رئيس التحرير
عصام كامل

التلوث والتسوس


تحتل القاهرة المركز الرابع والثلاثين في قائمة التلوث على مستوى العالم من ألف وماتى مدينة تشملها الدراسة بمعنى أن التلوث البيئى يتسيد كل نواحى الحياة تقريبًا وليس أسوأ من القاهرة إلا عدة مدن في آسيا وأفريقيا وطبعًا هذا مفهوم لأن القاهرة كانت "عسل" في وقت ليس ببعيد.


التلوث في القاهرة وصل إلى معدلات قصوى وأولها الضوضاء.. نفير السيارات الذي لا لزوم له ودون أسباب أصبح متممًا لقيادة السيارة أو اللوري أو التاكسي أو التوك توك وهو إزعاج مستمر بلا توقف.. الصوت العالى حتى بين الناس في المحادثات العادية في البريد أو الشهر العقارى أو المطعم أو بائع الفول أو حتى الزبال وفى المناسبات السعيدة أو غير السعيدة وفى كل زمان ومكان تجد الصوت العالى وهذا التلوث يدل على ضعف السمع.. كل الناس تتكلم ولا أحد يستمع.. السمع والبصر كان عنه مسئولا..

أما التلوث المعماري فحدث ولا حرج.. واجهات المبانى في القاهرة متسخة ومشوّهة بالمكيفات واليفط ولا أي محاولات للصيانة والنظافة.. القاهرة مليئة بالمباني المعمارية التي تحكى تاريخ عاصمة المعز.. تجد فنون العمارة في شوارع الفاهرة.. الإسلامى والعربى والمملوكى والفرنسي والإنجليزي والعثماني.. هذه ثروة هائلة لا تقدر بمال.. هذا طبعًا بالإضافة إلى الفرعوني الذي لا مثيل له.. ولكن كل هذا مهمل ويبدو أن أحدًا لا يعرف قيمته.

أحياء ومناطق كاملة في القاهرة تسرد التاريخ الحضارى لمصر الفرعونية والمسيحية والإسلامية.. الأزهر والحسين مثلا ذواتا جذب سياحى عالٍ تجد فيهما عراقة التاريخ.. يجب أن نعرف هذا على مستوى المواطن البسيط وأن نحافظ على ما لدينا من ثروة عقارية لا مثيل لها من كل الملوثات وأن نعترف بأننا نستطيع أن نحصل على الدولارات من هذه الثروة عندما نحسن عرضها بعيدًا عن موظفى الحكومة.

علينا أن نعلم أن أكبر ملوثات الهواء هي عادم السيارات والمصانع وما شابه.. فعن المصانع يجب إلزام أي مصنع أو مطحن بتنقية العادم قبل نشره في الهواء وهذا سهل بتكنولوجيا العصر أما عادم السيارات فهذا أسهل خصوصًا في السيارات الحديثة ونستطيع أن نشجع الجميع بأى طريقة ممكنة الحفاظ على الهواء نقيًا أما الماء أو ماء النيل فيجب وقف التعدى فورًا وكفانا كلامًا أجوف من المسئولين.

يجب تجريم قطع الأشجار وإلزام كل المدن الجديدة بزرع الأشجار ضمن البنية الأساسية، وكذلك أصحاب العقارات والفيلات بالتشجير وتشجيعهم على ذلك.. "ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله".. القاهرة أصبحت مسوسة من التلوث فلنلحقها قبل الضياع يا أولــو الألباب.
الجريدة الرسمية