رئيس التحرير
عصام كامل

طهروا جامعة بني سويف من الفساد


عندما نتكلم عن الفساد في مصر وضرورة محاربته كنا ننحي الجامعات دائما؛ على اعتبار أنها منبرًا للعلم والتربية لا يتعامل مع الجمهور بصورة مباشرة، لكن للأسف نجد مثلًا أن جامعة مثل جامعة بنى سويف بها كليات تقوم بتعيين أعضاء هيئة التدريس عن طريق "المحسوبية"، فتجد ابن الأستاذ أو ابنته، وابن العميد أو ابنته معيدًا في الكلية، وكأن أبناء الأساتذة خُلقوا نابغين بالفطرة، تجدهم دائما على رأس الطلبة المتفوقين بهذه الكلية.


ويأتي أحدهم ليعترض على كلامي فيقول: لابد أن هؤلاء تم تعيينهم وفقًا لترتيبهم وبالتالي فهم أحق؛ إنني هنا لا أقصد أن تقوم الكلية بتخطى أحدهم وتعيين الآخر؛ لكن في هذه الكليات العملية يتحكم الأستاذ بدرجات المواد العملية وأعمال السنة، وبالتالي يصبح من السهل جدا التلاعب فيها حسب رغبة الأستاذ، وتدخل المجاملة هنا بين الأساتذة، وبالتالى نجد ابن أو ابنة الأستاذ من الأوائل والآخرين ذنبهم الوحيد أنهم ليسوا من أبناء الأساتذة.

يا سادة الفساد موجود في كل مكان، ولكن عندما تجد المكان الذي يُفترض أن تُربى فيه الأجيال على القيم والخلق والعدل هو المكان الذي يحتضن الفساد والمحسوبية؛ فإنه أمرٌ صادم، على الرغم طبعًا من وجود الكثير من الأساتذة الشرفاء.

واستكمالا لسياسة المحسوبية في هذه الكلية، فعندما قامت الكلية بالإعلان عن طلب مدرسين للتعيين بالكلية في شهر يناير الماضى، تقدم الكثير أملًا في أن يكون هناك شفافية في الاختيار.

تمت المقابلات وكانت إجراءاتها خاطئة وباطلة، ثم أُعلنت النتيجة وكانت هنا الكارثة، فقد قامت إدارة الكلية بإخفائها عمدًا عن المتقدمين لمدة شهرين بهدف التعتيم على ما تم من تجاوزات، وإلا فلماذا يتم إخفاؤها طالما أن الاختيار كان على أسس وضوابط؟!

وهنا أتوجه بندائى إلى جميع المسؤلين والهيئات الرقابية بالدولة: إن لم نقم بدورنا ونحاصر هذا الفساد فلن نبني دولة قوية، لأن أهم ما تبنى عليه الدول القوية هو العدل والمساواة بين أطياف الشعب.
الجريدة الرسمية