رئيس التحرير
عصام كامل

تَخَيل


عزيزي القارئ مساء الخير، أنا عارف إنك مش طايق نفسك ومديون مخنوق، وحبيبتك سايباك، وفيك اللي مكفيك وزيادة، لكن أنا بس كُنت حابب أدردش معاك في كام حاجة كده، ويارب الموضوع يفرق معاك..


أنا بس عايزك تنسي كل شء تاعبك وتتخيل معايا كده إن وإنت في الدنيا البايخة دي ظهر لك حد كل همه بس إنه يحل لك مشاكلك، وكل اللي شاغل تفكيره إنه بس يسعدك، وسعادة من اللي هي بجد مش أي كلام يعني..

تخيل كده إن في حد مش بتكلمه ولا بتحكيله ولا حتى فاكر اللي بينكم كان إيه، ودايمًا سايبه، بس في كل مرة بترجعله تلاقيه بيعاملك معاملة أحسن من الأول، ودايمًا ناسي قساوتك عليه.

تخيل إنت أصلًا إن في الزمن ده موجود حد بالجمال ده، وسط الزحمة والدوشة والبلطجة والسرقة والقلق وكل شيء مُخيف في حد بيطمنك، حد بيستناك كل يوم تيجي تحكيله تفاصيل حياتك وبيسمعها بكل تشويق وعدم ملل، ده بالعكس الحد ده عنده استعداد يسمع منك أكتر وأكتر..

تخيل إنك قريب حد كبير أوي أوي في الدولة وبيوصي عليك مُديرك في الشغل، علشان تكون دايمًا في وضع أحسن، وبيوصي عليك مراتك في البيت، والمدرسين بتوع عيالك، وكل اللي حواليك من أجل حياة أفضل بالنسبة ليك.

حد دايمًا ماسك إيدك ويطمنك، وبيرسملك كل اللي نفسك فيه وأكتر كمان، حد نفسه يفضي نفسه من كل حاجة وراه، ويفضل قاعد معاك إنت لوحدك، ويشاركك تفاصيل تفاصيلك..
حاجة جميلة أوي مش كده؟

طب تخيل إنت بقي إن أصلًا الحد ده موجود من بدري، وإنت اللي عامل مش شايفه، وبرغم كل الحلو اللي بيعمله ده، إنت دايمًا بترد عليه بالأوحش منه، وهو برضه بيحبك.. شيء غريب جدًا.. صح؟؟!

عزيزي القارئ اللي حضرتك قريته فوق ده مايجيش حاجة في المليون من اللي "ربنا" بيعمله معاك دايمًا..

طبعًا ربنا مش حد، ومش زي أي حد، لأنه إله عظيم وفوق كل شيء، لكن أنا بس حاولت أثبت إن ربنا فعلًا موجود، وبيعمل معانا أكتر من كده بكتير كمان، فلازم ناخد بالنا من علاقتنا معاه، ونفهم ونحس ونقدر اللي بيحصل ده، ونبطل قساوة وجفا، ونحاول نرجع نرِق تاني، لأنه مع كل عظمتُه دي بيفرح بكلامنا إحنا معاه، تخيل؟
الجريدة الرسمية