رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. 5 مشاهد تكشف الإهمال في مستشفى طوخ.. القمامة والمتسولون يرحبون بالمرضى.. مبنيان آيلان للسقوط.. الاستقبال «في الإنعاش».. أطباء يتأخرون.. العلاج «وافر للأطفال فقط».. والمدير

فيتو

فور أن تطأ قدماك مدخل مستشفى طوخ المركزى بالقليوبية، حتى تتفاجأ بانبعاث رائحة كريهة لا تعرف مصدرها، كما تحاصرك المخلفات المتناثرة في الأرجاء والدراجات البخارية «الموتسيكلات»، في مشهد يكشف الكثير من الإهمال والتراخى، ويحرج المسئولين عن المستشفى وملف الصحة بالمحافظة.. كل ذلك دفعنا إلى التجول في أرجائها، بعد أن استقبلنا المتسولون المتناثرون هناك لاستجداء المرضى.


الاستقبال في الإنعاش
في قسم الاستقبال، سادت حالة من الهرج والمرج، واصطف المرضى بمدخل المبنى، في طابورين لقطع تذكرة الدخول، بينما اتخذ آخرون الأريكتين القابعتين هناك منذ سنوات طوال، مقعدًا لهم، لانتظار الدور الذي لم يذق مرارة الألم يومًا.

وكشفت جولتنا بقسم الاستقبال، عن مدى فقر الإمكانيات الطبية لإسعاف حالة طارئة، حيث ظهرت الأجهزة متهالكة للغاية، وتصدر التروللى وجهازا الضغط والمحاليل وبعض الإسعافات كالقطن والشاش المشهد، فيتكفل الأطباء باستخدامهم لإسعاف حالة حرجة.

وفى نفس السياق، قالت ممرضة بالقسم- خشيت ذكر اسمها-، إن المستشفى يفتقر الأجهزة الحديثة، مؤكدة أن معظم الأجهزة المستخدمة قديمة جدا وبعضها معطل، وهناك أخرى عفا عليها الزمن، فاتخذت مكانها في المخزن وأمام الأقسام، مطالبة بضرورة رفع كفاءة الأقسام من جهة، والنظر إلى أحوال الممرضات ورواتبهم المتدنية من جهة أخرى.

مبنيان آيلان للسقوط
كما انتشرت مخلفات البناء على هيئة أكوام «رمال وزلط» بالجانب الأيمن على بعد أمتار من مدخل المستشفى، وضربت الشقوق بعض المبانى، كما ظهر مبنيان آيلان للسقوط، ما ينذر عن كارثة.

وبتجولنا في العيادات، اتضح تأخر بعض الأطباء عن ساعات العمل الأولى، وسط تعالى صرخات المرضى القابعين في انتظار الكشف الطبي، لصرف علاج يخفف من آلامهم.

كما ظهرت «الحمامات» في حالة سيئة للغاية، حيث اتضح تعطل الحنفيات، وتناثر المخلفات، فضلا عن إهمال أحوال النظافة.

شبابيك صرف الدواء
وبالنسبة للمرضى، فازدحم الكثير أمام «شابيك» صرف الدواء، يتبادلون أطراف الحديث مع الصيادلة من وراء قضبان حديدية، ولأن حالتهم المادية لا تسعفهم على شراء العلاج من الخارج، يلجئون للتحايل والتمسكن، لصرف الروشتة كاملة.

وفجأة، تعالت صيحات «سيدة» أمام شباك التذاكر، معلنة غضبها من الزحام، مؤكدة لـ«فيتو»، أنها والدة طفل «مريض»، توجهت به في ساعات الصباح الأولى إلى المستشفى بعد أن رفضت «السخونية» رحمة جسده الليلة الماضية، موضحة أن الصيدلى صرف له نوعان من الدواء، وستضطر إلى شراء النوع الثالث من الخارج.

وأوضحت أن العلاج يصرف بوفرة للأطفال، حيث صرفت دواء البرد وارتفاع الحرارة، بالإضافة إلى مضاد حيوى، معلنة رضاها عن العلاج.

بينما أكدت مريضة أخرى، أنها تعانى من مشكلات في المعدة، مع إصابتها بنزلة برد، مشيرة إلى أنها صرفت مضاد حيوي من الصيدلية كتبه لها الطبيب المختص، والباقى ستحضره من الخارج، لافتا إلى أن العلاج يصرف بوفرة للأطفال فقط.

أوضاع «الحميات»
أما الوضع في مبنى الحميات، وأقسام استضافة المرضى، فلا يسر أبدًا، حيث أظهرت الصور الملتقطة مدى الإهمال والفوضى في التعامل مع ملف النظافة، ورداءة طرقات المبنى والحمامات، الأمر الذي آثار غضب المرضى «المحجوزين» هناك، ولكن لا حيلة بديلة لديهم عن ذلك.

رد المدير
ومن جهته، أكد مدير المستشفى، الدكتور عبدالمنعم الشيمى، أنهم يحاولون دوما إنقاذ الموقف، مشيرًا إلى أن هناك عمليات تطوير تنتظر المستشفى قريبًا، معلنة عن استجابتهم لشكاوى المرضى، وتنظيم دوريات للتأكد من انتظام الأطباء وأطقم التمريض في العمل، ويتم مجازاة كل الأطباء المتأخرين عن مواعيد العمل الرسمية، وغيرهم من المتغيبين، مع المساهمة في إراحة المريض.

وأضاف «الشيمى» أن المسئولين عن الملف الصحى بالقليوبية، لم تسعفهم الإمكانيات، لافتا إلى وجود خطط للتطوير ورفع الكفاءة، ولكنها تحتاج وقت وميزانية، متعهدًا بثورة تطوير في كل أقسام المستشفى تلبية لاحتياجات المرضى قريبًا.

وعن المبانى الآيلة للسقوط، أوضح مدير المستشفى أنه غير مسئول عنها، لافتا إلى أنها مسئولية مجلس المدينة، مطالبًا بسرعة إصدار قرارات التطوير.
الجريدة الرسمية