رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

السفير عبد الله الأشعل: عودة رموز نظام مبارك تعني القضاء على ثورة يناير

فيتو


  • الخليج أنفق أمواله على دمار العالم العربي
  • لا يجوز لمصر العزاء في قاتل أطفال العرب وأسرى جيشها
  • هناك فرق بين «الوضوح والبجاحة» في علاقتنا بإسرائيل
  • الجامعة العربية أصبحت أقرب إلى الجامعة العبرية.. ولن نندهش إذا أصبحت إسرائيل عضوا فيها
  • إعلام الصوت الواحد لا يناسبني
  • لو كان لدى الإخوان والتيار الإسلامي عقل سياسي ناضج لتغيرت خريطة العالم
  • جامعة عمرو موسى "العربية" تسببت في إضاعة ليبيا وإحراق غزة
  • الشعب المصرى خارج حسابات السلطة



السفير عبد الله الأشعل.. مساعد وزير الخارجية السابق.. عندما يتعلق الأمر بالوطن، فلا مكان للدبلوماسية.. كل شيء عنده يتراجع خطوة للوراء، ويظل الوطن هو سيد الموقف، ترشح للانتخابات الرئاسية لأنه أراد أن يخدم مصر، وابتعد عن المشهد لأنه لا يرى جديدًا يجبره على التدخل، وعندما زار وزير الخارجية سامح شكرى "تل أبيب" أعلن رفضه الأمر، وقدم أيضًا حيثيات هذا الرفض. 

"الأشعل" يمتلك رؤى مختلفة عن الأوضاع الحالية بكل صورها «نظام ــ معارضة ــ إخوان ».. يصمم كثيرًا على أن نقده اللاذع الذي يصل لهجوم شرس، غالبًا يطال كل رجال الدولة، ليس قدحًا في أشخاص النظام بمن فيهم الرئيس ووزير خارجيته، ولكنه يختلف ويتفق مع مصلحة مصر، وعليها يدير رؤيته للأزمات... وحول هذه الأمور وغيرها كان الحوار التالي:

*بداية.. أين أنت من الحياة السياسية في وقتنا الحالي؟
لا توجد حاليًا حياة سياسية بالمعنى المفهوم، ولذلك يمكن القول إننى مشغول بثقافة المجتمع إلى أن تعود الحياة السياسية، التي لم تكن موجودة يومًا بمصر منذ عام 1952، أما إذا كنت تقصد الأضواء الإعلامية، فالمنصات الإعلامية الحالية لا تناسبنى، وخاصة أنها موحدة على صوت واحد، وهو مساندة النظام بالحق وبالباطل، أما أنا فأنصر النظام إذا كان صالحا، وأنصحه إذا كان غير ذلك، ومع ذلك فليس هناك منصة تحتمل موقفي.

*صراحة.. هل ما زلت تفكر في الترشح مرة أخرى لرئاسة الجمهورية؟
الترشح للرئاسة يحكمني فيه اعتباران الأول «الاستطاعة» بكل ما تحمله الكلمة من معنى بما فيها الظرفية أي الظروف السائدة عندئذ، والثانى هو جدية السلطة في تداولها وليس توريثها، وفي كل الأحوال الترشح ليس هدفًا، وليس الطريق الوحيد لخدمة مصر التي لن أتخلى عن عنها في كل الظروف.

*بم تفسر انحسار الأضواء والزخم الشعبي عن كل الذين رشحوا أنفسهم لرئاسة الجمهورية في 2012؟
المرشحون السابقون ابتعدوا كل حسب أسبابه، وبأي حال الساحة لا تحتمل إلا لاعبًا واحدًا وفق القواعد التي وضعت منذ عزل الملك فاروق، حيث صارت مصر جمهورية وراثية، قضت على سطوتها ثورة 25 يناير وغيرت هذا الواقع، وربما يفسر ذلك العداء الشديد لها.

*بخبرتك الدبلوماسية.. هل يمكن إدارة مصر عبر فريق رئاسي.. مع الأخذ في الاعتبار أن هذه الفكرة تم طرحها مؤخرًا؟
أرحب بكل المبادرات الهادفة إلى الإصلاح، لكن المشكلة في الوعي الشعبي وسيولة الواقع السياسي، والتمسك بالسلطة، وعدم تدويرها، وخروج الشعب تماما من حسابات السلطة، بأي حال المبادرة تعكس حسن النية، فمصر ليست بحاجة إلى أفكار، وإنما هي في حاجة إلى من ينفذها.

*ما الأسباب التي دفعتك لانتقاد زيارة وزير الخارجية سامح شكري إلى إسرائيل ؟
انتقدت الزيارة لعدة أسباب.. منها ما يتعلق بالظرف الفلسطيني، والآخر يتعلق بالسلوك الإسرائيلي ونظرة تل أبيب لمصر، والثالث يتعلق بالتقارب بين النظام وإسرائيل، وإجمالا جاءت الزيارة استكمالا لزيارة حميمية سابقة في منزل نتنياهو، وهذا يعتبر تحديًا لمشاعر المصريين، في ظل وجود أكثر من ثأر لمصر مع إسرائيل، أهمه شهداء الجيش المصري في سيناء، والطبيعة السرطانية لإسرائيل المدمرة لمصادر بقاء مصر على الخريطة، كما أن التقارب مع إسرائيل استفزاز وإغفال لمصالح مصر الحقيقية، فضلا عن أن وفاة بيريز تزامنت مع وفاة غريمه وبطلنا القومي جمال عبد الناصر، وذكرى الشهيد محمد الدرة.

*لكن هناك من اعتبر أن النظام المصري أراد من خلال الزيارة ذاتها توضيح أنه ليس لديه ما يخفيه.. ولا يرغب في تزييف رؤيته للعلاقة مع إسرائيل على حساب الشفافية والمكاشفة.. كيف ترى ذلك؟
هناك فرق بين الوضوح والبجاحة، كما أنه لا يوجد فيما حدث إيضاح لشيء مع الشعب المصري، فلم نرَ أكثر من تحد لمشاعرنا تجاه إسرائيل.

*إذن برأيك.. ما الإجراء الدبلوماسي الذي كان يجب اتخاذه؟
كان يمكن أن يحضر السفير المصري بتل أبيب دون بهرجة دبلوماسية، كما أنه لا يجوز العزاء في قاتل أطفال العرب وأسرى الجيش المصري بدم بارد.

*الحديث عن الزيارة ذاتها يدفعنا للتساؤل.. هل يمكن حل القضية الفلسطينية؟
القضية الفلسطينية تتم تصفيتها تحت شعار تسويتها، بسبب التقارب (المصري - السعودي) مع إسرائيل، ما يغريها بمزيد من التوحش وتهويد للقدس وقتل للشباب الفلسطينى، فضلا عن ضرب الأمن القومي المصري في الصميم، بسبب مثل تلك الدعوات الداعية للسلام مع العدو الإسرائيلي.

*لماذا تعارض السلطة الحالية؟
لا أعارض أحدًا، ولكنى أؤيد وأدعم مصالح مصر، وأنا خصيم في الدنيا والآخرة لكل من يتجرأ على المصالح الوطنية المصرية أيا كانت صفته.

*ما موقفك الحالي من جماعة الإخوان المصنفة إرهابية والتيارات الإسلامية؟
أنا ضد إراقة الدماء وضد الديكتاتورية والانفراد بالسلطة وقيادة البلاد إلى آفاق مظلمة، ولو كان لدى الإخوان والتيار الإسلامي عقل سياسي ناضج لتغيرت خريطة العالم كله، لكن غياب هذا العقل هو أحد أسباب شقاء العرب والمسلمين في المنطقة كلها، وعلى كل حال السلطة أداة وليست غاية، وأحوال الناس هي معيار صلاحية من يتولاها، ولا علاقة بين الإيمان والصلاحية السياسية للمنصب، بمنتهى البساطة القصة الكاملة لن تروى إلا بعد تحرر العقل والقلم المصري.

*من وجهة نظرك.. ما الحل الأنسب لمواجهة الإخوان العزل أم الاحتواء.. وكيف؟
مصير الإخوان يجب أن يتقرر في ضوء الظروف المناسبة، وفي كل الأحوال يجب أن تفلت مصر من تصفية الحسابات، والمنتصر في هذه التصفية مهزوم بالمعايير المصرية، فالكل خاسر، لذا يجب أن نفتح صفحة جديدة تقوم على وعي الناس، وعلى احترام القانون الحقيقي في دولة حقيقية.

*البعض يرى أحقية لأحمد عز ورموز الوطني القديم في العودة للحياة السياسية مرة أخرى.. هل تؤيد ذلك؟
رموز نظام مبارك هم السبب في ثورة يناير وظهورهم يعنى القضاء عليها، وإعادة مصر إلى مرحلة ما قبل الثورة، لذلك فمن المتوقع إزاء هذا التحدي أن تواجه مصر مستقبلا خطيرا غامضا، ولو كانوا أشخاصا طبيعيين لشعروا بالخجل واعتذروا بدلا من استغلال جهل الشعب وفساد ذاكرته وعودتهم لظلمه مرة أخرى، والعودة لا تعني إلا أن من أمن العقاب أساء الأدب، وسوف تشجعنى عودتهم على إصدار الكتاب الأسود لنظام مبارك الذي يوضح للأجيال القادمة من هؤلاء، ولماذا لم تتحقق العدالة فيهم ولماذا عادوا.

*وما السند القانوني والسياسي لرأيك؟
لا يوجد سياسة أو غيرها في مصر حتى يمكن تبرير هذا الرأي بهما.

*ماذا نفهم من عدم دعوة الجامعة العربية لاجتماع باريس الذي عقد لبحث الأزمة الليبية؟
السؤال يغفل دور الجامعة العربية في عهد عمرو موسى في ضياع ليبيا ومحرقة غزة 2008/ 2009 وغيرها من المآسي العربية.. الجامعة العربية أصبحت أقرب إلى الجامعة العبرية، ولا تندهش إذا أصبحت إسرائيل عضوا فيها، ولن تعود الجامعة عربية إلا عندما تعود مصر إلى مكانتها.

*مصر تختلف مع دول الخليج في إدارة الأزمة السورية.. ما تقييمك لكل من الموقف المصري والخليجي تجاه الأزمة؟
الخليج أنفق أمواله على دمار العالم العربي، وموقف مصر «نظري» لأنه ليس لديها أوراق في الساحة السورية، ومطالبة مجلس التعاون الخليجي مجلس الأمن بمنع الحكومة السورية من استرداد حلب من أيدي الجماعات التي سلحها الخليج، والتي تعمل مع إسرائيل والولايات المتحدة من أسخف ما رأيت.
Advertisements
الجريدة الرسمية