلع الاستهلاكية، بدأت بلبن الأطفال، ثم الأرز، والسكر، وغيرها. بالفعل قد تكون الحكومة بما تنتهجه من سياسات اقتصادية سببا من الأسباب، إلا أن المسئولية الكبرى لا تقع على عاتقها وحدها، إنما تقع على عاتق الكثير والكثير من التجار المستغلين، فاحتكار السلعة هو ما يرفع قيمتها، ليس فقط ارتفاع سعر الدولار؛ غير أن اتجاه الكثيرين إلى تخزين البضائع، في انتظار طرح التسعيرات الجديدة لها كان من أهم أسباب ظهور الأزمات الاستهلاكية النوعية التي شهدناها مؤخرا.

ودائما ما تحدثنا تجارب النهضة الاقتصادية للدول عن تضحيات كبيرة من أجل المستقبل الأفضل، غير أن الأزمات الراهنة ليست بجديدة، فدائما ما كانت تتكرر من فترة لأخري، ودائما ما كنا نعاني غياب الرؤية، والتخطيط المستقبلي، ولكننا اليوم صحيح أننا نمر بأزمات اقتصادية قد نكون من المساهمين الرئيسيين في أحداثها، إلا أن ما نسعي للوصول إليه يستحق المعاناة وتحمل الكثير من الصعاب.

أما عن أداء مجلس النواب المزعوم، فأقول ليس على الشعب المصري أن يلوم إلا نفسه، فلا يمكن أن نقيم أداء من دفعتنا إليهم السلبية، والإحجام عن المشاركة السياسية، بيد أن الفاعلية السياسية لا تكون بمجرد الاحتجاج والاعتراض وفقط، والديمقراطية الممثلة في حكم الأغلبية؛ لا تكمن في مجرد الحرية، وإنما أيضا تكمن في القدرة على الاختيار، ولقد كانت اللجان الانتخابية بمختلف قرى ونجوع مصر هي المؤشر الفعلي للنتيجة المحتومة لمجلس النواب الحالي، ولتكن المشاركة السياسية هي الحل مرة أخرى، فعلي مواطني كل دائرة انتخابية توجيه من تم انتخابه ليمثلهم في المجلس، يناقش ويطرح ويتقدم باستجوابات فعلية، في سبيل التعديل والإصلاح الهادئ والهادف.

والسؤال المطروح الآن، هل يمكن الاستعانة برموز النظام السابق في تشكيل حكومة جديدة، يري البعض أنها رموز ناجحة، وهم من أنصار مقولة "أدي العيش لخبازه ولو أكل نصه" ولكن هل من نراهم اليوم قيادات حكومية وليسوا خبازين.. أم أن الإعلام هو من يقدمهم بهذا المظهر. إنها المعادلة الصعبة في الجمع ما بين الخبرة والإخلاص وحب الوطن. ولكن قد تكون الأوضاع هي ما تفرض على المسئول فشله أو نجاحه أو استمراره في خط المنتصف ما بين النجاح والفشل.

وفي جميع الأحوال لم تكن النهضة لشعب من شعوب العالم إلا بإرادته، وبعمله، لا باعتراضه واحتجاجه. ولم تكن النكسة لشعب من شعوب العالم إلا بالطائفية والتخلف والجهل والعنصرية والتعصب والسعي وراء المصالح الشخصية.. إنهما طريقان متباعدان لا متقاطعان، وعلي كل من يفكر في يوم 11/11 أن يصارح نفسه، أين الهدف، وهل يستحق، وإلي أي طريق من الطريقين سيقوده؟
Advertisements
الجريدة الرسمية